انتهى مركز البحوث الزراعية، ممثلة فى معهد الإنتاج الحيوانى، من إعداد آليات التعامل المقترحة لتجفيف محصول الذرة، لتشجيع منتجى الدواجن على التوجه نحو تلبية احتياجات صناعة الأعلاف من المنتجات الزراعية لمحصول الذرة، والتركيز على الاستفادة من الطرق التقليدية فى تجفيف الذرة لتخزين القمح، أو اللجوء إلى الطاقة الشمسية النظيفة فى عمليات تجفيف الذرة للحد من التلوث وتوفير تكاليف الطاقة التقليدية فى تشغيل مجففات الذرة.
جاء ذلك ضمن خطة الدولة لتطبيق نظام الزراعة التعاقدية، والحد من استيراد الذرة من الخارج، البالغة 9 ملايين طن سنويا، بينما يصل الإنتاج المحلى 6 ملايين طن ذرة سنويا بمتوسط إنتاجية تصل إلى 2.5 طن للفدان.
وأوضح تقرير رسمى أصدره معهد الإنتاج الحيوانى، إنه نظرا لانتشار المساحات المنزرعة بالذرة على مستوى الجمهورية فى مساحات متفرقة فإن عملية التجميع سوف تلاقى عقبات كثيرة كذلك عملية التجفيف بواسطة المجففات التى سوف تحتاج إلى تكاليف كبيرة لإتمام هذه العملية، مشيرا إلى أن هذه التكاليف سوف تنعكس على سعر الذرة مما يؤدى لارتفاع أسعاره وبالتالى تكاليف تغذية الحيوانات المزرعية.
اقترح التقرير الذى أعده الدكتور فوزى أبودنيا رئيس بحوث استخدام المخلفات الزراعية بالمعهد، إنه فى حالة الرغبة فى إجراء عملية تجفيف الذرة بواسطة المجففات يجب توفير مجفف لكل مساحة من الأرض المنزرعة بالذرة طبقا لقدرة وكفاءة المجفف، موضحا أن هذه المجففات سوف تستخدم فى موسم الذرة ، وتتوقف على مدار باقى أشهر السنة وستتحول هذه المجففات إلى طاقة مهدرة وآموال مجمده غير مستغلة.
وأضاف أبودنيا، أن فكرة التجفيف تعتمد على أن كيزان الذرة بعد الحصاد مباشرة تحتوى على نسبة مرتفعة من الرطوبة ويكون من المرغوب التخلص منها لحفظ الحبوب فى صورة جافة لمدد زمنية طويلة خاصة فى حالة هجن الذرة التى تنضج الكيزان عليها والعيدان خضراء لأن فى هذه الحالة يمكن استخدام العيدان الخضراء فى عمل سيلاج الذرة بدون كيزان للاستفادة منها فى تغذية الحيوانات المزرعية وتبقى الكيزان التى يمكن استخدامها فى تغذية الإنسان أو فى علف الدواجن.
وأشار أبودنيا إلى إنه وفق الرؤية العلمية، فإن هناك وجهتين يمكن أن نسير وفقا لهما، وهى آليتين، لتجفيف الذرة للحد من معدلات الرطوبة بالمحصول، موضحا أن الآلية الأولى توضح أن كيزان الذرة بعد عملية الحصاد تكون مغلفة بأغلفة تحفظها من المؤثرات الخارجية ويمكن حفظ الكيزان فى هذه الصورة لفترات طويلة قد تمتد لسنة بدون تأثيرات سلبية .
وأوضح رئيس قسم المخلفات إن تجفف الكيزان داخل هذه الأغلفة بشكل جيد وعادى خاصة أن محصول الذرة لا يمكن بأى حال من الأحوال استخدامه بشكل كامل فى فترة زمنية صغيرة بل يعتمد استهلاك الذرة على الاحتياجات والمدى الزمنى لهذه الأحتياجات وبالتالى يكون لدينا فرصة لتجفيف كيزان الذرة بالأغلفة مستغلين الطقس الحار فى فصل الصيف نظرا لارتفاع حرارة الجو فى هذا الوقت من السنة لتوفير تكاليف التجفيف بواسطة المجففات الصناعية.
وأضاف أبودينا أن الآلية الثانية لتجفيف الذرة، هى إنه فى حاله توافر كل الأمكانات وأتفاق كل الأراء على تنفيذ برنامج التجفيف الصناعى فيجب أن يأخذ فى الأعتبار أنه نظرا لمرور العالم الآن بظروف تغيرات مناخية تستوجب معها تقليل مصادر التلوث التى تتسبب فى هذه الظاهرة وتساعد عليه عن طريق إستخدام مصادر طاقة بديله غير ملوثة.
وأوضح أنه نظرا لأن عملية التجفيف تحتاج إلى مصدر طاقة لتشغيل المجففات ولأن مصدر الطاقة اللازمة يمكن أن يكون من السولار أو أى مصدر من المحروقات التى يسبب استخدامها زيادة التلوث نتيجة إنتاج ثانى أكسيد الكربون والذى يعمل العالم الآن على تقليله فى الجو نظرا لما يسببه للبيئة من أضرار، مقترحا أن يكون مصدر الطاقة من المصادر النظيفة غير الملوثة لتشغيل هذه المجففات اعتمادا على مصادر الطاقة الشمسية كأحد المصادر المقترحة لاستخدامها فى إدارة المجففات المراد استخدامها فى تجفيف الذرة، خاصة أن هذه المجففات لن تعمل ليلا ونحن نمتلك مصدر هذه الطاقة على مدار العام وفى وقت حصاد الذرة بالذات فى فصل الصيف.
ولفت أبودنيا، إلى أهمية المقترحات المتعلقة بتوفير وحدات طاقة شمسية لتشغيل السخانات ومواتير التشغيل للمجففات،حيث أننا كما نعلم أن بلدنا تمر بظروف اقتصادية صعبة خصوصا مع ارتفاع أسعار المحروقات على مستوى العالم وأننا لا نملك رفاهية توفير هذا المصدر بسهولة ويسر، وأنه أيضا يجب أن نعلم أن تكاليف أى مصدر من مصادر الطاقة سوف ينعكس على أسعار الذرة والتى سوف تنعكس على أسعار المنتجات الحيوانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة