لا ننكر على أحد أن يعتنق عقيدة أو أفكارا بعينها، أو يؤمن بعادات وتقاليد تربى عليها، كما نؤمن بضرورة إيواء وإكرام أى ضيف يحل على مصر، خاصة لو كان شقيقا عربيا، جاء لاجئا طالبا الأمن والأمان، ومصر البلد الوحيد فى العالم التى لم يقم خيمة واحدة لأى لاجئ سواء كان سوريا أو عراقيا أو يمنيا أو ليبيا، الجميع يعيش فى بلادنا مثلهم مثلنا!!
وكما أننا كمصريين نُحسن ضيافة الشقيق، فإن على المضيف أن يحترم ويلتزم التزاما كليا بواجبات الضيف ويقدر أفكاره وعاداته وتقاليده ومعتقداته الدينية، ولا يمكن أن يكون معول هدم للوطن الذى آواه وفتح له أذرعه، واعتبره ابنا من أبنائه، مستفيدا من تجربة الخراب الذى لحق بوطنه.
وخلال الأيام الماضية، بثت وكالات الأنباء خبر قيام الرئيس التركى المهبول رجب طيب أردوغان، بمنح 30 ألف سورى الجنسية التركية، حتى يتمكنوا من التصويت لصالحه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولا نلوم غيرنا بالحصول على جنسيات أو الانضمام لجماعات إرهابية متطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الإرهابية، ما دام خارج حدودنا، ونحذر فقط كل سورى يعيش فى مصر أن يدعم جماعة إرهابية أو تنظيما تخريبيا أو يدعم نظاما معاديا لبلادنا!!
ولذلك فإن ما حدث من بعض السوريين المقيمين بمدينة 6 أكتوبر، يستحق الوقوف أمامه طويلا، حيث أقام السوريون وعلى الأراضى المصرية الاحتفالات وليالى الملاح وتوزيع الحلوى والشربات، ابتهاجا وفرحا بفوز رجب طيب أردوغان فى الانتخابات الرئاسية التركية مؤخرا!!
الواقعة يجب ألا تمر مرور الكرام، ويجب من المجتمع المصرى وقبل المؤسسات المعنية الرسمية، أن يضع عينيه على تصرفات بعض اللاجئين فى مصر، سواء كانوا سوريين أو يمنيين أو غيرهم، ومنع محاولة أى منهم المشاركة فى دعم جماعات أو حركات فوضوية تعمل على تأجيج الشارع المصرى، وترحيل كل من يدعم ويناصر أعداء مصر، وعلى رأسهم رجب طيب أردوغان وتميم بن حمد!!
ويجب أيضا، الوضع فى الاعتبار مشاركة سوريين فى المظاهرات التى اندلعت فى شوارع الأردن الشقيق، ولم يراعوا أنهم ضيوف، ولا يجب أن يكونوا أرقاما فى معادلة الهدم والخراب للأوطان التى آوتهم، وانطلاقا من هذا المفهوم، نطرح السؤال التالى: كيف لشخص هارب من نيران حرب الخراب والدمار المندلعة فى بلاده، أن يطالب شعبا آخر باستنساخ نفس السيناريو التخريبى وتطبيقه فى وطنهم، بدلا من أن يقدم لهم النصيحة المخلصة، بعدم الانزلاق فى مستنقع الخراب والدمار؟!
وكيف يتهمون حاكم بلادهم بشار الأسد بالديكتاتورى ومصاص الدماء، ثم يؤيدون ويدعمون ويساندون من هو أكثر ديكتاتورية ودموية، رجب طيب أردوغان، ويقبلون أن يحصلوا على الجنسية التركية من أجل منحه أصواتهم، والحشد له؟!
مثل هذه التصرفات، تشعل فى نفوسنا كمصريين، نار الشك، حيال السوريين، ودعمهم لجماعة الإخوان الإرهابية، وأن وجودهم فى بلادنا يمثل خطرا حقيقيا إذا وضعنا فى الاعتبار أن السوريين فى مصر تجاوزوا مليون لاجئ، من بين أكثر من 7 ملايين مقيم من مختلف الجنسيات، جاءوا وأقاموا وعملوا وانتشروا فى طول البلاد وعرضها، وأسسوا مشروعات مهمة فى معظم القطاعات، كما امتلكوا العقارات والوحدات السكنية، ومارسوا حريتهم الكاملة وسط تعاطف وتشجيع المصريين لهم، واعتبروهم نموذجًا للشباب العامل والمجتهد، وطالبوا شباب مصر بضرورة اتخاذ السوريين المثل والقدوة فى كيفية قهر المستحيل وتحقيق النجاح من خلال الإخلاص فى العمل وعدم الانتظار لوظائف حكومية.
وخلال فترة وجيزة استطاع السوريون تحقيق ثروات كبيرة، وبدأوا فى توسيع رقعة نشاطهم، واقتحام مجالات جديدة، وفى ظل ما يأتون به من تصرفات وأفعال داعمة للإخوان، فإن هناك تأكيدات أن بعض السوريين من الذين قدموا لمصر فى عهد سيطرة الإخوان على الحكم ينتمون للجماعة الإرهابية، ولا ننسى مشاركتهم فى اعتصام رابعة العدوية، عقب ثورة 30 يونيو 2013!
الأمر الثانى، برزت مخاوف حصول السوريين على الجنسية المصرية، سواء من خلال الزواج من مصريات، أو حتى بالطرق القانونية المنظمة لمنح الجنسية، وما يستتبع ذلك من زيادة مفرطة فى عدد السكان، لكن الأخطر أنه فى حالة حصولهم على الجنسية المصرية، سيقيمون فى مصر إقامة كاملة، ويرفضون العودة لبلادهم، وتصبح نكبة شبيهة بنكبة فلسطين، عندما نزح أهلها إلى دول مجاورة، وحصلوا على الجنسيات المختلفة، ورفضوا العودة.
نعم معظم الأراضى السورية تم تحريرها، ومع ذلك السوريون يرفضون العودة إلى بلادهم، وهو مؤشر خطير على تكرار النكبة الفلسطينية، لذلك مطلوب الحذر الشديد فى التعامل مع هذا الملف، ودراسة جميع الجوانب بما يتواءم مع أمننا القومى بمفهومه الشامل، ولا يجب التقاعس فيه، أو التغاضى عنه، ماذا وإلا سنسدد ضريبة سياسية باهظة الثمن...!!
ولك الله ثم جيش قوى وشعب صبور يا مصر...!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة