أعرف بشراً عاديين، لا موهبة لهم، ولا إضافة للإنسانية، ولا فكرة إبداعية فى تاريخهم، ولا شأن لهم بين الناس، يتنافسون على نشر صورهم على إنستجرام، مجانين بالتفاصيل، زاوية الصورة، اللبس، القمصان والجزم للرجالة، والفساتين والمجوهرات للسيدات، مين واقف فى الصورة، إيه الخلفية، لوجو الأوتيل أو المطعم، هوس كلى مخيف، لا علاقة له بالتواصل الاجتماعى، لكنه جزء من عملية «مكايدة اجتماعية» ومنافسات سفيهة بالمال «السايب» أو المال «الحرام».
بعضهم يرتب الصورة من قبل الحدث أو المناسبة التى سيشارك فيها بساعات، ويخطط مع أصدقائه الشير والتاجات، «ومين من أصحابه المشاهير هيكون معاه فى الصورة» حتى تكتمل المكايدات الاجتماعية وتشتعل الغيرة فى قلوب «العوازل».
أشعر بأسف حقيقى على انتشار هذا السلوك الاجتماعى المذموم، أن تكون وسائل التواصل هى وسائط للأحقاد الاجتماعية بين الناس، ووسيلة للمعايرات والغيرة والتنابذ، حتى أن هؤلاء الذين أصاب قلوبهم هذا المرض الاجتماعى الخطير لا يستمتعون بحياتهم الحقيقية، يعيشون فقط بين الصور والتعليقات على إنستجرام، لا يتذكرون لحظة حلوة أو ضحكة صافية فى أعياد الميلاد أو الأفراح أو حتى حفلات السحور والإفطار فى رمضان، يتذكرون فقط «مين علق على الصورة ومين ما علقش، ومين اتصور معايا ومين ماتصورش، ومين عملت لايك ومين ماعملتش، ومين قميصه موضة السنة اللى فاتت، ومين فستانها هو نفس الفستان اللى لبسته من شهرين»، وهكذا إلى ما لا نهاية، هؤلاء البشر يعيشون مشقة أبدية يستحقون الشفقة، أو يستحقون النصح والعلاج.
لا مانع من أن تفرح بصورة وتشاركها مع أصدقائك ومع من تحب، لكن الخطورة أن تتحول صور الناس إلى منافسات رخيصة بلا متعة، وبلا سعادة.
عيش حياتك لنفسك وما تعيشهاش للناس على إنستجرام، أنت أولى بفرحتك، ليه تعمل من فرحتك ومن صورك ومن حياتك ومن نعم ربنا عليك سيف فى مبارزة رخيصة.
وفى النهاية تفضل مش مبسوط.
الحياة سهلة وقصيرة.. ماتضيعوهاش فى التفاهة والسفه والرخص ده.
محبتى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة