دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، جماهير الفلسطينيين للنفير العام، غدا الجمعة، فى "جمعة الوفاء لأهلنا فى الخان الأحمر".
وأوضحت الهيئة - فى بيان صحفى - أن جمعة "الخان الأحمر" تأتى بعد مرور 100 يوم على مسيرة العودة، مبينة أن المسيرات ستنطلق بعد صلاة العصر مباشرة من مساجد وشوارع ومفترقات قطاع غزة.
يذكر أن الخان الأحمر الواقع إلى الشرق من مدينة القدس المحتلة، تعرض لهجمة شرسة من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" حيث أقدم الاحتلال على هدم تجمعات سكنية فيه واعتدى على نسائه ورجال.
فيما اعتبرت القوى والفصائل هدم الخان الأحمر خطوة متطرفة لم يسبق لها مثيل ومثابة نقل قسرى لسكان محميين داخل أراض محتلة، ويشكل جريمة حرب.
وكان المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، ذكر - فى تقرير له - أن الأسبوع الماضى كان شاهدا على جريمة تطهير عرقى جديدة تعد لها سلطات وقوات الاحتلال بمحاولة محو قرية الخان الأحمر، فى عملية اقتلاع وتهجير وتطهير شاملة لأهداف استيطانية، موضحا أن ما تمارسه إسرائيل من النقب إلى الخان الأحمر هو تهجير قسرى وتطهير عرقى فى خدمة المشروع الاستيطاني.
وأشار التقرير الأسبوعى الصادر عن المكتب إلى أن سكان الخان الأحمر ومعهم متضامنون جاءوا من مختلف المحافظات ووقفوا أمام مخطط التطهير العرقى والتهجير القسرى إما إلى منطقة النويعمة قرب أريحا، أو إلى منطقة قريبة من بلدة أبو ديس فى محاولة لتنفيذ المخطط الاستيطانى الكبير المعروف باسم "E1" لربط مستوطنة معاليه أدوميم ومستوطنة كفار أدوميم بمدينة القدس المحتلة وتوسيع حدود المدينة على حساب الفلسطينيين.
وأوضح التقرير أن مشروع التهجير القسرى يفصل الضفة الغربية شملها ووسطها عن جنوبها وهو يمتد على منطقة مساحتها 12443 دونما من أراضى الطور، العيزرية، عناتا وأبو ديس ويوفر ربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدس الغربية ويغلق القدس فى الوقت نفسه من المنطقة الشرقية تماما ويربطها بالمستوطنات المحيطة بالقدس، ويترتب عليه طرد وتهجير جميع التجمعات البدوية المقيمة فى المنطقة واستبدالهم بنحو 100 ألف مستوطن، وأن فكرة المشروع تعود إلى العام 1994 فى عهد اسحق رابين وصودق عليه فى عهد حكومة نتنياهو الأولى عام 1997 من وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك اسحق موردخاي.
وفى هذه المنطقة المستهدفة يقع تجمع الخان الأحمر، وهو يؤوى 181 شخصا، 53٪ منهم أطفال و95٪ منهم لاجئون مسجلون لدى الأونروا وينتمى سكانه إلى قبيلة الجهالين البدوية التى طردها الجيش الإسرائيلى من من النقب جنوب فلسطين فى الخمسينيات من القرن الماضى وهو جزء من تجمعات بدوية كثيرة فى المنطقة، وفيه مدرسة مدرسة الإطارات التى بناها الإيطاليون، ثم توسعت بدعم من الاتحاد الأوروبي، والتى تستوعب قرابة 180 طالبا وطالبة وتخدم خمسة تجمعات بدوية قريبة من الخان الأحمر .
ولازال الخطر الحقيقى قائما، حيث تتعامل حكومة الاحتلال مع كل المناطق المصنفة (ج) كمجال حيوى لتنفيذ مشاريعها الاستيطانية، وتخطط بمحوها قرية الخان الأحمر إلى إقامة اكبر مطار فى منطقة النبى موسى وإقامة شبكة من الفنادق والطرق والسكك لحديدية ومناطق صناعية وتجارية، كما تسعى من خلال هذه الجريمة (تهجير المواطنين الفلسطينيين من تلك المناطق) لتحقيق مخطط ما يسمى عند حكومة الاحتلال بـ"القدس الكبرى"، حيث أن إخلاء التجمعات البدوية يراد منه تسهيل ضم تكتل مستوطنات "معالى ادوميم" إلى القدس وهى المرحلة الأولى من المشروع الاستيطانى E1 ما يعنى فصل جنوب الضفة عن شمالها، وبعد ذلك ضم مستوطنات الشمال مثل مستوطنة "جفعات زئيف" والتجمع الاستيطانى "غوش عتصيون" جنوب بيت لحم إلى مدينة القدس، والعمل على إخراج مناطق وبلدات فلسطينية من القدس وذلك من أجل تغيير الحدود الجغرافيا لصالح الإسرائيليين فى القدس.
من ناحية أخرى قال المتحدث باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة أشرف القدرة، أن الإحصائية التراكمية لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلى بحق المشاركين فى "مسيرة العودة الكبرى" شرق قطاع غزة منذ 30 مارس وحتى الآن 136 شهيدا و16 ألفا و100 إصابة بجروح مختلفة واختناق بالغاز.
وأضاف القدرة، فى تصريح، اليوم الخميس، أن من بين الإصابات 8400 إصابة تعاملت معها المستشفيات و7700 إصابة تعاملت معها النقاط الطبية الميدانية، ومن بين الشهداء 18 طفلا دون سن الـ 18عاما، وفتاتان، فيما وصل عدد الإصابات فى صفوف الأطفال إلى 2600 إصابة، أما فى صفوف النساء 1200 إصابة.
وأشار إلى أن من بين الإصابات 380 إصابة خطيرة، و3920 إصابة متوسطة، و4100 إصابة طفيفة، مضيفا أن 4100 إصابة كانت بالرصاص الحى، و430 إصابة بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط، و1590 إصابة اختناق بالغاز، و2280 إصابات أخرى.
وأوضح القدرة، أن من بين الإصابات 590 فى الرقبة والرأس، و1230 فى الأطراف العلوية، و350 فى الظهر والصدر، و420 إصابة فى البطن والحوض، و4200 فى الأطراف السفلية، و1610 إصابات فى مناطق مختلفة.
وأكد أن من بين المصابين أجريت عمليات بتر لـ 55 حالة من مجمل الإصابات، و48 فى الأطراف السفلية، وحا وحدة فى الأطراف العلوية، و6 فى أصابع اليد، مشيرا إلى أن من بين المصابين 320 إصابة من الطواقم الطبية، و170 من الصحفيين بالرصاص الحى والاختناق بالغاز، وتضرر 45 سيارة إسعاف بشكل جزئى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة