"سد النهضة" و"القضية الفلسطينية" واستراتيجية التعاطى مع الأزمات الإقليمية ثلاث ملفات ترجح استمرار شكرى بحكومة مصطفى مدبولى .. ودبلوماسيون يشيدون بتحركات وزير الخارجية ببناء علاقات متوازنة مع القوى العظمى

أثنى عدد كبير من الدبلوماسيين والمراقبين للسياسة الخارجية المصرية على الدور البارز الذى يلعبه وزير الخارجية سامح شكرى فى التعاطى مع الملفات الصعبة، فضلا عن حنكته الدبلوماسية فى إدارة أحد أخطر التحديات التى واجهت الدولة المصرية وفى مقدمتها قضية سد النهضة الإثيوبى ، مشيدين بالمجهود الكبير الذى بذله شكرى فى إعادة مصر إلى حضن القارة الافريقية والدفاع عن مصالح دول القارة.

ورجح عدد من الدبلوماسيين بقاء وزير الخارجية سامح شكرى فى التشكيلة الحكومية الجديدة التى سيقدمها الدكتور مصطفى مدبولى خلال الأيام القليلة المقبلة، مؤكدين أن الوزير شكرى نجح فى وضع استراتيجية واضحة ورسم ملامح الدبلوماسية المصرية خلال السنوات القليلة الماضية، فضلا عن عمله الدؤوب فى نقل الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر من سياسيات الإصلاح الاقتصادى وتوضيح المواقف المصرية تجاه الأزمات التى تعصف بدول المنطقة.

وزير الخارجية سامح شكرى

ومنذ توليه حقيبة وزارة الخارجية وضع الوزير سامح شكرى استراتيجية ورؤية محددة فى حل كافة الأزمات التى تواجه المصريين فى الخارج، وذلك بتوجيه سفراء مصر فى الخارج بضرورة العمل بشكل مكثف على مشكلات المصريين فى الخارج، ومساندة المواطن المصرى فى الخارج قانونيا فى الحصول على كافة حقوقه حال تعرضه لأى ضرر فى الخارج.

القضية الفلسطينية

لعب الوزير سامح شكرى دورا هاما وبارزا فى التعاطى مع القضية الفلسطينية التى تعد القضية المركزية للعرب، والتحرك بشكل جاد وحاسم لإحياء عملية السلام والمفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ودعم حقوق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

كان لوزير الخارجية سامح شكرى دور كبير عقب التوجيه الصادر عن رئيس الجهورية بالتحرك لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، إضافة لزيارته إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس حاملا رسالة السيد الرئيس التى تؤكد على  ضرورة انجاز المصالحة الفلسطينية بين حركتى فتح وحماس، للمضى قدما نحو تحرك إقليمى لإحياء العملية التفاوضية مع الجانب الإسرائيلى على أساس مبادرة السلام العربية .

مظاهرات الفلسطينين في غزة

ولعب وزير الخارجية سامح شكرى دورا بارزا وحيويا فى دعم حقوق الأشقاء فى الأراضى المحتلة عبر اللقاءات المكثفة التى يجريها مع وزراء خارجية الدول الغربية، ودعواته المتكررة لإحياء العملية التفاوضية والتأكيد على مبدأ السلام والحوار لحل الأزمة، وتأكيده مرارا وتكرارا عبر كلماته سواء فى الجامعة العربية أو فى اللجنة السداسية المشكلة حول القدس على حق الشعب الفلسطينى فى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967.

نجاح الدبلوماسية فى التعاطى مع الأزمتين السورية والليبية

وضعت الدبلوماسية المصرية رؤية واضحة ومحددة فى التعاطى مع أعقد الأزمات فى منطقة الشرق الأوسط ولاسيما الأزمة الليبية والسورية، والتأكيد على عدم تدخل مصر فى الشئون الداخلية للدولتين الشقيقتين فى محاولة لنزع فتيل الأزمة، والتأكيد على دعم مصر لتطلعات الشعبين الليبى والسورى، والتشديد على وحدة وسيادة الأراضى العربية وضرورة الحفاظ على الجيوش الوطنية فى تلك الدول.

 الدمار في سوريا

وكان للوزير شكرى لقاءات مكثفة مع المبعوثيين الأمميين حول الأزمتين الليبية والسورية، فضلا عن اللقاءات مع وزراء خارجية الدول المعنية بالأزمتين السورية والليبية، وتأكيده على الحل السياسى للأزمتين بعيدا عن الحلول العسكرية التى دفعت بعض الأطراف لتكون أولوية للحل، إضافة لاحتضان القاهرة عدد من اللقاءات سواء للمعارضة السورية لتوحيد صفوفها أو للسياسيين والعسكريين الليبيين لرص الصفوف لدعم بناء دولة المؤسسات فى البلدين الشقيقين.

قضية سد النهضة الاثيوبى

تعد قضية سد النهضة أحد أخطر الملفات الصعبة التى تعاطى معها وزير الخارجية سامح شكرى بحكمة ودبلوماسية هادئة وعدم الإنجرار إلى محاولات بعض الأطراف لدق أسافين الفتنة بين مصر والسودان واثيوبيا، وأثبتت الدبلوماسية التى اتبعها شكرى نجاعتها فى حل الاختلافات بالرؤى مع الخرطوم واديس أبابا.

وأكد وزير الخارجية سامح شكرى فى عدة مناسبات على الحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل وعدم تفريط القاهرة فى حقوقها، والتأكيد على أن مبدأ الحوار هو السبيل الوحيد للوصول إلى توافق مع الجانبين السوداني والأُثيوبى، وذلك عبر بناء جسور الثقة مع الطرفين والتأكيد على حقوق تلك الشعوب فى التنمية بما لا يؤثر على الحقوق التاريخية لمصر.

 وزراء خارجية دول حوض النيل

وعكف وزير الخارجية سامح شكرى خلال السنوات الأخيرة على تعزيز اللقاءات والمشاورات مع وزراء خارجية الدول الافريقية ولا سيما مع وزراء خارجية دول حوض النيل، وذلك لتعزيز التنسيق والتشاور مع تلك الدول للحفاظ على حقوق مصر التاريخية ، وتوضيح وجهة النظر المصرية تجاه عدد من القضايا المفصلية لدول القارة ومنها قضايا التهريب والاتجار بالبشر ومحاربة الفقر والفساد.

العلاقات مع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة وروسيا

نجحت الدبلوماسية المصرية بقيادة الوزير سامح شكرى فى بناء علاقات متوازنة وقوية مع دول الاتحاد الأوروبى، والعمل على تنسيق التشاور والتنسيق مع تلك الدول التى تعد شريك رئيسى وأساسى لمصر فى عدة ملفات أبرزها ملف مكافحة الإرهاب، وهو الموقف الذى أكدته عدة دول أوروبية للدولة المصرية فى معركتها ضد الإرهابيين والمتطرفين الذين رفعوا السلاح فى وجه الشعب المصرى ومؤسساته الأمنية.

ووثقت مصر علاقاتها الثنائية مع روسيا وعقد اجتماعات دورية بصيغة "2+2" لتعزيز التنسيق والتشاور بين القاهرة وموسكو فى عدد من الملفات الهامة ولا سيما تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وآخر المستجدات حول قضية سد النهضة، فضلا عن تعزيز التنسيق والتشاور مع الولايات المتحدة الأمريكية خلال السنوات الأخيرة والعمل على وضع آلية للتشاور السياسى بين البلدين، والاتفاق على عقد لقاءات ثنائية على مستوى وزراتى الخارجية لتعزيز التنسيق والتعاون فى الملفات ذات الاهتمام المشترك.