لا ينكر أحد أن الارتباط باليونسكو إحدى السبل المهمة للتواصل مع العالم، خاصة على المستوى الثقافى، ونعلم جميعًا أن قائمة التراث العالمى أبرز هذه السبل وأهمها، وفى كل عام تجتمع لجنة التراث العالمى لإضافة عدد من المواقع المهمة التاريخية والحضارية إلى هذه القائمة، التى تلفت انتباه الجميع، وهذا العام اجتمعت اللجنة فى مدينة المنامة البحرينية وأدرجت حتى الآن ثلاثة مواقع ثقافية فى قائمة التراث العالمى، وللعلم فإن مصر لا توجد فى هذه القائمة.
أما المواقع التى تمت إضافتها فهى موقع تيمليش أوينجا الأثرى «كينيا»، ومدينة قلهات التاريخية «عُمان»، وواحة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وبالطبع كل هذه الأماكن تستحق، ولا يقلل منها شىء أن تتقدم مصر بملفات لأماكن ثقافية وتراثية فيها.
نعرف جميعًا أن الجغرافيا المصرية حافلة بالتاريخ المهم، وتستحق أن يعرفها العالم، وأن تتولى اليونسكو الاهتمام بها، حتى يتم ترميمها بشكل لائق، ولن نقول كلامًا «خياليًا» بل سنعتمد على تصريحات سابقة تؤكد أن مصر كانت تعد ملفات، لكن لا نعرف لماذا لم تتقدم بها بعد؟
فى أول يناير 2018 صرحت الدكتورة ياسمين الشاذلى، المشرف العام على إدارة المنظمات الدولية للتراث الثقافى وملفات التعاون الدولى بوزارة الآثار، بأن الإدارة تكثف مجهوداتها لسرعة تسجيل مدينة رشيد على قائمة التراث العالمى، فى إطار اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى بدعم وتنمية مدينة رشيد بوصفها مدينة سياحية ومتحفًا مفتوحًا.
أما فى عام 2016 فإن إدارة المنظمات الدولية بوزارة الآثار أكدت أن مصر سوف تتقدم بملف خاص للجنة التراث العالمى يضم جزيرة فرعون بمدينة طابا سبتمبر المقبل، نافية ما تردد مؤخرًا حول تقاعس مصر، ممثلة فى وزارة الآثار، عن تقديمها لهذه الملفات خلال أعمال دورة لجنة التراث العالمى المنعقدة حاليًا فى تركيا، مؤكدة أن الموعد المحدد مسبقًا لتسليم هذا الملف هو شهر سبتمبر المقبل.
لكن ذلك بالطبع لم يحدث، ولا نزال ننتظر، خاصة أن لدينا قائمة طويلة تستحق أن تكون على قائمة التراث العالمى، منها ملف مدينة الإسكندرية القديمة، والتى تشمل منطقة آثار كوم الدكة، وكوم الشقافة، والمسرح الرومانى، وعمود السوارى، والآثار الغارقة، بالإضافة إلى ملف المعابد البطلمية، الذى يشمل دندرة، وكوم أمبو، وإدفو.
مصر تستحق أن تسطع على المستوى العالمى بصورة أكثر، والأمر فقط يحتاج إلى تنظيم زمنى محدد، بحيث إن كل ملف يقدم فى وقته ثم نفكر فى الآخر الذى يأتى بعده، خاصة أن العالم كله يربط بين تراث مصر وتراث العالم.