أكرم القصاص

أبطال وبطلات الميداليات.. أصدقاء النجاح المنسيون

السبت، 30 يونيو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى الوقت الذى كنا نشعر بالحزن على خسارة منتخبنا لكرة القدم فى المونديال، كان هناك عشرات من الأبطال ينافسون لانتزاع 34 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية فى دورة ألعاب البحر المتوسط بمدينة تراجونا بإسبانيا، منها 13 ذهبية و8 فضيات و13 برونزية.
 
جاءت مصر فى المركز الخامس فى ترتيب الدول من حيث عدد الميداليات. حصل أبطال رفع الأثقال على أكبر عدد من الذهبيات، محمد إيهاب حصل على 2 فى الخطف والنتر، وسارة سمير ورجب عبدالحى على ذهبيتين، وأحمد سعد على ذهبيتين، وحصلت فريدة عثمان على ذهبيتين وفضية فى السباحة، وهيثم فهمى فى المصارعة، ونانسى طمان فى الجمباز.
 
وحصل كل من ثنائى الكاراتيه أحمد الأصفر وجيانا فاروق على فضية، وعبدالرحمن العربى فى السباحة، وثنائى المصارعة سامى مصطفى ومحمد السيد، ومصطفى إبراهيم فى رفع الأثقال، وأحمد قمر فى الرماية، والبرونزيات لثلاثى الكاراتيه مالك سلامة وأحمد المصرى وأريج راشد، وعلى زهران فى الجمباز، وعفاف الهدهد فى الرماية، ومروان القماش حصل على برونزيتين فى السباحة، وعلى خلف الله وهبة أحمد فى رفع الأثقال وثنائى المصارعة أحمد حسن وحسام المرغنى.
 
كالعادة تجددت الأسئلة عن السبب الذى يجعل الألعاب الفردية بعيدا عن الأضواء والدعم ولو بنسبة مما يقدم لكرة القدم، وبالطبع علينا الاعتراف بأن كرة القدم هى اللعبة الأكثر شعبية والأكثر جذبا للاستثمارات فى العالم، وتتنافس عليها الشركات والجماعات والاتحادات، ومع هذا فإن الألعاب الفردية على الأخرى تجد اهتماما من قبل الدول الحديثة، وهناك دول تدعم الفردى أكثر مما تفعل فى كرة القدم، لكن الأمر عندنا أن هذه الألعاب مظلومة.
 
أغلب من يسعدهم الحظ بالاستمرار فى هذه الألعاب يفعلون ذلك بدعم من أسرهم، وبسعى شخصى وتعب ويواجهون الكثير من العراقيل البيروقراطية وأنواع من التعطيل والإهمال، وأحيانا يكون مجرد استمرار الشاب أو الفتاة فى اللعبة بطولة، لأن كثيرين يغادرون اللعبات بسبب الإحباط وعدم الاهتمام، وعندما يصل الشباب والفتيات إلى المسابقات يلعبون بلا جمهور ولا دعم معنوى، وبالطبع فهم لا يحصلون على عائد مادى يمكن مقارنته بواحد على مئة مما يتحصل عليه زملاؤهم فى كرة القدم، وعندما يفوزون نحتفى بهم ونشير إليهم بفخر وحسرة، ونطالب بدعمهم والاحتفاء بهم ثم ينسى الجميع كل هذا ويعودوا إلى ما سبق.
 
كل هذا الكلام يتجدد مع كل دورة أولمبية أو للألعاب الفردية أو غير الكروية، وهو أمر معلوم بالضرورة وباعتراف كل الأطراف، ولا أحد يطالب بترك كرة القدم أو التخلى عنها، بالرغم من أن ما تعود به معنويا على الجمهور قليل، وقد أصبحت فى أوقات كثيرة عنوانا للعشوائية والتعصب والتطرق والصدامات التى تصل حتى الموت، ومع هذا فالكل يعلم أنها لعبة لا تتعلق فقط بالملاعب والجمهور، وإنما بمصالح وتكتلات عالمية ومحلية، وهى تكتلات يصعب مقاومتها، لكن المطلوب هو مزيد من الاحتفاء والدعم لأبطال وبطلات يعودوا دائما وفى أيديهم ميداليات.
 
وليس صحيحا أنها ألعاب غير شعبية، ونتذكر جميعا فى كل مرة كان التليفزيون يعرض المسابقات التوليمية كانت تحظى بنسب مشاهدة عالية فى الثمانينيات والتسعينيات، ولم تكن الفضائيات بهذا العدد، والأمر إذن ممكن والدول الحديثة كلها تخصص قنوات لمتابعة مسابقات الألعاب الفردية وتحظى بمشاهدة ورعاة وعوائد.
 
فليستمر دعم كرة القدم، لكن فى نفس الوقت من حق أبطال وبطلات الألعاب الفردية أن ندعمهم ونفرح بهم ونسلط عليهم الضوء، فهم أصدقاء النجاح المنسيون.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة