توعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى اليوم الأحد، دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبى من أعضاء حكومتها، باتخاذ إجراءات ضدهم لم تحددها إذا لم يتركوا الخلافات ويصطفوا خلفها فى مفاوضات الخروج من التكتل الأوروبي، متحدية من يهدد بالإطاحة بها من على رأس الحكومة بأن ينفذ تهديده إذا استطاع ذلك.
وتعانى الحكومة البريطانية من انقسامات حادة بسبب شكل العلاقة المستقبلية للبلاد مع الاتحاد الأوروبى بعد البريكست، حيث انقسمت الحكومة لفريقين، أحدهما يطالب بخروج بدون اتفاق والآخر العكس، ويتزعم الطرف الأول وزير الخارجية بوريس جونسون.
وحذر أحد حلفاء ماى فى الحكومة - وفقا لما نشرته صحيفة "ذى صن" - الوزراء المتمردين من أنه إذا لم يصطفوا خلف رئيسة الوزراء سيجدون زعيم العمال جريمى كوربين على رأس الحكومة القادمة للبلاد، وحث الوزراء على بدء التصرف "كضباط" والتوقف عن التشاحن بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت الصحيفة أن رئيسة الوزراء توعدت بمواجهة الوزراء غير الراغبين فى أى علاقة تجعل بريطانيا قريبة من الاتحاد الأوروبى فى المستقبل.
وقالت ماى إنها لن تتخذ موقفا سلبيا ضد أى محاولة للإطاحة بها من منصبها، وهو ما يعنى أن يحاول معارضوها فى الحكومة والبرلمان جذب ما لا يقل عن 150 نائبا فى صفوفهم للتصويت على الإطاحة بها.
ويقوم الوزراء حاليا بمناقشة أزمة اتفاق البريكست قبل انعقاد قمة "الأزمة" فى مقر رئيسة الوزراء الريفى "التشيكرز" يوم الجمعة المقبل، حيث نقلت وسائل الإعلام تصريحات متضادة بين الجانبين، وهو ما استغله الجانب الأوروبى للتأكيد على عدم وجود موقف موحد داخل الحكومة البريطانية.
كما حذر النائب السابق لرئيسة الوزراء داميان جرين من أن كبار الوزراء يفتقدون إلى التعامل كمسؤولين بسبب فشلهم فى دعم ماي.
وكتب فى صحيفة "ميل أون صنداي" "لقد شهدنا تهديدات ضدها، والهجمات على رجال الأعمال، كل ذلك تم أمام العامة.. لقد كان مشهدا معبرا عن الغرور المفرط، مما يدل على أنهم ليسوا لائقين ليكونوا ضباطا ومسؤولين".
ومن المقرر طرح الخطط التى تغطى قضايا مثل التجارة والأمن فى ورقة بيضاء طال انتظارها الشهر المقبل، يتوقع أن توضح بالتفصيل كيف تتصور رئيسة الوزراء شكل علاقة بريطانيا مع أوروبا مستقبلا، ومدى مشاركتها فى سوق الاتحاد الأوروبى والاتحاد الجمركي.
واتهم جاكوب ريس موج رئيس مجموعة الأبحاث الأوروبية المؤثرة فى حزب المحافظين الموالى لدعاة الخروج، وزير الخزانة فيليب هاموند بالعمل مع كبار رجال الأعمال لإثارة المخاوف بشأن مغادرة الاتحاد الأوروبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة