على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى قد حرم جريمة «السرقة» بكل أنواعها وأنماطها تحريمًا قاطعًا، وجعل لها عقوبة مشددة فى الدنيا والآخرة، حفظًا لحقوق العباد، وردعًا لذوى النفوس الضعيفة الذين لا يتورعون عن الاعتداء على حقوق الغير، إلا أنه ما زال بيننا للأسف العديد من شياطين الإنس الذين لا يستحون من السطو على ممتلكات وأفكار الآخرين بالباطل. فقد انتشر، للأسف، فى السنوات الأخيرة كنتيجة مباشرة للتراجع السلوكى والأخلاقى الكبير الذى أصبح يحيط بنا من كل جانب، نوع جديد من السرقة لم يكن موجودًا من قبل وهو «سرقة الأفكار»، والمصيبة أن بعض من يقومون بهذا الفعل البغيض يظهرون بين الناس بمظهر التقى والورع، ولقد شاءت إرادة الله أن تجمعنى الأقدار مع أحد هؤلاء اللصوص منذ فترة قصيرة أثناء إلقائى لإحدى المحاضرات المبتكرة فى مجال التنمية البشرية، ولقد فوجئت منذ عدة أيام بقيام هذا اللص بسرقة «الأفكار والمفاهيم» غير المسبوقة التى قمت بعرضها فى المحاضرة ونسبها إلى نفسه دون أى استئذان أو إشارة إلى المصدر، ثم قام إمعانًا فى الضلال ببثها عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعى، دون أى شعور بوخز فى الضمير، أو خشية من عقاب الله جل وعلا، لأنه بالطبع مثل جميع اللصوص يظن أنه قد نجا بفعلته، وفاز بغنيمته، ولا يدرك بعمى بصيرته أن الله العلى القدير الذى لا يغفل ولا ينام «يمهل ولا يهمل»، ولا أجد ختامًا أبلغ ولا أجمل من الآية الكريمة «وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد» صدق الله العظيم.