ومثلهم فى ذلك كمثل مستوطن النواصى ومداخل الحارات وأبواب المقاهى، فاشل لدرجة يعجز معها الفشل فى وصفه، ورغم ذلك لا يكف عن التنظير واستكشاف عيوب غيره والصيد فى ماء الأزمات العكر، بحثا عن فرصة لتحقير كل ناجح وكل صاحب شرف يحاول النجاح.
بلا عمل ولا فائدة يجلسون هناك داخل جحور السوشيال ميديا، وفى مقالب القمامة الإعلامية التى تحمل عناوين فضائيات الإخوان بقطر وتركيا يمارسون لعبة الصيد فى الماء العكر بهدف تعكير صورة مصر وصفو حياة المصريين عموما، بدأوا المرحلة الأولى بالسخرية، السخرية من كل مؤسسة وكل قرار وكل خطوة مصرية، بهدف إحداث شرخ فى جدار الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ثم انطلقوا إلى مرحلة بث الأخبار المغلوطة والشائعات للتقليل من كل نجاح مصرى بهدف إحباط المصريين وضرب عزيمتهم، الآن يلعبون فى مرحلة تحقير مصر وتقزيمها وتتفيهها عبر استغلال كل حدث عالمى وإعادة تأويله وتزييفه وتزويره وإخضاعه للمقارنة مع الوضع فى مصر، وهى مقارنة باطلة ببطلان سياقها وبكذب وزيف القضية أو الشخص أو الحدث موضع المقارنة ذاتها، ولنا فى ذلك عدة نماذج تكشف لعبة الإخوان ومن معهم.
- تتجه أنظار العالم نحو تايلاند لمتابعة كارثة إنسانية تخص وجود عدد من الأطفال داخل كهف غمرته مياه الأمطار، وتتابع كل الأنظار عملية الإنقاذ، ويتجلى الكثير من الملامح الإنسانية فى هذه القصة، بينما الإخوان ونشطاء الفيسبوك يجلسون على حافة منصاتهم لاستغلال الحدث لضرب مصر وتشويه صورتها فى عيون أبنائها بالباطل، يخترع أحدهم قصة مزورة عن قيام تايلاند باختراع كبسولة إنقاذ جديدة لإنقاذ الأطفال و«يدس» اسم مصر بالباطل فى تلك الحدوتة للتدليل على نظم الإنقاذ التقليدية التى نتبعها، بينما حقيقة ما يحدث فى قصة أطفال الكهف التايلاندية أنه لا كبسولة إنقاذ ولا غيره، وأن الجيش، الذى يصرخ الإخوان والنشطاء إذا تدخل للمساعدة فى حل كارثة إنسانية فى القاهرة ويصفونه بأنه عسكرة للدولة، هو الذى يقود عملية الإنقاذ فى تايلاند بمساعدة مجموعة من المتطوعين من شتى بلدان العالم، وهو الأمر الذى يعتبرونه إنسانيا، بينما إذا حدث وتطوع أحدهم للمساعدة فى مصر يطلقون خطابات عصماء عن فشل مصر ولجوئها للخارج.
- يتابع الناس عملية الإنقاذ فى تايلاند بتلهف إنسانى متضرعين لأن يحفظ الله الأطفال، بينما منصات الإخوان مشغولة بتذكير الناس بالشباب الذين ماتوا فى سانت كاترين فى مقارنة باطلة من حيث سياق الحادث وطبيعته، متجاهلين عددا كبيرا من عمليات الإنقاذ الأسطورة التى قامت بها السلطات المصرية أو الأفراد المصريون فى حوادث أشد خطرا من سانت كاترين وكهف تايلاند ربما آخرها ماحدث فى مستشفى الحسين الجامعى ومن قبلها إنقاذ مركب فى البحر الأحمر كان يحمل عددا من السياح تم إنقاذهم بعد اشتعال النار به.
- تحضر رئيسة كرواتيا مباراة منتخب وطنها أمام روسيا تفرح مع الأهداف مثلها مثل أى سياسى فى العالم، بينما الإخوان ونشطاء الفيسبوك مشغولون بتأليف القصص والحكايات بهدف تحقير مصر، يؤلف أحدهم قصة عن «الرئيسة الفرفوشة» التى تحضر المباريات وتساند منتخبها ويعتبر ذلك من الرقى والتحضر، بينما نفس الناشط والمذيع الإخوانى هما من انتقدا استقبال الرئيس السيسى ومؤازرته ومساندته لمنتخب مصر، معتبرين ذلك رغبة سلطوية لركوب موجة شعبية لكرة القدم، يؤلف مذيع إخوانى يتبعه مجموعة من «بهاليل» السوشيال ميديا قصة عن رئيسة كرواتيا التى نجحت فى تحسين الاقتصاد ونقلت كرواتيا نقلة نوعية بينما الحقيقة أن النظام فى كرواتيا برلمانى، والحقيقة الأكبر أن الأوضاع فى كرواتيا تغيرت لا بفضل خطط الرئيسة ولا حسن إدارتها بقدر تغيرها بسبب الاتحاد الأوربى ودوره.
- نفس اللعبة يمارسها الإخوان مستخدمين فى ذلك أردوغان، تخرج مظاهرات الشواذ وتملأ شوارع تركيا يهتفون بنعيم الحرية والديمقراطية واحترام الحريات، يرفع أحدهم سرقة وبترتيب مسبق هدفه إرباك الوضع فى مصر علم المثليين فى حفلة غنائية، وتحقق مصر فى الأمر يبدأ الإخوان والنشطاء حملة ضد السلطة التى فتحت الأبواب للمثليين، يقمع أردوغان الصحافة ويسجن الصحفيين ويطرد كل موظف معارض لأفكاره فتنطلق أصواتهم بأحاديث عن الحسم وحماية الدولة، بينما هنا فى مصر يصرخون ويقيمون حفلات عن الظلم والطغيان إذا تم التحقيق مع صحفى بتهمة الرشوة أو الفساد أو أى جريمة أخرى بعيدة عن الحريات وجرائم النشر.
اللعبة باختصار يبدأها الإخوان ونشطاء التمويلات، وللأسف ينخدع بها عدد من رواد السوشيال ميديا ويشاركون، دون أن يدركوا، فى تسفيه وتحقير هذا الوطن، دون أن يعلموا أن الهدف الرئيسى من كل ذلك ضرب خلايا انتماء المواطنين لوطنهم فى مقتل، هذه اللعبة لن تمر ولن تنجح، ستفشل مثلما فشلت لعبة الإرهاب والسخرية، وستبقى مصر كما هى قوية وصامدة وعابرة لكل مؤامرات توافه البشر من المغيبين وممن يفتحون جيوبهم لمن يدفع أكثر بهدف إيذاء الوطن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة