تعانى بعض القصور التاريخية بالقاهرة من الإهمال الذى تعرضت له على مر الزمن، وينادى الجميع بشكل مستمر على إنقاذ القصور التراثية من الإنهيار، وضياع معالم الحقبة الخديوية.
إهمال قصر الأميرة خديجة على مر السنوات
"قصر الأميرة خديجة" بحلوان، تم بناؤه عام 1895، هو أحد القصور الفخمة التى تعرضت لإهمال شديد، ومن أهم الآثار التى أهملتها وزارة الثقافة، بالرغم من أنه اجتمعت فيه كل الجماليات المعمارية التى تميز القرن التاسع عشر.
ومنذ أيام أعلنت محافظة القاهرة عن نيتها لتحويل القصر لمتحف ملتقى الأديان ليضم آثار الأديان منذ ديانة التوحيد التي نادي بها إخناتون مروراً باليهودية والمسيحية وانتهاء بالإسلام، ليجسد مسيرة التاريخ الدينى فى مصر وعمق السماحة المتبادلة بين الأديان الموجودة بها عبر التاريخ.
28 مليون جنية تعيد القصر لسابق عهده
وأنفقت المحافظة على القصر لإنقاذه من الضياع 28 مليون جنيه تقريبا لتجديد القصر بالكامل وإحيائه من جديد ليعود تحفة معمارية يجمع الماضى بالحاضر، ومن شاهد الصور الأولى للقصر قبل تجديده سيشعر بالأسى والحزن على ما وصل به الحال، لكن على كل حال فإن محافظة القاهرة استطاعت إنقاذه.
استغلال التحفة المعمارية ليكون متحف
ووقعت محافظة القاهرة بروتوكول تعاون مع مكتبه الإسكندرية لإدارة القصر وتحويله لملتقى للأديان، بعد أن جددته المحافظة بالكامل، نظرا لتاريخ القصر واحتياج المنطقة لمركز ثقافى يخدمها.
وقال المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة، إن قصر الأميرة خديجة بحلوان، يعد تحفة معمارية وذات طراز معمارى فريد، لا يمكن استخدامه كمبنى إدارى لأن ذلك يعد إهدار له، فرأينا أن يتم استخدامه كمتحف أفضل فكرة.
مقترح ليكون مستشفى
وأضاف محافظ القاهرة لـ" اليوم السابع" أن القصر كان مرشحا لأن يستخدم كمبنى إدارى لمحافظة حلوان منذ أن كانت حلوان محافظة، وتم إغلاقه بعد ذلك، وناقشنا فكرة استغلاله كمستشفى ولكننا وجدنا أن الخدمات ستكون ضعيفة به فاتفقنا مع مكتبة الإسكندرية لتحويله كفرع لها ومتحف كملتقى للأديان، خاصة أن المنطقة تحتاج إلى مركز ثقافى.
تمويل القصر ليكون متحفا
وأوضح محافظ القاهرة، أن تمويل تحويل متحف الأميرة خديجة بحلوان لن يقتصر على المحافظة أو مكتبة الإسكندرية فقط وإنما سيكون بالمشاركات المجتمعية والمنظمات الدولية، مشيرا إلى أنه لم يتم تحديد سقف معين لتكلفة التحويل، وأنه من المقرر أن تنتهى مكتبة الإسكندرية من تحويل القصر لمتحف ملتقى الأديان خلال عام تقريبا.
وأشار عبد الحميد، أنه سيتم تنظيم الأنشطة الثقافية بالقصر بعد العيد مباشرة، حيث سيتم تقديم أنشطة يومية لخدمة شباب المنطقة والمناطق المحيطة بها، لحين الانتهاء من الجزء المتحفى الذى سيخضع لدراسات عدة فنية وتمويلية، تتولى إدارته مكتبة الإسكندرية.
القصر كان مرشحاً ليستخدم كمقر لمحافظة حلوان
ويقع المبني الرئيس للقصر على مساحة تقارب الـ 500 متر وله جناح غربى يشغل مساحة تقارب 300 متر في حين يشغل الجناح الشمالي مساحة 200 متر ويحتوى القصر علي 50 قاعة تتدرج مساحتها من 25 متر الي 100 متر والقاعة الرئيسية تتسع لـ 120 فرداً، وكان مرشحاً لأن يتم استخدامه كمقر لمحافظة حلوان قبل الغاءها ولكن الفكرة لم تنفذ نظراً لقيمته الأثرية الكبيرة.
القصر كان مصحة للأمراض الصدرية
والأميرة خديجة عاشت فى القصر منذ بنائه عام ١٨٩٥ إلى ١٩٠٢، ثم أهدته إلى نظارة الصحة والنشء وقتها وتحول إلى مصحة للأمراض الصدرية، وبعد قيام ثورة يوليو تحول القصر إلى مقر لبلدية حلوان، اشترت الأميرة أرض القصر بـ6000 جنيه ذهب ووصلت تكلفة المبانى التى أقيمت على تلك الأرض 150 جنيها ذهب، فى هذا الوقت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة