"لا ينبغى أن تتحمل الولايات المتحدة وحدها نفقات حلف الناتو".. هكذا قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عندما كان مرشحا للرئاسة، خلال أحد الخطابات الانتخابية، ليضع حينها الكثير من علامات الاستفهام، حول ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تبقى على التزاماتها العسكرية تجاه حلفائها، أم أنها سوف تتخلى عنهم فى حالة فوز المرشح الجمهورى آنذاك.
ومع فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية ودخوله البيت الأبيض، تزايدت التساؤلات حول مصير الناتو، تزامنا مع زيادة الانقسامات داخل التحالف الذى صار رمزا للمعسكر الغربى إبان الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتى، فى ضوء انتقادات الرئيس الأمريكى للحلف، وسعيه للضغط على الدول الحليفة من أجل زيادة إنفاقها العسكرى، مؤكدا أن الولايات المتحدة مازالت تتحمل العبء الأكبر من موازنة الحلف، إلا أن تصريحات ترامب وانتقاداته للحلف علانية ربما ليست أكثر من انعكاس لحالة من الانقسام العميق بين أعضاء الحلف.
قمة هلسنكى.. لقاء ترامب وبوتين عكس التيار
لعل التزامن بين قمة الناتو فى بروكسل واللقاء المرتقب بين ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين فى مدينة هلسنكى الفنلندية، أحد أبرز المؤشرات على هشاشة التحالف الغربى فى المرحلة الراهنة، حسبما أكدت تقارير إعلامية نشرتها وكالة رويترز الإخبارية، حيث أكد العديد من القادة الغربيين أن لديهم مخاوف عميقة جراء هذا اللقاء، والذى يأتى عكس التيار، خاصة مع تصاعد التوتر بين الغرب وروسيا فى المرحلة الراهنة، على خلفية العديد من القضايا وعلى رأسها الأزمة السورية والقضية الأوكرانية، بالإضافة إلى اتهام روسيا بالتورط فى محاولة تسميم العميل الروسى المزدوج سيرجى سكريبال على الأراضى البريطانية.
من جانبه، قال السياسى الألمانى بيتر باير، فى مقابلة مع مجموعة فونكه الإعلامية، إن هناك مخاوف متزايدة في التحالف بشأن الاتفاقيات التي يمكن أن يتوصل إليها بوتين وترامب، موضحا أن الولايات المتحدة لم تنسق مع دول حلف شمال الأطلسى أثناء تخطيطها لعقد قمة بين الرئيسين الأمريكى والروسى.
الحرب على الحلفاء.. إجراءات ترامب الجمركية تزيد الانقسامات
التوتر الذى ساد قمة مجموعة السبع، والتى عقدت فى كندا، قبل أكثر من شهر، بسبب الإجراءات الجمركية التى اتخذتها الإدارة الأمريكية ضد حلفائها الغربيين، ربما سوف تلقى بظلالها على القمة المرتقبة بين الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، خاصة وأن هذه الإجراءات تبعتها إجراءات مماثلة من قبلهم ضد الإدارة الأمريكية، وهو الأمر الذى دفع قطاعا كبيرا من المحللين للتنبؤ بنشوب حرب تجارية ربما تأكل الأخضر واليابس.
الاتفاق النووى الإيرانى.. ترامب يخرج عن الإجماع الغربى
الموقف الأمريكى بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى يمثل سابقة من الخروج عن الإجماع الغربى فى المواقف الدولية، حيث قرر حلفاء أمريكا وشركاؤها فى الناتو، الالتزام بالاتفاق الذى سبق وأن وقعوه مع طهران فى يوليو 2015، وهو الأمر الذى ساهم بصورة كبيرة فى توتر العلاقة بين أمريكا وحلفائها.
ويعد خروج أمريكا من الاتفاق المثير للجدل قد فتح الباب أمام عدد من أعضاء الناتو للتقارب مع روسيا، فى ضوء اشتراكهم معها حول ضرورة الحفاظ على الاتفاق مع طهران باعتباره ضمانا لاستمرار توقف الأنشطة النووية الإيرانية.
الانتهاكات التركية.. أردوغان يهدد مصالح الحلف
وعلى الرغم من أن مواقف ترامب الشاذة عن باقى دول الحلف هى بمثابة السبب الرئيسى وراء حالة الانقسام الراهنة، فإن مواقف تركيا والخلافات الكبيرة بينها وبين باقى دول التحالف هى أحد الأسباب الرئيسية التى تمثل تهديدا صريحا للتحالف الغربى.
وكانت التدخلات العسكرية التركية فى سوريا لدحض الأكراد، سببا فى حالة من الخلاف العميق بين أنقرة وواشنطن فى الأشهر الماضية، خاصة وأن الأكراد لعبوا الدور الرئيسى فى الحرب على داعش، كما أن التقارب التركى مع روسيا، قرارها بشراء صواريخ روسية من طراز "إس 400" هى أحد أسباب قلق الناتو من التحركات التركية فى الآونة الأخيرة.
رئيس وزراء كندا يعرض قيادة مهمة التدريب العسكرى الجديدة للناتو فى العراق
من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندى "جاستن ترودو" اليوم الأربعاء، إن بلاده تعرض قيادة مهمة التدريب العسكرى الجديدة لحلف شمال الأطلسى (ناتو) فى العراق للعام الأول، مشيرا إلى أنها على استعداد لإرسال 250 جنديا إضافيا ومروحيات لهذا الأمر.
وأضاف ترودو - فى تصريحات على هامش قمة الناتو فى العاصمة البلجيكية (بروكسل) نقلتها شبكة "إيه بى سي" الأمريكية - أنه من المهم المساعدة فى بناء البلاد التى مزقتها الصراعات ضد تنظيم داعش.، مشيرا إلى أنه "يجب أن نبنى تلك الديمقراطية ونقوم بتقويتها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة