عمرو صحصاح يكتب: يا أهل الفن تحلوا بأخلاق عمر الشريف

الجمعة، 13 يوليو 2018 05:34 م
عمرو صحصاح يكتب: يا أهل الفن تحلوا بأخلاق عمر الشريف عمر الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت الثلاثاء الماضى الذكرى الثالثة على رحيل لورانس العرب عمر الشريف، الفنان المصرى الوحيد الذى اقتنص لقبا عالميا "بحق وحقيقى"، وليس مجرد أوهام يعيشها البعض الآن، مقتنعين أنهم بأداء دور بفيلم فرنسى أو إيطالى سيكون عالميا على غرار عمر الشريف، فهو الفنان الوحيد الذى أضاف إلى لقب "عالمى" بريقا وتوهجا خاصا وليس العكس، فعمر الشريف، من اقترب منه، على دراية تامة أن هذا الرجل غير مدرك أنه فنانا عالميا بالمعنى الحرفى تواجد بالفعل بسينمات العالم، وليس مجرد فنان محلى، ربما تواضعه الشديد جعله يعطى لنفسى أقل بكثير مما يستحق، هذا الفنان الذى أدرك أن التواضع هو سر النجاح ثم حب الناس، وأنا هنا سأسرد موقفا حدث معى بالفعل دون مبالغة أو محاولة مدح عمر الشريف لأنه لا يحتاج إلى ذلك.

 

كنت فى شهر يوليو عام 2007 أتجول وأنا طالب فى الفرقة الثانية بكلية الآداب، بين بلاتوهات التصوير، سعيًا وراء تعلم فنون الصحافة الفنية جيدًا، لتقديم أفضل ما فيها، مِثلى مِثل غيرى لديه حماس الطلاب، وفى هذه الأثناء أخبرنى أحد أصدقائى العاملين بجهاز السينما، والذى يتواجد مقره بمدينة السينما بالهرم، أن النجم العالمى عمر الشريف يصور مسلسله "حنين وحنان" داخل بلاتوه نحاس بالمدينة، فذهبت مسرعًا فى اليوم التالى كى أرى النجم العالمى وألتقط معه صورة، وأحصل منه على تصريح واحد، كى أنقله لإحدى الجرائد غير المشهورة، والتى كنت أتدرب فيها آنذاك، دخلت البلاتوه وبداخلى رهبة شديدة، خوفًا من أن يصرخ فى وجهى عمر الشريف، ويشير لأمن البلاتوه بإخراجى أو لإدارة إنتاج المسلسل، لأننى أعرف أنه فى كثير من الأحيان لا يستلطف من يعمل بالصحافة، كما أننى ذهبت دون موعد سابق، وليس معى كارنيه تابع لأى جورنال.

 

دخلت البلاتوه وفى قلب موقع التصوير، وكانت مخرجة العمل تصور مشاهد ديكور شقيقة "عمر الشريف"، وجسدتها الفنانة سميرة عبد العزيز، وابنة شقيقته وجسدتها الممثلة الشابة سامية عاطف، فى مشاهد تجمعهما بنسرين إمام الوجه الجديد آنذاك وقبل أن التقى مخرجة المسلسل ومديرة أعمال النجم العالمى إيناس بكر أو بأحد من إنتاج المسلسل، فوجئت بالنجم العالمى يجلس على كرسى وسط عدة كراس داخل البلاتوه فى الديكور المقرر التصوير فيه، وينظرى لى ويقول "أنت واقف لى يا ابنى.. ما تقعد"، ازداد توترى خوفًا من أن يأتى أحد ويقول لى "أنت مين ودخلت هنا إزاى"، ولكن ذهبت مسرعًا وجلست على كرسى بجوار النجم العالمى ليبتسم فى وجهى، فإذا بمنفذ الإنتاج يسأل النجم العالمى "تحب تاكل إيه النهاردة يا أستاذ فى البريك"، فقال له حرفا "أى سندويتش خفيف"، ليتفاجأ منفذ الإنتاج نفسه بأن النجم العالمى يطلب منه وجبة صغيرة بكل هذه البساطة، على عكس مُدعى نجومية آخرين، يطلبون طلبات مبالغًا فيها، وأكلات متخصصة، تكلف الإنتاج كثيرًا فى بعض الأحيان، حتى جاء موعد البريك، ليجلس الشريف فى صالة بلاتوه نحاس مع عاملتى الأستوديو ويتناول معهما وجبته الخفيفة بكل هدوء، وظل يتبادل معهما الأحاديث حول بساطة المصريين وبعض ذكرياته، ويلقى عليهم الكلمات الطريفة، كل هذه البساطة تمثلت فى عمر الشريف المصرى الوحيد الذى وصل للعالمية بمفهومها الحقيقى، على عكس فنانين آخرين لم يحققوا ولو 5% مقارنة بلورانس العرب، أصبحوا يتغطرسون فى كل شىء، بل إن أحدهم استشاط غضبًا عندما شبهه أحد بأحمد زكى، كما أن بعض مُدعى النجومية الآن عندما تصدروا أفيش فيلم أو مسلسل اعتبروا أنفسهم "مفخرة" لمصر، ولا يجوز لك أن تنتقدهم أو تمسهم بسوء إن أخطأوا، فيا أهل الفن تحلوا بأخلاق عمر الشريف وتواضعه، كفاكم مفاهيم خاطئة حول معايير النجومية.

36915096_1764665003609828_7850812514685157376_n

 

36955990_1764674843608844_5887741817343967232_n
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة