سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 يوليو 1967.. بومدين يواصل سؤاله عن لغز الملك حسين.. وعبدالناصر: رأيى أن نعطيه رخصة لاستعادة الضفة الغربية

الأربعاء، 11 يوليو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 يوليو 1967.. بومدين يواصل سؤاله عن لغز الملك حسين.. وعبدالناصر: رأيى أن نعطيه رخصة لاستعادة الضفة الغربية عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تواصل اجتماع الزعيمين، الجزائرى هوارى بومدين وجمال عبدالناصر يوم 11 يوليو «مثل هذا اليوم 1967»، وكان سؤال بومدين حول لغز العاهل الأردنى الملك حسين فى حرب 5 يونيو، مازال مطروحا منذ بدء اجتماعهما فى 10 يوليو «راجع - ذات يوم 10 يوليو 2018».. كان السؤال مفاجئا ولافتا، بوصف محمد حسنين هيكل فى كتاب «الانفجار»، وينشر هيكل محضر الاجتماع، كما ينشره مصطفى بكرى فى الجزء الثانى من «ناصر 67 - هزيمة الهزيمة».
 
أجاب عبدالناصر: «يمكن أن يكون الملك جاء وفى ظنه أنه سيلحق بالموكب، وتصور كما تصور غيره أننا فى الطريق إلى انتصار كبير، لكن الظروف خيبت حساباته كما خيبت حساباتنا جميعا».. أضاف: «أنا اتصلت به بعد أن أعلنا نحن قطع العلاقات مع الأمريكان نتيجة لما ثبت من اشتراكهم عمليا فى العدوان علينا، وطلبنا من الدول العربية أن تفعل مثلنا، ومع ذلك قلت له إننى استثنيه من هذا الطلب بسبب أوضاعه الخاصة، وقلت له، لن تستطيع أن تستعيد الضفة الغربية إلا إذا وافقت أمريكا، وقلت له أيضا، الضفة تختلف عن سيناء اختلافا كليا، لأن اليهود مهما بقوا فى سيناء سنة، أو اثنتين، أو ثلاثة، يعرفون أنهم لن يستطيعوا البقاء فيها إلى الأبد، لأنهم بالدرجة الأولى يريدون إخراج مصر من صراع المصير العربى، وبالتالى لا يريدون اشتباكا دائما مع مصر، وإنما هدفهم باستمرار صلح منفرد معها.. سيناء بالنسبة لنا مصيبة، أما الضفة فهى مأساة، ولذلك قلت له أن يذهب إلى جونسون «الرئيس الأمريكى» ويستجديه إذا لزم الأمر إذا كان ذلك يمكن أن يؤدى إلى خروج إسرائيل من الضفة».
 
كان إلحاح بومدين فى سؤاله مثيرا لاهتمام عبدالناصر، بوصف هيكل، مشيرا إلى أنه أثناء خروجه من جلسة المحادثات الأولى، التفت إلى سامى شرف وطلب منه أن يبلغ الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بأن ينزل من الطائرة فور وصوله من موسكو، ويجىء إليه فى البيت، وتوجه رياض بالفعل فور وصوله، وانضم إلى الاجتماع، وأجاب على سؤال لعبدالناصر حول ما حدث على مسرح العمليات فى الأردن أثناء الحرب، من خلال وجوده هناك.
 
فى العاشرة والنصف من صباح 11 يوليو 1967 تواصل الاجتماع، وبدأه عبدالناصر: «الأخ بومدين بالأمس كان شديد التركيز على الوضع فى الأردن، وأنا الآن على استعداد لأن أسلم معه أن هناك ما يمكن أن يكون ألغازا فى موقف الأردن، ولكن لا تغير من حقائق الموقف شيئا، فالحقائق تقول، إن الضفة تحت الاحتلال، وبقاءها لمدة طويلة يمثل خطرا شديدا، ويتعين أن نجد له حلا سواء كانت هناك ألغاز أو لم تكن.. الملك حسين اجتهد، وسواء كان اجتهاده صحيحا أو خطأ فهذه قضية يمكن بحثها تاريخيا، ولكن واقع الأحوال فى الضفة هو ما يتحتم علينا جميعا مواجهته».
 
رد بومدين، أرجو أن يسمح الأخ الرئيس بأن أقول له إننى مختلف معه، فأنا واثق أن مصر ستستطيع بقوتها تحرير سيناء، ويمكن أن أتصور أن سوريا ستستطيع ذلك فيما يتعلق بالجولان، والمشكلة هى الضفة، وإذا كنا نقول الآن ونحن على حق إن معركة تحرير فلسطين ذاتها هى معركة مؤجلة لسنوات طويلة جدا، إذن فموضوع الأردن نفسه سيطرح نفسه علينا، فالأردن هى نقطة الضعف الأساسية فى الموقف العربى كله، ومن هنا ألح على سؤالى: هل المياه فى الأردن صافية أو غير صافية؟ هل الخط الذى سار عليه الأردن قبل يونيو تغير أم أنه مازال نفس الخط القديم؟ رأى وأرجوك أن تقبله منى أنه لا يمكن التوفيق بين صراع مع أمريكا وتعاون مع ناس محكوم عليهم أن يتعاونوا مع أمريكا، هذه مسألة مهمة».
رد عبدالناصر: «أرجوك يا أخ بومدين أن تعرف أننى لا أدافع عن أحد فى الأردن، ولكنى أفكر وأتكلم من زاوية استعادة الضفة، أنا لا أدافع عن سياسة حكومة الأردن ولكن عن الضفة.. الملك حسين قادم الآن إلى هنا، فماذا ترى أقول له؟ هل أقول له اذهب وناضل؟ بماذا سيناضل وهو ليس على علاقة بالاتحاد السوفيتى لكى يحصل على سلاح؟ وليس لديه إمكانيات دولة خصوصا بعد ضياع الضفة، رأيى أن نعطيه رخصة بأن يبذل ما يستطيع مع الأمريكان، ونترك له حرية مطلقة فى العمل إذا كان يستطيع أن يستعيد الضفة»، يؤكد هيكل: «بدا الانفعال على بومدين، وقال لعبدالناصر: «مشكلتنا نحن العرب أننا لم نتعلم كيف نموت».
 
وصل الملك حسين وقام عبدالناصر لاستقباله، وحسب هيكل: «نظر إلى بومدين وتوجه إليه بإشارة مؤداها أن «يترفق بالناس ولا يتسبب فى أزمة». 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة