امشى فى جامعتى وحيدا، امسك بكتبى، والبس حقيبة صغيرة ألملم فيها أشيائى الباقية، لست وسيما مطلقا!!، لكن ثقتى بنفسى تعطينى شيئا من الحزم والصرامة، يجعلنى بمظهر وقور، فكم من شخص قال لى وقفتك وسيرك مثل ضابط الشرطة فى وقاره وهيبته.
بغض النظر عن كل هذا، أجد نفسى شخصا عاديا، لا أعرف الغرور مطلقا، ويمكن أن أكون تلقائيا بشكل زائد عن المقبول، فيمكننى أن أضحك بشكل هستيرى مرتفع بلا توقف أو تذكر أننى بالشارع أو بمكان عام، أجلس فى مدرج المحاضرات كالعادة، أرفع يدى فى المحاضرة عندما أحتاج سؤالا أو عندما لا أحتاج، فأنا عندما أنهمك فى الكتابة أجد نفسى فجأة أبدأ بالتلويح اللاإرادى بيدى.
هذا الأمر يزعج أساتذتى بالجامعة، أو يصيبهم بالضحك لا أعلم حقيقة الأمر، ولكن دعونا من كل ذلك!!، أنا الآن قد وصلت إلى مدرجى وجلست فيه، لا شئ غريب،المدرج مكتظ كالعادة بالطلاب، بدأت المحاضرة، والكل يدون ملاحظاته، وأنا أدون ملاحظاتي أيضا، انهماكى فى الكتابة جعل يدى اليسرى تلوح بلا إرادة، وها هو أحد أساتذتى بالكلية ، يعلق على ذلك الموقف ، كان تعليقا مضحكا منه ،بدأ الكل بالضحك، وأنا فى حالة زهول لا أعرف لماذا يضحكون!!!، ولكننى بعد ذلك عرفت السبب.
انتهت المحاضرة، وخرجت من باب المدرج لأمشى بضع أمتار، وفجأة مرت أمامى حورية، ملابسها المحتشمة لم تستطع إخفاء ما لديها من جمال، إن لم نكن بالنهار لقلت أن القمر قد نزل إلى الأرض، نظرت لى نظرة أصابتنى بالدوار، لولا أنى تأكدت أنه ليس بجانبى أحد لأخبرت نفسى أنها ربما نظرة عابرة، وبدأ صوت بداخلى يقول "لا تسقط فى الوهم انك تتخيل بالتأكيد" ، أحسست أن الزمن توقف، وأننى أحلم، بدأت أقرص يدى، لأقنع نفسى أننى لست فى حلم، استغرق الموقف عشرة دقائق، ليحدث ما هو أكبر!!، إنها تبتسم لى، ما أجمل تلك الابتسامة، تركت المكان أفكر، وتدور فى ذهنى أشياء وأشياء، تكرر نفس الشئ مرات ومرات.
كم هو جميل أن يجتمع الخجل والجمال، ليعزف سيمفونية سحر حقيقى يأسر القلب، مرت سنين وها أنا فى أخر سنة لى فى الجامعة، وجدت نفسى لا أستطيع العيش بلا ابتسامتها، قررت أن أذهب لأفعل ما يجب فعله، قررت أن أذهب لأخطبها، لست غنيا لكننى أيضا لست فقيرا، أنا من هؤلاء الذين يسمون نفسهم"طبقة متوسطة".
حدثت أهلى بذلك الشئ، وها أنا الآن فى منزل الفتاة، حقا لقد كان أهلها ودودين للغاية، تركت والداى يتحدثان فى كل شئ يتعلق بالماديات، وتم تحديد موعد للزفاف، أنا الآن فى يوم الزفاف، وبجانبى أجمل نساء الكون .
نظرت لى، وابتسمت نفس الابتسامة، ولكن تلك المرة كانت عن قرب، تلك الابتسامة التى عشقتها، أراد الله أن أعيش معها للأبد، وكم من صدفة كانت خيرا من ألف ميعاد.
أنا اليوم أعيش السعادة مع فتاة كانت بالنسبة لى مجرد ابتسامة، لم أكن أعلم أنها ستصبح بالنسبة لى حياة.
أيها القارئ لا تهمل أى شئ فى حياتك، ولو كان صغيرا فربما يأتى اليوم، وتجده يشكل لك حياة أو يبنى لسعادتك مستقبل، أنا مضطر أن أنهى حوارى معك الآن، فزوجتى تنادينى الآن، ما هذا !!، إن طفلى يبتسم لى، نفس ابتسامة أمه، أحمدك ربى حمدا يليق بك، ما أجمل البسمة ممن نحب!!..".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة