سيف الاسلام فؤاد يكتب: جبارة تلكَ القُلوب

الإثنين، 04 يونيو 2018 10:00 م
سيف الاسلام فؤاد يكتب:  جبارة تلكَ القُلوب ورقه وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كم هى جبارة تلكَ القُلوب التى تُغنى لنَا نَشيد الحُبِ، وهىَ فى قمة الفقد والاحتياج ؟ ..أولئكَ المُتَصدعون من الداخل المُتمَاسكُون أمَامَنا كَالصخر وهم يذوبُون من الحُزن كـ الجليد ، الذين يَبكُون في أنفُسِهم ولا يُسمَع لهُم نَحيب ، ويَصطنعون ابتسَامة حنونة لا نعرف أنهَا كَانت من أجلنَا دون طلب منَا كى نَطيب.

 هذه الابتسامة التُى خُلقت كـالمقاس لأجلنَا، هى كَانت سِلاَحهُم الوحيد بعد أن سَلبت الحياة كلامهُم وسحَقَ الزمان ما تبقى من أحلامهُم، ونراهُم يتوارون دوماً خلف أحرفٍ رطبة تَتَسللّ إلى دَاخلنا وبعُمقٍ شَديد وتَستَقر لتَصنع فيِنا نشوة مُذهلةً قائلة لنا اطمئنوا سَنحيا بعد الأمان أزهاراً كأننَا لم نذُوق فى الأمس مُرا, ويُخبرونَنا بنَبْرة أصواتِهم الحنونة كيفَ وكم أحبونا.

الذين يَفرحون لأصغر شىء يُسعدنا ويَهتمون بتفَاصيِلنَا الصغيرة ويَنسون فى حُبنَا أنفُسِهم الكبيرة, ويَفرَحُونَ أكثر إذا زففَنا لهُم خبر إنجاز أنجزناه ويُطلعوننا بفخرا وإنحياز وكأنهُم هُم من أنجزوا هذا الإنجاز شعُور مُدهش وكَأننا من كُل البشر نحنُ المُصطفاة ..

الذين يذُوبون كـ الشمع ليُضيئوا أرواحنا المُعتمة ويَهرعُون من أجلنَا ولا يُهرع لأجلهِم هُم أحد ..أولئكَ الذين إن وجدنا رسَالة مِنهُم فى بريدنا يَنقلع قلبنا ويرقُص ويطير الى سَابع سَماء, وهم الذين ينتظرون الرسَائل التى أُرسلت وقُرأت ولم يُرد عليها أحد, تِلكَ الرسَائل المُنمقة التى يَنتظرونهَا والتى تُعيد ترتيب ملامحِهم من جديد .

الذين إن رأوا أرواحنا تأنْ ضَمُوهَا بحنان لأرواحهِم مثل حفيدٍ فى حُضن جدهُ المُسنْ ولم يُفكروا يوماً بالمُقابل ولم يتخذوا على ذَلكَ أجرا .. أولئكَ الذين أتعبهُم العنَاء ليجعلونَنَا فى وجُودِهُم سُعداء ..

 

 

 

الذين إعتنوا بِنَا كـ رضيع ولم يُخيب فيهم عشمٌ ولا رجاء حتى فى أشد أيام التعب وشدة البرد والصقيع

أولئكَ الذين عَبروا حَيِاتَنا ولم تَتَجاوز مَعرفتُنا بِهم إلا شهور معدودة ولمسات محدودة، كيف إستطاعوا أن يَرسموا في أعمَاقنا كُل تِلك الأشياء التي عَجزَ غَيرهُم عن رسمَها خلال تلكَ السنوات العديدة ؟

أولئكَ الذين يُخبرونَنَا كُل يوم أننَا الأجمل على الإطلاق وأنَ عُيونَنَا لا تَليقُ بالحُزن ولا الفُراقْ وتَكُون سَاحرة عِندمَا نَفرح لأنهَا تَخترق القُلوب إختِراق دون أن تُسبب فيهَا يوماً أثر إحراق,

ورغم كُل عيوبنَا يختَاروننا ونُزعجُهُم ويَختَارونَنَا ونُغضبهُم ويَختَارونَنَا ويَتحملون كُل هذا وكأن الارض خلَت إلا مِنا .. والله لن نَنسَاكُم أبداً أبدا يَا من إذا أشتد علينا الآلم ولم نَراكُم بِجوارنا قُلنا “أَحَدٌ .. أَحَد” سَترون والله كيف ينبثقُ النور إليكُم من حيث لا تَدرون ، وكيف تَطيب قلوبكُم الموجوعة من حيثُ لا تَعلمُون .. إلطف بهم يا لطيف كُن لهُم إذا الجَميع خَذَلهُم .. سُؤالى هل ألتقيتُم يوماً ما بتلكَ الملائكة ؟ .










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة