بملفات كبرى وآمال عريضة، انطلقت عصر الأربعاء فعاليات قمة "الناتو" الـ29 فى العاصمة البلجيكية بروكسل، بمشاركة وفود 29 دولة، لمناقشة العديد من الملفات والقضايا وفى مقدمتها سبل مكافحة الإرهاب وتعزيز القدرات الأمنية والدفاعية للحلف، بخلاف قضية الأمن الإلكترونى.
وقبل انطلاق القمة، استقبل يانس ستولتنبيرج، الأمين العام لحف شمال الأطلسى (الناتو)، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حيث أكد الأمين العام أن الوجود العسكرى الأمريكى فى أوروبا يساعد على حماية أوروبا لكنه فى الوقت نفسه يساعد الولايات المتحدة لترسيخ قواتها فى الشرق الأوسط وأفريقيا، مؤكداً أن هذا النفوذ العسكرى لأوروبا والاقتصادى والسياسى أمر مهم فى التعامل مع روسيا.
وقال الرئيس ترامب خلال اللقاء، إن روسيا تسيطر على ألمانيا عبر اتفاقات الغاز، مشيرا الى مشروع أنابيب الغار بين البلدين.
ولم تختلف مواقف ترامب عن تصريحاته المثيرة للجدل، التى أدلى بها قبل قرابة أسبوع، عندما أعرب عن اهتمامه بسحب عدد كبير أو نقل القوات الأمريكية المتمركزة فى ألمانيا، وسط التوتر المتصاعد بين ترامب والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. حيث يوجد 35 ألف جندى فى الخدمة الفعلية فى القاعدة الأمريكية فى ألمانيا.
ترامب خلال القمة
وبحسب مراقبون فى بروكسل، فإن القادة فى الناتو شعروا بالقلق حيال تصريحات ترامب، عما إذا كان يعتزم بالفعل إعادة النظر فى نشر القوات الأمريكية أو ما إذا كان مجرد تكتيك تفاوضى خلال قمة حلف شمال الأطلنسى، وذلك فى إطار ضغوطه لزيادة مساهمات الحلفاء فى الإنفاق الدفاعى الذى تتحمل الولايات المتحدة الجزء الأكبر منه.
وخلال لقاءه بترامب أشار الأمين العام للناتو، إلى القمة المقرر عقدها بين ترامب ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى 13 يوليو الجارى، قائلا: "نتطلع للقاءك مع الرئيس بوتين وأعتقد أن القادة (داخل الناتو) يتطلعون إلى أفكارك بشأن هذا اللقاء".
جانب من الاجتماعات التحضيرية للقمة
وحازت القمة المقرر عقدها بين ترامب وبوتين، اهتمام قادة الناتو وسط مخاوف من تقارب أمريكى وروسى. حيث بدت رسائل القادة الأوروبيين تسعى للتقليل من هذا القلق، وقال أمين عام الناتو خلال لقاءه ترامب "نتطلع للقاءك مع الرئيس بوتين وأعتقد أن القادة (داخل الناتو) يتطلعون إلى أفكارك بشأن هذا اللقاء".
وفى تصريحات لليوم السابع، قال مسئول أوروبى، إن القمة القادمة بين بوتين وترامب والتى تأتى عقب القمة لا تحمل أى تهديد وطالما أن الأطلنطى قوى وأعضاءه متحدين، فالحوار مع روسيا مستمر.
جانب من وقائع القمة
وتمثل ميزانية الناتو أزمة بين الدول الأعضاء والولايات المتحدة، حيث تساهم الأخيرة بالجزء الأكبر من الميزانية، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لانتقاد حلفاءه علانية والمطالبة مرارا بمساهمة عادلة.
وعن هذا الملف، قال ستولتنبيرج للصحفيين، إن أعضاء الحلف سيتفقون على مشاركة عادلة فى ميزانية وأعباء الناتو، كاشفا عن أن الحلفاء الأوروبيين وكندا من المتوقع أن ينفقوا 266 مليار دولار إضافية على ميزانية الدفاع تبدأ من الآن وحتى عام 2024.
غرفة الصحفيين المتابعين لقمة الناتو
وأوضح ستولتنبيرج، خلال افتتاح القمة 26 لحلف شمال الأطلسى، كيف سيتخذ قادة الحلف قراراتهم لزيادة إمكانيات القوات الحليفة وتحديث الهيكل القيادى للناتو والقيام بالمزيد فى مكافحة الإرهاب.
وفى افتتاح القمة، قال شارل ميشيل، رئيس وزراء بلجيكا، إن إنشاء حلف شمال الأطلنطى قبل 70عاما، كان من أجل السلام، مشيرا إلى أنه وبالرغم من كونه حلف عسكرى، لكنه سياسى أكثر وفريد فى التاريخ لطول بقائه وقوته، حيث يساهم فى الأمن والسلام لمئات الملايين حول العالم.
قادة الناتو خلال القمة
وأضاف ميشيل، أن الحلف فى الوقت الحالى، يواجه العديد من التحديات والتهديدات الكبرى، إلا أن الأعضاء عليهم التمسك بهدف الحفاظ على بقاءه، قائلاً : "هدفنا مشترك وأمننا لا ثمن له، وعلينا أن نتحمل مسؤوليتنا بشكل أكبر".
