لم تعد حوادث الغرق فى البلاعات المكشوفة جديدة بأسيوط، بعد تكرارها أكثر من مرة كان آخرها حادثين متقاربين أحدهما بقرية الحمام بمركز أبنوب لأحد أطفال المدارس، والطفلة منار التى لقت مصرعها غرقا قبل عدة أيام بمركز صدفا، الأمر الذى بات خطرا على الأطفال و الكبار أيضا.
وتبادل مسئولى شركة المياه، والصرف الصحى والوحدات المحلية الاتهامات فيما بينهما عن المسئول الأول عن هذه الكارثة ويقف حد المسائلة عند بعض الاتهامات على مواقع التواصل الاجتماعى.
وعلى مدار الأعوام السابقة وقعت أكثر من حادثة غرق أطفال فى بلاعات الصرف الصحى المكشوفة، حتى أن الأمر بات أمرا عاديا على مسامع الأهالى، وعلى الرغم من ذلك إلا أن المسئولون بالمحافظة لا يتحركون إلا بعد وقوع الكارثة.
وبرغم النداءات المتكررة، وشكاوى الأهالى على مواقع التواصل الإجتماعى، والصحافة الجماهيرية على مواقع الالكترونية خلال الفترة الماضية عن انتشار بلاعات الصرف الصحى المكشوفة بالمحافظة وخطرها إلا أنها ما زالت الظاهرة موجودة وتتزايد بشكل كبير يوميا.
فمنذ عدة سنوات راح الطفل محمد صلاح ضحية البلاعات المفتوحة بعد سقوطة فى بلاعة الصرف الصحى بأحد المدارس الخاصة بأسيوط، وتلاها بعد ذلك العديد من الحوادث على مدار الـ5 سنوات الماضية، ففى شهر فبراير الماضى لقيت الطفلة جاسى جريس 4 سنوات مصرعها بعد سقوطها فى بالوعة صرف صحى مفتوحة بمركز الغنايم على الرغم من تقدم أهالى المركز بعدة شكاوى لتغطية البالوعات المفتوحة، ولم يمر سوى 3 شهور على تلك الواقعة ليفاجأ أهالى مركز صدفا منذ عدة أيام بوفاة طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات بعد سقوطها فى إحدى بلاعات الصرف الصحى وكانت القصة الأخيرة قد بدأت بعثور أهالى منطقة ميدان أبو العباس بمدينة صدفا على جثة طفلة مبلغ باختفائها منذ يوم داخل بلاعة صرف صحى، وبعد انتشال الجثة تبين أنها لطفلة تدعى منار حسين طلعت 9 سنوات وتم نقلها لمشرحة مستشفى صدفا المركزى.
وأكد أهل الطفلة أن الطفلة خرجت بصحبة جدتها لصلاة التراويح، وبعد عودتها من الصلاة خرجت للعب بالشارع ولكنها لم تعد لليوم التالى، وأثناء غيابها تم البحث عنها فى جميع الأماكن القريبة من المنزل ولكن دون جدوى، وفى اليوم التالى عثر الأهالى على شبشب الطفلة بجوار بالوعة صرف صحى مفتوحة وبالبحث داخل البالوعة تبين أن الطفلة سقطت بداخلها ولقيت مصرعها.
وقال محمود عابد أحد أهالى مدينة صدفا أن الأهالى تقدموا أكثر من مرة بشكوى لمجلس المدينة والمسئولين بشركة الصرف الصحى حول تغطية البالوعات المفتوحة بشوارع المركز والقرى إلا أن الشركة لم تستجب ولم يتحرك مجلس المدينة قبل وقوع تلك الكارثة، موضحا أن حادث الطفلة كان من الحوادث المأساوية التى أحزنت المركز بأكملة وأحزنت كل من سمع بقصتها، وأن والدها حسين طلعت، تقدم ببلاغ رسمى للنائب العام ضد محافظ أسيوط، ورئيس المدينة ورئيس هيئة المياه والشرب بتسببهم فى مصرع ابنته وتحررعن ذلك المحضر رقم 2076 لسنة 2018 إدارى مركز صدفا.
وقال أحمد مصطفى عمر "محاسب " أحد الأهالى بمدينة أسيوط إن البالوعات المكشوفة لم يقتصر وجودها فقط على القرى والمراكز فمعظم شوارع أسيوط الرئيسة بها بالوعات صرف صحى مكشوفة وخاصة بحى شرق وغرب مدينة أسيوط وفى حى غرب تزداد هذه الظاهرة بشكل أكبر، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن لابد أن تضع سرقات أغطية البالوعات من ضمن أولوياتها لأن سارق البالوعة لا يقل خطرا عن القاتل لأنه يتسبب فى القتل العمد لأنه يدرك خطورة سرقة هذه البالوعات، فلابد أن يكون هناك محاسبة حقيقية للمسئولين تصل إلى السجن فى مثل هذه الوقائع حتى لا تتكرر.
وطالب علاء عبد الرحمن "مدرس" بوضع كارثة سرقة البلاعات عين الاعتبار بالنسبة لأجهزة الدولة لأن الأمر ليس بالهين، ولا يقتصر على فكرة سرقة البالوعة بقدر ما يتعلق بأرواح المواطنين من الأطفال، والكبار وأن تتكاتف كل أجهزة الدولة فى التصدى لهذا الأمر ولا نقف عند حد إلقاء التهم على بعضنا الآخر لانه فى النهاية المحصلة واحدة وهى وفاة الطفل أو المرأة أو الكبير أبشع موته.
ومن جهته قال المهندس محمد فرغلى رئيس مركز ومدينة صدفا إن المجارى وبالوعات الصرف الصحى ليست مسئولية مجلس المدينة، والمسئولية بالكامل تقع على عبء مسئولى شركة المياه والشرب والصرف الصحى بالإضافة إلى أن الشكاوى التى يتم استقبالها مجلس المدينة من الأهالى حول بلاعات الصرف الصحى المكشوفة يتم تحويلها لشركة المياه والشرب والصرف الصحى لاتخاذ الأمر فيها، وتغطيتها، واستبدال هذه الأغطية بأغطية جديدة.
وقال النائب ممتاز عامر عضو مجلس النواب عن دائرة مركز صدفا فى تصريح خاص لليوم السابع أنه تقدم بطلب إحاطة وبيان عاجل بمجلس النواب حول حادث سقوط الطفلة منار فى بلاعة صرف صحى مفتوحة بالمركز بالإضافة إلى تقدمه ببلاغ للنائب العام ضد رئيس مجلس إدارة شركة المياه والشرب والصرف الصحى، وضد رئيس مجلس الوزراء بصفته ووزير الإسكان.
وأوضح عامر أن المحليات ليست مسئولة عن تغطية البلاعات ودورها إشرافى فقط، وأن المسئولية تقع بشكل كامل على شركة المياه والشرب والصرف الصحى ولابد أن تكون هناك محاسبة حقيقية فى هذا الأمر ولابد أن يؤخذ هذا الأمر بعين الاعتبار.
ومن جهته قال المهندس محمد صلاح رئيس شركة المياه والصرف الصحى بأسيوط والوادى الجديد فى تصريح خاص لليوم السابع أن ظاهرة سرقة البالوعات انتشرت بشكل كبير بمحافظة أسيوط مؤخرا، وخاصة فى حى شرق وحى غرب بمدينة أسيوط وعدد من المراكز التى يتم تنفيذ مشروعات الصرف الصحى فيها حديثا ، موضحا أن هذا يكلف الدولة كثيرا، حيث أن ثمن الغطاء الواحد أكثر من 2500 جنيه بالإضافة إلى مصاريف التركيب فى الوقت الذى يتم سرقة أكثر من 100 غطاء بالوعة شهريا بما يكلف الدولة أكثر من 250 ألف جنيه.
وأوضح صلاح أن الشركة تكتشف سرقة 7 بالوعات يوميا على الأقل فى بعض الأيام بشكل يومى و نحو أكثر من 100 بالوعة شهريا من حى شرق، وغرب فقط وتقوم على الفور شركة المياه بإستبدال البالوعة التى تمت سرقتها بغطاء جديد حفاظا على أرواح المواطنين.
وأضاف صلاح أن شركة المياه بمجرد وصول بلاغ لها بسرقة غطاء أى بالوعة تقوم بتركيبه على الفور ثم تقوم بتحرير محضر إثبات حالة بالقسم التابع له الحى سواء قسم أول أو قسم ثان وتقوم الجهات الأمنية بدورها فى هذا الشأن حتى تمكنت من ضبط عدد من التشكيلات العصابية المتخصصة فى هذا الشأن ويتم استكمال الإجراءات القانونية تجاههم.
بالوعة مفتوحة بعد سرقة الأغطية
أغطية مسروقة
بالوعات مفتوحة
أغطية بديلة خرسانية
تفتيشات المساكن الشعبية
الضحية منار اخر ضحية البالوعات المكشوفة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة