لا أعرف قوة فى العالم تقدر على إيقاف هذا الولد، أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، الله أكبر يا ولد.
سمعنا كثيرا عمن يركبون الصعاب، لكننا لم نرهم، سمعنا عن الذين لا يأبهون بالموت الحرصين على الشهادة.
عن الذين لا يخافون من شىء سوى عار الهزيمة، عن الذى يجودون بأرواحهم فى صمت، لكننا لم نرهم جميعا، حتى رأينا هذا الولد، أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، الله أكبر يا ولد.
رأى الشر قادما، فتقدم إليه، من قال إن الخير لا ينتصر، من هذا الذى يصور الخير وهو مكسور الجناح، هذا الخير الذى ركب الدبابة ودهس على أبناء يهوذا يعلمنا أن للخير أنيابا، مخالبا، أقداما تدهس الشر فلا يكاد يبين، ولد رضع من صدر مصرى، نبتته مصرية، عاش تحت شمس هذا البلد، شرب من نيله، ولد أتت به «ولادة» ومصر ولادة كما لا يعرفون، أتت بهذا الولد، أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، الله أكبر يا ولد.
منتصب القامة مشى، مرفوع الهامة دهس، عينه على مصر، على طفل يريد ضحكة أبيه، على طفلة تريد حضن أمها، عينه على نبتة أنبتها أبوه وأراد أن يحصد ثمارها، على بيت رمى أساسه ويريد أن يشيد جدرانه، عينه على حبيبة يريدها أو أخ يتشبث به، عينه على مصر وكفى، فلم ير الأخطار التى من الممكن أن تحيط به، رأى مصر فحسب، فصغرت فى عينيه الصعاب، وتضاءلت فى عينيه الأخطار، امتطى السيارة بدبابته، كجبل يهوى على جحر فأر، هو أيقونة حربنا ضد الإرهاب، تميمة النصر الذى سنحتفل به قريبا، ويومها سنحتفل جميعا بهذا الولد، أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، الله أكبر يا ولد.
منذ أن أذاعت الفضائيات صوره وهو يدهس سيارة الإرهابيين، صار هذا الولد حكاية كل عاشق لتراب هذا البلد وهوائه ومائه، صورة شفت غليل المخلصين الذين بكوا على شهدائنا، صورة شفت غليل الأمهات الثكالى، والأطفال اليتامى، والسيدات الأرامل، هو النصر حاضر لا محالة، لا أحد يستطيع إخماد روح مثل تلك الروح الوثابة الوضاءة، لا أحد مثل هذا الولد، أحدٌ أحد، أحدٌ أحد، الله أكبر يا ولد.
نشر هذا المقال فى 27 يوليو 2017 وأهديه اليوم إلى كل مقاتل يحمى مصر من الإرهاب احتفالا بثورة 30 يونيو.