حسنا فعلت «اليوم السابع» بأن أطلقت مبادرتها لعقد المؤتمر المصرى الأول للرياضة وصناعة كرة القدم، بمشاركة المهتمين والمعنيين من المؤسسات والأفراد المعنيين بالقطاع الرياضى، خصوصا كرة القدم بهدف إعادة وضع استراتيجية حديثة لصناعة الكرة المصرية.
مبادرة «اليوم السابع» التى أعلنها الزميل الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير «اليوم السابع»، تسمى الأمور بأسمائها وتكشف عن وعى كبير بماهية اللعبة الشعبية الأولى فى مصر والعالم، وكيف لم تعد مجرد لعبة يمارسها الشباب ويشتعل الجميع وراءها تشجيعا وحماسا، بل تحولت إلى صناعة عالمية لها مستلزمات إنتاج وتكاليف، وكذا موادها الخام ومراكزها الصناعية والتسويقية الكبرى فى العالم.
وكأى صناعة عالمية مؤثرة بالمليارات، لم تبتعد عنها السياسة، بل أصبحت جزءا لا يتجزأ من تلك الصناعة رغم إعلان الفيفا فى شعاراته ومنافساته الفصل التام بين السياسة وكرة القدم، ومعاقبة أى لاعب أو مدرب أو حكم أو أى عنصر من عناصر اللعبة يأتى بإشارات سياسية فى الملاعب.
ونحن فى مصر بلد المائة مليون نسمة ، بيننا خمسة وسبعون مليون شاب مهووسون بكرة القدم، نعتبرمن أكبر المراكز المحتملة لإنتاج المواد الخام فى صناعة كرة القدم، لكننا نفتقد وبشدة إلى مستلزمات وعناصر الإنتاج الأخرى من ملاعب ومراكز شباب واستادات وأندية رياضية فى المدن الكبرى، مع تنظيم اللوائح المنظمة للعبة للتحول من الهواية العشوائية إلى الاحتراف، حتى نتحول من مركز محتمل لإنتاج لاعبين عالميين إلى دولة رياضية عظمى فى صناعة الكرة، مثل البرازيل ومعظم دول أمريكا اللاتينية التى أصبحت تلك الصناعة تدر عليهم مليارات الدولارات سنويا.
أهداف مبادرة «اليوم السابع» المطروحة حتى الآن تكفى لأن تكون خطة عمل متكاملة لوزارة الشباب والرياضة للتحول من عصر الهواية العشوائية المهملة إلى الاحتراف المنظم والصناعة التى تقود الاستثمار وتعظم من الناتج القومى، أو حسب ما أعلنه خالد صلاح فى نص المبادرة «إعادة هيكلة صناعة كرة القدم فى مصر، لتعظيم عوائدها وطاقاتها الاقتصادية والاستثمارية، ووضع رؤية استراتيجية مستقبلية، تقود القطاع إلى آفاق أرحب، بدءا من وضع آليات لاكتشاف الموهوبين ورعايتهم والنظر فى أوضاع البنية التحتية لقطاع الرياضة ومنشآت كرة القدم، ومدى كفايتها وتأهيليها، وانتهاء بدراسة أوضاع الاستثمار فى كرة القدم واقتصاديات القطاع ووضع استراتيجية للإعداد للبطولات والمنافسات الدولية ودراسة المنظومة التشريعية الحاكمة لقطاع الرياضة».
ما أحوجنا جميعا إلى العمل الجاد والشاق للانطلاق فى قطاع الرياضة ليتحول من ممارسات عشوائية إلى صناعة تدر المليارات وتوفر ملايين من فرص العمل لكل العاملين بهذا القطاع فى طول مصر وعرضها، ولنبدأ بدراسة التشريعات الحاكمة لصناعة الكرة فى مصر وتطويرها بأسرع وقت ممكن لتسمح بتدفق الاستثمارات من الداخل والخارج، مع الاستفادة من مواهبنا الكروية فى أشهر الأندية العالمية، لتوجيه الأطفال والشباب إلى الممارسة المنتظمة للكرة وليكن حلمنا المبدئى أن يكون اللاعب المصرى سفيرا لبلاده فوق العادة فى ملاعب العالم، وأن تتحول مصر إلى برازيل ثانية فى إنتاج اللاعبين الموهوبين للعالم أجمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة