"لكل حرب وأزمة كذبتها الكبرى وفِى اليمن تعرضت الإمارات لحملة تشويه ظالمة لأنها تحملت مسئولياتها تجاه أمن المنطقة بشجاعة وشهامة..التلفيق حول دورنا فى سقطرى والسجون السريّة من الأخبار الكاذبة التى بدأ يتضح زورها وبهتانها"، هكذا وصف الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية، عبر حسابه الشخصى على تويتر ما تشهده دولة الإمارات من حملات لتشويه دورها الإنسانى من خلال بعض وسائل الإعلام التى تحمل أجندات مغرضة الترويج لمزاعم وأكاذيب تقلب الحقائق فيما يتعلق بدورها الذى ضمن التحالف العربى فى اليمن لدحر الميليشيات الحوثية الإيرانية وتواجدها على أرض أرخبيل سقطرى، وهو ما نفاه بيان رئيس الحكومة اليمنية الدكتور أحمد عبيد بن دغر وأكد من خلاله ثوابت العلاقات العربية ـ اليمنية، وأكد بما لايدع مجالا للشك استمرار وحدة الصف بين الشرعية و قوات التحالف ودعم دورهم المهم فى الأرخبيل اليمنى ، إذ أعلن انتهاء الأزمة والاتفاق على إعادة الأوضاع إلى سابق عهدها، مثنيا على الدور السعودى حيث تمثل المملكة الشقيقة الكبرى للعرب.
وامتدح رئيس الحكومة اليمنية، قادة التحالف الداعم للشرعية في بلاده، وقال: «لقد تغلّبنا على خلافنا فى إدارة هذا الجزء الغالى من وطننا، لأن لدينا قادة كبارا بحجم القضية، وتحديات المرحلة، لدينا الرئيس عبد ربه منصور هادى، والملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمين محمد بن سلمان، ولدينا ولى العهد الشيخ محمد بن زايد رجل القرار، لدينا أمة لا تسمح بالخلاف بين أفرعها، فقالت كلمتها، وليس بعد قولها قول».
وأضاف أن الإمارات منا ونحن منها، وأن هناك عدوا واحدا للجميع هو الحوثى، وخطرا داهما هو إيران، ولتحقيق النصر عليهم، يجب التسامح والمضى نحو هدف العاصفة التى يقودها التحالف نحو استعادة الدولة فى بلاده وهزيمة الحوثيين.
قرقاش
وثمّن رئيس الوزراء اليمنى جهود المملكة العربية السعودية التى قادت وساطة سريعة وناجحة وسهّلت حلولاً تحافظ على الجزيرة فى أمنها وأمانها، كما ثمّن استجابة دولة الإمارات لنداء الأخوة والسلام ".
لقاء الرئيس اليمنى ووفد إماراتى
ومن جهة أخرى جاء لقاء الرئيس عبد ربه منصور هادى رئيس الجمهورية اليمنية مع وفد إمارات برئاسة وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولى بدولة الإمارات ريم الهاشمى، ليؤكد عمق العلاقات الأخوية المميزة بين اليمن والإمارات العربية المتحدة والمبنية على وحدة الموقف والصف والمصير المشترك.
وقال الرئيس عبد ربه، إن التضحيات التى قدمتها الإمارات فى إطار دول التحالف العربى، الذى تقوده المملكة العربية السعودية ستظل محط تقدير واعتزاز كافة أبناء اليمن لامتزاج الدماء اليمنية مع دماء اشقاءها في معركة الوجود والمصير المشترك.
وفد إماراتى يلتقى الرئيس اليمنى
وأشاد الرئيس بمواقف قيادة الامارات لدعم اليمن على مختلف المستويات الميدانية والإغاثية وغيرها، مؤكدا ان الانتصارات في مواجهة كل التحديات من خلال وحدة الجهود والمواقف الاخوية الحميمة، محملا نقل تحياته لإخوانه قادة الدولة سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة و سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي وسمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ومن جانبها، عبرت الوزيرة الإماراتية عن سعادتها بهذه الزيارة، للوقوف على الاحتياجات الراهنة للشعب اليمني في الجوانب الإنسانية والإغاثية والدوائية، لافتة الى جولتها الاستطلاعية الْيَوْم لمدينة عدن ووقوفها على احتياجات مستشفى الجمهورية لتقديم ما أمكن في هذا الإطار، مجددة موقف الامارات الداعم لليمن وقيادتها الشرعية وناقلة تحيات قادة الدولة الإماراتية .
الرئيس عبدربه يزور الإمارات
المطلع على أرض الواقع لعله يجد من التنمية ما يؤكد أن ما يشاع أكاذيب المراد بها تشويه أهداف التحالف فى اليمن، وحاولت إيران دور تأجيج الخلافات للنيل من العلاقات الأخوية بين الأشقاء العرب، وصولاً إلى تشويه دور التحالف العربى فى دحر الإرهاب والميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.
دور إنسانى لدولة الإمارات
يأتى الدور الإماراتى متسقا مع الدور السعودى إذ تعكس مواقف الإمارات التاريخية مع أهالى اليمن التزامها بوحدة اليمن وشعبه، والعمل على توفير الدعم اللازم للارتقاء بالمستوى المعيشى فى جميع المحافظات والمدن، فالتاريخ يزخر بالكثير من مواقف الإمارات عبر مؤسساتها الإنمائية والإغاثية، للوقوف إلى جانب أهالى اليمن.
ففى مارس 2000، أرسلت دولة الإمارات فريقا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتى إلى جزيرة سقطرى، لتقديم المعونات والمواد الإغاثية والاحتياجات الأساسية للسكان، بعد الفيضانات والسيول التى تعرضت لها المنطقة وخلفت أضرارا فادحة فى المبانى والأراضى الزراعية.
المساعدات الإماراتية فى الحديدة
و كان للإمارات دور فى الجزيرة خاصة بعد الخراب والدمار اللذين خلفهما إعصارا تشابالا وميج المداريان، اللذان اجتاحا الأرخبيل فى نوفمبر 2015، بالعديد من المؤسسات العامة والخاصة ومساكن المواطنين، وكذلك ميناء ومطار الأرخبيل، اللذان يعتبران المنفذ الوحيد للجزيرة، لتؤكد المشروعات الإنسانية والتنموية فى سقطرى أهمية الدور الإماراتى.
الدعم الإماراتى فى سقطرى
وحول دور التحالف وبخاصة الإمارات فى اليمن قال الكاتب الإماراتى والخبير السياسى سلطان حميد الجسمى، وهو البرنامج المشارك فى الأعمال الإنسانية باليمن منذ أكثر من عشرين عاما، إن العالم يعى دور التحالف بقيادة المملكة ودور دولة الإمارات العربية المتحدة الإنساني في اليمن، ويثمن هذا الدور ففي جميع المحافل الإنسانية والسياسية الخاصة بإعادة إعمار اليمن يذكر اسم دولة الإمارات في مقدمتها لدعمها الإنساني اللا محدود لمساعدة الشعب اليمني، وإعادة الإعمار، يأتي ذلك حرصاً من الإمارات، قيادة وشعباً، على حفظ الأمن والاستقرار وبناء مستقبل زاهر للشعب اليمني، وتخفيف المعاناة عنه جراء التدمير الذي تسببه ميليشيات الحوثي ضد الشعب اليمني.
سلطان حميد الجسمى
وأشار أن حجم مساعدات دولة الإمارات للشعب اليمني الشقيق منذ عامين فقط، وحتى نهاية 2017 بلغت نحو 9 مليارات، و 400 مليون درهم، بحسب تقرير وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وأيضاً خصصت 4 مليارات و370 مليون درهم للبرامج العامة التي أخذت الحصة الكبرى من قيمة المساعدات، فيما جاءت المساعدات السلعية ثانية بقيمة مليار، و600 مليون درهم، وهذا يدل على أن دولة الإمارات وضعت اليمن في قائمة أجنداتها الإنسانية لتقديم العون والمساعدة لها والتي تمنح الأمل لتخفيف المعاناة عن الشعب اليمني الشقيق.
وعن الحديدة قال إن مدينة الحديدة التي عانت طويلاً من سيطرة ميليشيات الحوثي الإيراني، تبتسم اليوم للانتصارات واسترجاع مناطق عدة من المدينة إلى الحكومة الشرعية اليمنية، بفضل قوات ألوية العمالقة بإسناد من قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وقوات الاماراتية، وتمتد أزمة المدنين هناك إلى نحو ثلاث سنوات ووصفت الأمم المتحدة الوضع بالمدينة «بالوضع الإنساني الصعب»، حيث تعيش في أزمة هي الأصعب والأكبر في العالم بسبب النقص الشديد في الأغذية والأدوية جراء سوء إدارة الحوثي الإيراني، الذي تهمه في المركز الأول، السيطرة على الشعب اليمني وجعله وقوداً للحرب، وبسبب استهدافه للمدنيين، وخرق جميع القوانين والمواثيق الدولية وانتهاك حقوق الإنسان.
الهلال الأحمر الاماراتى
وبمجرد تحرير مناطق عديدة من محافظة الحديدة، باشرت دولة الإمارات إرسال قوافل مساعدات إنسانية وغذائية، تحمل الآلاف من السلال الغذائية والمواد التموينية من مدينة عدن إلى المناطق المحررة من محافظة الحديدة، بتوجيهات من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ، ومتابعة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
مساعدات حول العالم
وأشار الجسمى إلى إن دولة الإمارات موقفها ثابت في مساعدة المحتاجين والمتضررين في العالم دون تمييز بين دياناتهم أو لونهم أو عرقهم، فها هي دولة الإمارات في أبعد نقطة في الكرة الأرضية تقدم المساعدة من أمريكا الجنوبية وحتى آخر حدود روسيا والصين، وأكثر من 155 دولة حول العالم تصل لها مساعدات دولة الإمارات، منها 120 دولة مؤهلة للحصول على مساعدات إنمائية رسمية، ومن ضمنها 43 دولة من البلدان الأقل نموا، وهذه الأعمال الإنسانية والإنمائية.
أحد المشروعات التنموية فى سقطرى
وأشار إلى أن الإمارات لها تاريخ كبير فى مجال المساعدات الإنسانية ليس فى اليمن فقط بل فى عدة بلدان وفي اخر تقرير للأمم المتحدة فقد احتلت دولة الامارات المركز الخامس على التوالي في مكانتها كأكبر مانح للمساعدات الانسانية حول العالم قياسا لدخلها القومي بنسبة 1.31% وبما يقترب من ضعف النسبة العالمية المطلوبة 0.7% التي حددتها الأمم المتحدة كمقياس عالمي لقياس جهود الدول المانحة متخطية بذلك دولاً عظمى كبيرة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان.
تواجد الإمارات فى سقطرى
أضاف الجسمى أن سقطرى التى أخذت كأداة لبث الاكاذيب حول دور التحالف بشكل عام والإمارات بشكل خاص فرغم صرخات تنظيم الحمدين ودخوله بألاعيبه في سقطرى يداً بيد مع الإخوان والحوثي الإيراني لمحاولة تخريب العلاقات الأخوية بين أبناء سقطرى ودولة الإمارات إلا أن هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح. ويبقى الواقع شاهداً على شموخ العلاقات الإماراتية الأخوية مع أبناء جزيرة سقطرى التي امدت سنوات طويلة، ومعدنها الأصيل في مد يد العون لهم، لا سيما في أوقات المحن والأزمات. فموقف دولة الإمارات ثابت في تقديم المساعدة وإغاثة أبناء سقطرى، وخاصة في محنتها الأكبر خلال إعصار «مكونو» المدمر الذي ضرب الجزيرة اليمنية، والذي ألحق بها أضراراً كبيرة، تاركاً خلفه الخسائر، وتم إجلاء مئات الاسر إلى مراكز الإيواء في أولى ساعات الإعصار المدمر، فكانت دولة الإمارات برجالها من أول المغيثين لأبناء الجزيرة رغم ضخامة حجم الكارثة وصعوبة الطقس.
وغطى الدعم الإماراتى مختلف المجالات الإنسانية والخدمية والصحية والتعليمية والتنموية والاستراتيجية والأمنية، وهو ما انعكس بشكل إيجابى على أوضاع الأرخبيل، الذى أضحى جاهزا لاستقبال أى استثمارات سياحية، حسبما أعلن وزير السياحة اليمنى، الدكتور محمد قباطى، فى وقت سابق عبر صفحته فى "تويتر".
وخلال السنوات الماضية، عملت هيئة الهلال الأحمر الإماراتى، بناءً على اتفاقية تعاون مع محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، على تعزيز جهود التنمية والإعمار فى الجزيرة، ومساندة المتأثرين من الإعصارين، وأسهمت الهيئة فى إعادة ترميم وإعمار عشرات المدارس، إلى جانب توزيع العشرات من قوارب الصيد على المتضررين الذين فقدوا مصدر رزقهم الوحيد، فى حين أعادت مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية بناء وتأهيل مستشفى «خليفة بن زايد آل نهيان»، الذى تضرّر جراء الإعصار.
وشهدت محافظة أرخبيل سقطرى اليمنية، خلال عام 2017 افتتاح المرحلة الأولى من المشروعات التى تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتى فى الأرخبيل اليمنى، إذ تضمنت مشروعات الهيئة التى تم افتتاحها المرحلة الأولى من مدينة الشيخ زايد، واشتملت على 161 منزلاً وعيادة ومدرسة مشتركة ومجلس عام للأهالى ومسجد، كما قامت بإنشاء حديقتين عامتين وملعبين لكرة القدم، إضافة إلى توزيع 7000 طرد غذائى.
كما قامت الهيئة بتوسعة ميناء سقطرى، بتمويل من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، إلى جانب تعميق القناة الملاحية، فضلاً عن تنفيذ مشروع إعادة تأهيل وترميم مطار سقطرى، إلى جانب تنفيذ مشروع أعمال الإنارة للمدرج عبر الطاقة الشمسية، واستكمال تسوير المطار، وترميم وتأهيل مبنى وبرج المطار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة