"لم أدرى أن تتحول نصائحى لابنتى الصغيرة إلى سكاكين تتسبب فى انتحارها" بهذه الكلمات عبرت أم لطالبة بمدينة دراو محافظة أسوان، عن حزنها وألمها بعد وفاة ابنتها منتحرة بتناول مادة سامة، وحاولت الأم قبل ذلك توجيه النصائح لها لترك إدمان مواقع التواصل الاجتماعى والكف عن المحادثات السرية التى وصلت إليها الطفلة فى سن مبكرة من عمرها.
تفاصيل الواقعة بدأت بوصول بلاغ لمركز شرطة دراو بمحافظة أسوان، من مستشفى دراو المركزى، يفيد استقبالهم لطالبة بالمرحلة الإعدادية بحالة مرضية متأخرة نتيجة تناولها مادة سامة، ولفظت أنفاسها الأخيرة رغم محاولة إسعافها.
وبإخطار اللواء فتح الله حسنى، مدير أمن أسوان، كلف العميد أسامه حلمى، مدير إدارة البحث الجنائى، بتشكيل فريق بحث برئاسة الرائد كريم أبو العباس، رئيس مباحث مركز شرطة دراو، لكشف غموض الواقعة ومعرفة تفاصيل وملابسات الحادث.
ودلت التحريات الأولية للتحقيقات، أن الفتاة تدعى "مريم.ا" تبلغ من العمر 13 سنة، طالبة بالصف الأول الإعدادى، وتقيم مدينة دراو بمحافظة أسوان، وتعيش مع أسرتها المكونة من والدها ووالدتها وإخوتها، وأنها لجأت للانتحار بتناول مادة سامة عبارة عن مبيد حشرى، عقب مشادات مع والدتها لخلاف بينهما.
والدة المجنى عليها، وصفت ابنتها "مريم"، بـ"مدمنة" الإنترنت وخاصة مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وأنها لا تكف عن العبث بالهاتف المحمول الذى أصبح صديقها الصدوق طوال الليل والنهار، مشيرةً إلى أن ابنتها انفصلت عن العالم الخارجى بسبب المحادثات على فيس بوك، وأهملت دروسها ومساعدتها فى أعمال المنزل، مما يعد مخالفاً للعادات والتقاليد التى تربى عليها أبناء وبنات الصعيد.
وكشفت الأم خلال التحقيقات الأولية، أنها خافت على ابنتها من المصير المجهول الذى تعلق بالانترنت، وقالت: والدها اشترى لها الهاتف الجديد فى سن مبكرة وكنت أعترض على هذا المبدأ لأن مريم لا تزال فى نظرى طفلة صغيرة قاصر لا تدرك خطورة إدمان الانترنت فى سن مبكرة مما يهدد مستقبلها، وأوضحت الأم بأن اعتراضها على هاتف ابنتها ازداد بعد أن كشفت وجود محادثات سرية بينها وبين أحد الأشخاص مما يجعلها تواصل الليل بالنهار فى تبادل الحديث بينهما.
وتابعت الأم الحديث عن تفاصيل الحادث قائلةً: لم أكن أدرى أن كلامى ونصائحى لابنتى قد يؤدى بها إلى مصير الانتحار، بعد أن تحول إلى سكاكين تطعن نفسية البنت الصغيرة، فأنا حزينة جداً لفراق ابنتى ولا أحد يشعر بالألم الذى بداخلى بعد وفاتها، لأنى أشعر بأننى السبب فى انتحار ابنتى الصغيرة، مضيفةً أن ابنتها بعد إحدى المشادات التى وقعت بينهما أسرعت إلى الحمام وأغلقت الباب على نفسها وهى تبكى، ولا أعلم وقتها ما كانت تنوى ابنتى فعله واعتقدت فقط أنها تقضى حاجتها فى الحمام، ولكن الواقع أنها كانت تفكر فى أن تنهى حياتها بعد أن أسرعت بتناول مبيد حشرى كان أسفل حوض المياه بالحمام، لتقع على الأرض مغشى عليها، ويتم نقلها إلى المستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة