لصوص الآثار فى مصر أصبحوا لا يقلون خطرا عن الإرهابيين وتجار المواد المخدرة والأسلحة، هم مثل "السوس" الذى يأكل فى تاريخ بلدنا ويبيعونه بأزهد الأسعار، ضاربين بكل القوانين عرض الحائط منتشرين فى عمليات التنقيب فى محافظات مصر بشكل لا يمكن وصفه بأقل من أنه "فجور" وتعدى صارخ على حرمة تاريخ مصر، وفى هذا الملف يرصد "اليوم السابع" ممارسات لصوص الآثار بمحافظات مصر وما أسفر عنه مجهودات الأمن فى ضبطهم.
مدير آثار الفيوم: 20 مواطنا دفعوا حياتهم ثمنا للتنقيب عن الآثار خلال عامين
قال سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أنه خلال فترة توليه منصبه منذ عامين وحتى الآن قامت الهيئة بمعاينة 250 موقعا أثريا، وتم ضبط متهمين يقومون بعمليات تنقيب بهذه المواقع، وكان 60% من حالات التنقيب فى مركز طامية، وفى المرتبة الثانية من حيث عدد عمليات التنقيب التى تم ضبطها مركز الفيوم، وجاء فى مرتبة الأقل تنقيبا مركز إطسا.
وأضاف إلى أن الـ250 حالة لم يتواجد فيها أى آثار نهائيا، وتبين من المعاينة أن الحفر تم فى تربة طينية ومكانها مملوء بالمياه، ولم يتم العثور على شىء بها.
وأكد مدير عام آثار الفيوم، أنه نتيجة هوس التنقيب عن الآثار للثراء السريع دفع حوالى 20 مواطنا من أبناء الفيوم حياتهم ثمنا لعمليات الحفر والتنقيب خلال آخر عامين، بينهم 5 من قرية العجميين بمركز أبشواى فى عملية تنقيب واحدة، موضحا أن المواطنون أصابهم هوس البحث عن الآثار والرغبة فى الثراء السريع خاصة بعد عودة الكثير من العمالة بالخارج، وقيام الدجالين بالنصب عليهم، وآخرهم دجال فى بياهمو قال للمواطنين إن هناك ذهبا فى مقبرة ولابد أن يخرج بذهب وجمع مصوغات جميع نساء القرية وطالبهم بعدم الخروج وقت الغروب لانتشار الجن فى القرية، وهرب بالذهب وتكررت الواقعة بمركز إطسا.
وطالب بعمل تعديل تشريعى يجرم الحفر بغرض البحث عن الآثار قائلا "عندما نقول بعد المعاينة إن المنطقة التى تم التنقيب بها ليس بها آثار يحفظ المحضر ويخلى سبيل المتهمين، ويقولون إنهم كانوا يقومون بعمل خزان صرف صحى".
حملات مستمرة لمواجهة لصوص الآثار الفرعونية بالأقصر
الأقصر هى المدينة الأولى فى العالم تحوى آثارا فرعونية تتمثل فى معابد ومقابر أثرية تعود لمختلف العصور الفرعونية القديمة فى البر الشرقى والبر الغربي، ورغم الاكتشافات اليومية التى تقوم بها وزارة الآثار المصرية بجانب مجهودات البعثات الأجنبية، إلا أنه مازالت توجد الآلاف من الآثار التاريخية القديمة مدفونة أسفلها، وهو ما يظهر جلياً فى عمليات الحفر والتنقيب العشوائية فى مختلف أنحاء المحافظة، والتى يطاردها رجال الشرطة لضبط لصوص التاريخ الفرعوني.
وفى هذا السياق، يقول الدكتور محمد عبد العزيز مدير آثار مصر العليا، إن التاريخ الفرعونى لم يخرج كافة آثاره ومعابده ومقابره الفرعونية من الأرض ومازالت آلاف القطع مدفونة أسفل الأرض فى الأقصر حتى يومنا هذا، فالتاريخ الفرعونى كان ثرى للغاية بالحضارة والتراث والفن والهندسة الفرعونية، ولكن الأزمة اليومية التى تعانى منها الوزارة هى محاولات التنقيب اليومية للصوص الآثار الفرعونية بمختلف أنحاء المحافظة.
ويضيف مدير آثار مصر العليا لـ"اليوم السابع"، أن الحملات تخرج بصورة مكثفة بالتنسيق بين رجال الآثار بالأقصر ورجال مديرية أمن الأقصر ورجال شرطة السياحة والآثار، الذين يقومون بمجهودات كبيرة لملاحقة هؤلاء اللصوص الذين يسعون للثراء السريع جراء بيع تاريخ مصر للخارج، وهو أمر يجرمه القانون ويؤدى إلى ضياع الحضارة الفرعونية بدلاً من الاستفادة منها فى جذب أكبر قدر من السياح.
أما على جانب دور رجال الشرطة فى ردع لصوص الآثار وحل أزمة التنقيب اليومية عنها، فيقول اللواء عصام الحملى مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد، إن رجال المباحث بمختلف مدن وقرى الأقصر يرصدون كافة محاولات التنقيب عن الآثار ويحبطونها بصورة جيدة للغاية، حيث إنه لا تمر أيام قليلة إلا ويتم ضبط منقبين عن الآثار بمختلف أقسام المديرية، وهو ما يدل على يقظة رجال الشرطة تجاه تلك المحاولات لسرقة الحضارة الفرعونية القديمة.
ويضيف مساعد وزير الداخلية لجنوب الصعيد لـ"اليوم السابع"، أن رجال الشرطة نجحوا حتى الآن فى إحباط عدد كبير من المحاولات من قبل تجار الآثار والمنقبين عنها للوصول إلى الثراء السريع، ونجح رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر فى ضبط 20 قضية تنقيب أسفل المنازل وبالمواقع الأثرية، أسفرت عن مصرع مواطنين وإصابة 8 آخرين والقبض على 40 متهما حتى الآن، ومازالت الحملات مستمرة لمواجهة هذا الخطر الذى يهدد الحضارة والتاريخ المصرى القديم ويعرضه للبيع للصوص بصورة يومية.
ومن تلك الوقائع بمحاولات لنهب وسرقة ثروات القدماء المصريين والفراعنة فى مختلف أنحاء محافظة الأقصر، فالواقعة الأولى تمثلت فى مقتل مواطنين وإصابة 3 آخرين وذلك إثر انهيار سرداب كانوا يحفرون داخله للتنقيب عن الآثار بمدينة أرمنت غربى محافظة الأقصر، وبدأت تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء عصام الحملى مدير أمن الأقصر، إخطارا من اللواء زكى مختار مدير المباحث، وفى مدينة إسنا نجح رجال المباحث فى القبض على عصابتين للتنقيب عن الآثار بنجع أحمد سعيد، الأولى ضمت 8 متهمين يقومون بعمل حفرة داخل منزل بالنجع، والثانية ضمت 7 متهمين كانوا ينقبون عن الآثار بجبانة الأسماك الشهيرة بنفس النجع.
كما ألقى رجال مباحث شرطة السياحة والآثار القبض على حارس بمنطقة كومير الأثرية متلبساً بحفر 3 حفر داخلها للبحث عن الكنوز الفرعونية، ويدعى "أ.ب.م" 34 سنة مقيم بالدقيرة مركز إسنا ويعمل حارس للآثار بمنطقة حاجر كومير الأثرية، فتم تحرير عن ذلك المحضر رقم 211 إدارى مركز اسنا، وتم أيضاً القبض على شخصين أثناء قيامهما بالتنقيب عن الآثار داخل منزل بمدينة إسنا حيث تلقى عميد أبو الحجاج كمال، مفتش السياحة والآثار بمنطقة جنوب الصعيد، والعقيد محمد أبو عايد، رئيس مباحث سياحة وآثار الأقصر، إخطارا يفيد بقيام شخصين بالتنقيب عن الآثار بمنزل فى مدينة إسنا، فتم على الفور مداهمة المنزل وضبط المتهمين، وبإجراء عمليات البحث والتفتيش داخل المنزل تم العثور على حفرة بعمق 3 أمتار داخل إحدى غرف المنزل، قام المتهمان بحفرها بحثاً عن الآثار.
وفى نفس السياق، عثر رجال الشرطة على كنز أثرى مكون من 14 قطعة تعود للعصور اليونانية والبطلمية وجدران متنوعة تعود للقدماء الفراعنة، والتى تم العثور عليها داخل منزل مواطن بقرية "درب الرواجح"، وقررت النيابة سرعة التحفظ على المنزل بكامل محتوياته، وحضرت لجنتان من الهيئة العامة للآثار برئاسة صابر إبراهيم حسن كبير مفتشى آثار إسنا، ورجال شرطة السياحة والنيابة العامة ضمت النقيب محمد عبد العزيز رئيس مباحث شرطة السياحة والآثار بجنوب الأقصر، وحرر المحضر رقم 8525 إدارى إسنا حفر وتنقيب عن الآثار.
وتمكن رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر من ضبط عامل بمنطقة الشغب دائرة مركز إسنا لحيازته قطعا أثرية والاتجار بها بحثا عن الثراء السريع، ويدعى "سيد.أ.م" 55 سنة، وبحوزته 44 قطعة يشتبه فى أثريتها، عبارة عن 4 تماثيل كبيرة الحجم متكاملة و14 تمثالا صغير الحجم متكامل وعمود صغير و6 قطع عبارة عن رؤوس و3 أوانى و3 أساور وتابوت صغير به 3 تماثيل والباقى عبارة عن قطع صغيرة غير متكاملة، وتم القبض على سيدة مسنة لقيامها بالحفر داخل منزلها بجوار معبد إسنا، وتدعى "أ.م.ح " 60 سنة ربة منزل ومقيمة بجوار معبد إسنا بحوالى 50 مترا، ووعثر بداخل منزلها على حفرة عمقها 4 أمتار وقطرها 2.5 متر، وتنتهى بسرداب متجه للناحية الجنوبية الشرقية بارتفاع مترين وبعرض متر ونصف، كما عثر على قطع كسر من الفخار داخل الحفرة وخارجها وتشوينات ترابية وأدوات للتنقيب.
كما نجح رجال مباحث السياحة والآثار بمحافظة الأقصر، فى إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار داخل منزلين بمدينة إسنا، حيث كانت البداية بخروج قوة بقيادة الرائد محمد عبد العزيز رئيس وحدة مباحث سياحة والآثار بإسنا، وذلك بعد معلومات تفيد بقيام متهمين بالتنقيب عن الآثار، وتم ضبط "ع.ش" 25 سنة، خلال تنقيب عن الآثار داخل منزله فتم تحرير المحضر رقم 3 أحوال مباحث سياحة وآثار إسنا، كما داهمت القوة منزل "أ.ا" 39 سنة عامل، خلال قيامه بالتنقيب عن الآثار داخل منزله، وخلال محاولة القبض عليه هرب مستقلا دراجة بخارية من المنزل الذى عثر بداخله على حفرة كان ينقب داخلها عن الآثار وأدوات الحفر، فتم تحرير المحضر رقم 5 أحوال مباحث سياحة وآثار إسنا، وألقى رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر، القبض على متهمين خلال تنقيبهما عن الآثار داخل منزل بمدينة إسنا، البداية كانت بورود معلومات للرائد محمد عد العزيز رئيس مباحث السياحة والآثار بأرمنت وإسنا، تفيد بقيام المتهم "أ.م.أ" 30 عامل بالتنقيب عن الآثار فى منزله بقرية الكلابية بإسنا، وبإجراء التحريات تبين صحة الواقعة، وتمت مداهمة المنزل وألقت القوات القبض على ""م.ع.ع" 52 سنة، و"م.ر.ع" 35 سنة، خلال تنقيبهما عن الآثار داخل المنزل، وعدم وجود صاحب المنزل، فتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
ونجح رجال الحماية المدنية بالأقصر، منذ قليل، إنقاذ 5 مواطنين من الموت المحقق فى انهيار منزل عليهم بنجع الحسينات بمدينة الطود دائرة بالأقصر خلال تنقيبهم برفقة سادس عن الآثار أسفله، حيث تلقى رجال إدارة شرطة السياحة والآثار بالأقصر، إخطارا من مساعد مدير الأمن اللواء عصام ياسين، يفيد بقيام 6 أشخاص بالتنقيب عن الآثار أسفل منزل أحدهم، مما أدى الى انهيار المنزل عليهم، وهم فى حالة إعياء شديدة، وتم نقلهم للمستشفى لتلقى العلاج، وتم التحفظ عليهم، والأدوات المستخدمة فى الحفر، وتم تحرير محضر بالواقعة، وإخطار النيابة لمباشرة التحقيقات.
وألقى رجال المباحث بمديرية أمن الأقصر، القبض على 6 متهمين خلال تنقيبهم عن الآثار بمنزل مواطن بمدينة القرنة، البداية كانت بتلقى العقيد أبو الحجاج بكرى مدير مباحث السياحة والآثار بالأقصر، إخطاراً يفيد بقيام مواطن يدعى "ح.م.ع" 60 سنة، بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله بصحبة آخرين بمدينة القرنة، فخرجت قوة من الإدارة ومركز شرطة القرنة وداهمت المنزل، وضبطت كل من "ا.م.ت" 23 سنة طالب، و"ا.ح.ا" 25 سنة طالب، و"م.ع.ا" 34 سنة عامل، و"ي.ق.ي" 20 سنة طالب، و"م.ح.ط" 55 سنة عاطل، وتم العثور على حفرة عمقها 10 أمتار بقطر مترين، فتم تحرير محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق.
نجح رجال الحراس وخفراء الداخلية داخل محمية المدبابية الطبيعية بمدينة إسنا جنوبى الأقصر، بمعاونة رجال الباحثين بالمحمية، فى إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار، وذلك خلال عمل دوريات فى مختلف أرجاء المحمية بصورة منتظمة، حيث قال الدكتور أحمد محمد الدسوقى مدير محمية الدبابية الطبيعية، أنه فى إطار خطة المراقبة المستمرة والرصد داخل نطاق محمية الدبابية، تمكن العاملون بالمحمية من إحباط محاولتين للتنقيب عن الآثار، الأولى تمثلت فى وجود 8 أشخاص يتزعمهم "ر.ح.و" و"ع.ع.ط" محامى ومعهم 6 آخرين يحملون أدوات حفر داخل المناطق الجبلية بالمحمية، وانتقل على الفور الباحث أسامة عرابي، وحراس البيئة قاسم جلال وسعدى جمعة وخفراء وزارة الداخلية لمطاردتهم، ولكنهم لاذوا بالفرار، فيما توجه مدير المحمية لمقابلة مأمور مركز شرطة إسنا والمقدم أحمد العيوطى رئيس مباحث إسنا لاتخاذ اللازم، أما المحاولة الثانية فتمثلت فى قيام الدورية الراجلة المكونة من الباحث أسامه محمد الصغير، وحراس البيئة قاسم جلال وسعدى جمعه وأسامة عبد اللاه، حيث وجدوا دراجة بخارية داخل الوديان الجبلية وجلباب بلدى ولاذ اثنان يركباها بالفرار نحو التضاريس الجبلية، تمت مصادرة الدراجة بمعرفة الباحث محمد عامر، وتم تسليمها إلى مركز شرطة إسنا، وتم تحرير محضر رقم 1212 لسنة 2018 بالواقعة، والذى تم احالته للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وسقط فى قبضة رجال المباحث بمديرية أمن الأقصر، شاب خلال التنقيب عن الآثار بمدينة إسنا، بالتعاون مع والده الذى لم يكن متواجد بالمنزل، حيث تم القبض على نجل مدرس يدعى "ج.ا.م" 45 سنة بمدينة إسنا، خلال قيامه برفقة والده الذى لم يتواجد بمنزلهما بقرية الشغب بالتنقيب عن الآثار، فتم تحرير محضر بالواقعة برقم 896 إدارى إسنا، وألقى رجال المباحث القبض على موظف بوحدة محلية وعاطل خلال تنقيبهما عن الآثار فى منزل الأول بقرية الشغب بمدينة إسنا، والبداية كانت بتلقى اللواء مصطفى صلاح الدين إخطاراً يفيد بضبط "ع.خ" 40 سنة، موظف بوحدة محلية بإسنا، وشقيق زوجته "م.ح" 25 سنة عاطل، لدى تنقيبهما عن الآثار أسفل منزل الأول بقرية الشغب، وتم تحرير المحضر رقم 895 إدارى إسنا، وتولت النيابة العامة التحقيق.
وألقى رجال مرور إسنا القبض على مؤذن وعاطل عثرت بحوزتهما 4 تماثيل يشتبه فى أثريتها داخل سيارة ربع نقل، وبعرضهما على النيابة العامة قررت إخلاء سبيلهما لعدم أثرية التماثيل، كما سقط فى قبضة رجال المباحث بمديرية أمن الأقصر، موظف وعامل خلال تنقيبهما عن الآثار داخل منزليهما بمدينة إسنا، وضبط رجال المباحث بمديرية أمن الأقصرعاطل حفر 15 متراً فى باطن منزل للتنقيب عن الآثار بقرية الغريرة بمدينة إسنا، ونجح رجال شرطة السياحة والآثار بالأقصر، فى إحباط محاولة عامل برفقة 3 آخرين فى التنقيب عن الآثار داخل منزله بقرية الكلابية بإسنا، وتم ضبط المتهمين الأربعة وبحوزتهم كتب وأوراق بها أعمال الدجل والشعوذة، ونجح رجال مباحث السياحة والآثار فى الأقصر، فى إحباط محاولة عامل التنقيب عن الآثار داخله منزله بمدينة إسنا.
ضبط 8 قضايا آثار خلال 7 شهور ببنى سويف
تشتهر بنى سويف بوجود العديد من المناطق الأثرية بالمراكز الإدارية السبع ومنها مدينة إهناسيا التى كانت تسمى بـ"إهناس" عاصمة لمصر الفرعونية فى الأسرتين التاسعة والعاشرة لمدة قرنين من الزمان، ويسعى راغبى الثراء السريع إلى التنقيب عن الآثار فى منازلهم أو داخل المناطق الأثرية، ولكن يقظة الأمن أحبطت عشرات المحاولات من تهريب القطع الأثرية التى يتخطى قيمتها مليارات الجنيهات خارج البلاد.
وتمكنت مباحث السياحة والآثار ببنى سويف برئاسة العقيد حسام درويش بإشراف من اللواء هشام قدرى مدير البحث بالإدارة العامة لشرطة السياحة والآثار، من ضبط 8 قضايا خلال 7 شهور مضت، وتم التحفظ على المضبوطات، وتحرير المحاضر اللازمة، وأحيل المتهمون إلى النيابة للتحقيق معهم بإشراف المستشار عماد على المحامى العام الأول لنيابات بنى سويف والذى أمر بتشكيل لجنة برئاسة عمر ذكى رئيس منطقة اثار بنى سويف لفحص المضبوطات و التى أقرت بأثريتها .
وأبرز هذه القضايا التى تم إحباطها محاولة بيع وتهريب الاثار خارج مصر، حيث داهمت مباحث الاثار بالتنسيق مع مديرية الامن منزلا فى مدينة الفشن جنوب المحافظة والقبض على "محمود م ع"، 50 سنة، مدرس أثناء تنقيبه عن الآثار بالمنزل وبرفقته 9 آخرين، وعثر أسفل الحفر على لوحة "جدارية " أثرية ثابتة بجدران الحفر عليها نقوش فرعونية، وتعود لأحد أبناء الملك "ساباتاح" من الأسرة التاسعة عشرة، بالإضافة إلى أدوات الحفر.
كما سقط "جمال ر ع - مدرس"، وشقيقه "ع ر ع - فلاح" يقيمان قرية سدمنت الجبل، بمركز إهناسيا غرب المحافظة، وبرفقتهما 7 تجار آثار من القاهرة ، وبحوزتهم 485 قطعة أثرية، أثناء تفاوضهم على السعر وإتمام صفقة البيع، وذلك بعدما دلت التحريات على تردد 7 تجار اثار من القاهرة بسيارتين على منزل الشقيقين لمعاينة القطع الأثرية .
بالإضافة إلى ضبط 4488 قطعة وعملة معدنية وذهبية اللون عليها نقوش فرعونية، وكذلك وجه خشبى لشكل آدمى، ووجه من الطين اللبنى لشكل آدمى و6 تماثيل "أوشابتى" معدنية ذهبية اللون مختلفة الأحجام عليها نقوش فرعونية، بمنزل شقيقين " مهربين سابقين" بقرية أبو صير الملق بمركز الواسطى شمال بنى سويف وبرفقتهما تجار آثار أثناء إتمام البيع داخل المنزل الذى اتخذوه مقرا لإتمام صفقاتهم .
بينما أبلغ "سمير.ف.ر" موظف، يقيم قرية قمن العروس بمركز الواسطى ، مركز الشرطة عن عثوره على قطع أثرية، أثناء أعمال حفر لإعادة بناء منزله، وانتقلت لجنة تضم كل من، العقيد رئيس مباحث السياحة والآثار، وعمر زكى مدير عام آثار بنى سويف، وقرنى محمد فرحات مدير عام ترميم آثار مصر الوسطى، وفريد حلمى جمعة رئيس قسم ترميم هرم ميدوم، وعلاء زارع عبد الحليم مفتش آثار بنى سويف، وجهاد سيد محمود مفتشة آثار بنى سويف" .
وتحرر المحضر رقم 170 لسنة 2018 وأصدر ت النيابة العامة قرارا بفتح المخزن المتحفى بمركز إهناسيا وإيداع الآثار، وهى عبارة عن" تابوت من الحجر الجيرى يرجع للعصر اليونانى الرومانى خالٍ من النقوش ولا يوجد به غطاء خارجى، أبعاده 2.8م، طول من السطح، وعرضه عند القاعدة 60 سم، وعند الرأس 80 سم، وسمكه 10سم، وارتفاع التابوت 45 سم، ومن الداخل 38 سم، وتمثال من الحجر الجيرى على هيئة أسد مفقود منه الجزء الخلفى، أبعاده 46 سم طوله، وعرضه 15 سم، ارتفاعه 23 سم، وبعض أجزاء من كتل حجرية مختلفة الأحجام ولا توجد عليها نقوش"، بالاضافة الى استمرار قوة الحراسة على المنزل، ويتعهد المواطن بعدم الحفر داخل المنزل لحين ورود الاعتماد المالى من وزارة الآثار لإجراء الحفائر به.
ضبط 500 قطعة أثرية بحوزة مواطنين فى حملات لشرطة السياحة والآثار بأسيوط
تمكنت الأجهزة الأمنية بمحافظة أسيوط، من ضبط العديد من القطع الأثرية التى يشتبه فى أثريتها بحوزة مواطنين قاموا بالحفر خلسة أسفل منازلهم أو فى المناطق الجبلية، وعثروا على قطع أثرية بالمخالفة للقانون.
وتواصل مباحث السياحة والآثار بمحافظة أسيوط، جهودها فى ملاحقة تجار وحائزى القطع الأثرية والقائمين على الحفر خلسة داخل المنازل، بقصد التنقيب عن الآثار مخالفه لأحكام القانون، وذلك تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، بالحفاظ على ثروات البلاد وتراثها القومى وتامين المناطق الأثرية.
وأوضح مصدر أمنى بمديرية أمن أسيوط، لـ"اليوم السابع":"أن الحملات الأمنية التى يقوم بها رجال المباحث المديرية ومباحث قسم شرطة السياحة والآثار مستمرة، للحد من عمليات البحث والتنقيب عن الآثار التى يقوم بها المواطنون؛ حيث نجحت الجهود الأمنية خلال الأشهر الماضية فى توجيه عدة ضربات لتجار الآثار والقائمين على الحفر أسفل المنازل بمختلف قرى ومراكز محافظة أسيوط.
وأضاف مصدر أمنى بأسيوط، أن قسم شرطة السياحة والآثار تمكن من ضبط أكثر من 500 قطعة أثرية تنوعت مابين تماثيل مختلفة الأشكال منها: "أوشابتي، وخواتم معدنية مختلفة الحجم و خلخال معدنى مختلف الحجم و مسرجة من الفخار ترجع للعصر الفرعونى وعملات معدنية ترجع للعصر الرومانى ومجموعة من الحجر الجيرى الأثرى عليها نقوش فرعونية، وتماثيل أخرى ترجع للعصر اليوناني، وتمثال من الجرانيت الأسود".
ويقول الدكتور أحمد عوض الصعيدى مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط، فى حواره مع "اليوم السابع":" إن غياب الوعى الأثرى والثقافى لدى الأهالى وهوس الثراء السريع يدفعهم إلى البحث والتنقيب عن الآثار الفرعونية وسرقتها وتهريبها وبيعها بملايين الدولارات فضلا عن القيام بالحفر فى المدن والقرى وتحت المنازل بحثا عن قطعة أثرية، ما يترتب عليه تصدع المنازل المجاورة، وهناك من دفع حياته ثمنا لهذا فى البحث والتنقيب، فسرقة الآثار تؤثر بشكل مباشر على هوية البلد وتاريخ وحضارة الدولة بصفة عامة، وأن الآثار المصرية لا تقدر بثمن لكونها تمثل حضارة بلد وهوية شعب منذ آلاف السنين".
وأشار"عوض"، إلى أن سرقات الآثار تكبد الدولة المصرية خسائر بالمليارات، بالإضافة إلى أنها تؤثر بشكل مباشر على تواصل الحضارة المصرية وتعوق عمل الباحثين والأثريين الأجانب والدارسين المعنيين فى البحث والتنقيب عن الآثار الفرعونية القديمة، فربما سرقة قطعة أو قطعتين من الآثار هما حلقة من حلقات تواصل التاريخ الفرعونى والحضارة المصرية والتى تراجع لـ 7 آلاف سنة.
وتابع"عوض":" القيادة السياسية لعبت دورا هاما فى الحفاظ على الهوية المصرية بالحفاظ على الآثار المصرية ومنع تعرضها للسرقة أو التحطيم عقب ثورة 25 يناير 2011 وسرعة انتشار رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية وتأمينها المتحف المصرى والمناطق الأثرية لمنع العبث بداخلها، إذ ليس ببعيد عنا ما حدث وتعرضت له آثار بعض الدولة العربية منها " العراق وسوريا وفلسطين" وقيام بعض الجماعات المتطرفة من تحطيم الآثار بها فى محاولة لطمس هوية وتاريخ الدول، فالآثار هى المرآة الحقيقة التى تعكس حياة الأمم سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية أو دينية أو اجتماعية عبر التاريخ.
وأكد "عوض":" على اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ودعمه لوزارة الآثار واعتماد مليار و270مليون جنيه لدعم مشاريع تقوم الوزارة بالعمل على الانتهاء منها، وفى أسيوط مشروع ترميم وتطوير قصر ألكسان باشا وتحويله لمتحف قومى للمحافظة يضم بين طياته آلاف القطع الأثرية التى تذخر بها المحافظة".
ومازال حلم الثراء السريع يراود أهالى المناطق الاثرية بالإسكندرية والتى انتشرت بشدة عقب ثورة 2011، لقيام بعض المواطنين بالحفر اسفل المنازل ونجاحهم فى استخراج بعض القطع الأثرية وبيعها لتجار الآثار.
عصابات التنقيب العشوائى تنتشر بالإسكندرية
وهناك عدة مناطق بمحافظة الإسكندرية التى تشتهر بوجود عصابات بجوارها تقوم بعمليات حفر عشوائية منها منطقة كرموز وخاصة المنطقة المجاورة لعمود السوارى وكوم الشقافة التى تعتبر من أهم المناطق اليونانية القديمة والعصر الرومانى القديمة، حيث معظمها يقع فى الجبانة الغربية التى كانت موجودة فى تلك المنطقة .
ومن المساكن المهددة بالانهيار بسبب الحفر العشوائى أسفل المنازل هى مساكن الطوبجية التابعة لمحافظة الإسكندرية الموجودة بجوار المنطقة الأثرية والتى صدر قرار إزالة لها ونقل جميع السكان إلى مساكن أخرى، نظرا لوجود المنطقة الأثرية بجوارها وضم المساكن العشوائية إلى المنطقة الأثرية ووضع خطة لتطويرها .
طابية صالح أشهر بؤر التنقيب
بينما منطقة طابية صالح تعتبر من أهم البؤر التى يتم التنقيب فيها عن الآثار من قبل عصابات التنقيب التى تقع فى منطقة القبارى على هضبة مرتفعة والتى بعلم سكانها جيداً أن أسفلها مدينة أثرية كاملة، ينظر إليها المواطنون يوميا حالمون بالثراء السريع، بينما تعلم منطقة الآثار لإخلائها من السكان وضمها إلى المناطق الأثرية المحظور دخولها وتحويلها الى منطقة سياحية.
وفى عام 1997 تم اكتشاف مقبرة هامة بمنطقة طابية صالح وتعتبر اقدم جبانة فى العصر الرومانى، ومنذ ذلك الحين يتم ضبط العشرات من المواطنين الذين يقوموا بالحفر على أمل اكتشاف قطع أثرية وبيعها للعصابات المتخصصة فى الآثار.
خلال عام 2016 كشفت مباحث الآثار بالإسكندرية عن العديد من عصابات التنقيب عن الآثار بهدف سرقتها وبيعها، حيث يقوم صاحب العقار بالحفر أسفل المنزل لأمتار عديدة مما يعرض حياته وحياة ساكنى العقار للخطر، نظرا لعمليات الحفر العشوائية التى تهدد أساس المنزل.
وألقت المباحث خلال الشهر الماضى القبض على تشكيل عصابى مكون من 4 أشخاص، تخصصوا فى التنقيب عن الآثار بأحد المنازل وسط الإسكندرية.
ودونت السجلات خلال الفترة الأخيرة وفاة شخص داخل حفرة بقطعة أرض فضاء كائنة شارع سكينة بنت الحسين - منطقة كفر عبده، وانتقلت قيادات المديرية ومأمور وضباط القسم وقوات من إدارة الحماية المدنية بمعداتها، وبالفحص تبين أنه أثناء قيام كل من، "م، ح"- 35 سنة عامل مقيم دائرة قسم أول الرمل، وشقيقته "ب، ح"- 26 سنة ربة منزل مقيمة دائرة قسم برج العرب، و"م، ا"- 26 سنة عامل مقيم دائرة قسم أول المنتزه، و"م، م"- 21 سنة عامل مقيم دائرة قسم محرم بك، وشقيق الرابع "ا .م"- 25 سنة عامل مقيم دائرة قسم محرم بك، بالحفر والتنقيب عن الآثار بقطعة الأرض المشار إليها انهالت كمية من الرمال على الأول، مما أدى لوفاته داخل حفرة مساحتها 3×3 متر تقريباً بعمق حوالى 6 أمتار، وتمكنت قوات إدارة الحماية المدنية من استخراج جثة الأول من داخل الحفرة.
بينما يتم الكشف عن العصابات من خلال ابلاغ السكان عن صاحب العقار الى يقوم بالحفر أسفل المنزل وذك خوفا على حياتهم من الموت المفاجئ لتأثر المنزل بالشروخات نتيجة أعمال الحفر .
وعلى طريقة فيلم " عروس النيل" عثر عمال البناء، أثناء عملية الحفر أسفل عقار على جسم رخامى وبعد التعمق فى الحفر اكتشفوا أنه تابوت أثرى من الجرانيت الخام كان اسفل العقار منذ مئات السنوات، وتم ابلاغ قسم الشرطة التابع للعقار.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى كشف فيها عدد من المقاولين وجود منطقة أثرية حيث كشفت واقعة أخرى أثناء عملية هدم عقار بوجود أحد التماثيل الأثرية، وتم ابلاغ الجهات الأمنية بالواقعة لأخذ التدابير المناسبة .
وعن واقعة التابوت تلقى اللواء محمد الشريف مساعد الوزير مدير امن الإسكندرية اخطارا من مأمور قسم شرطة سيدى جابر، بورود معلومات لضباط وحدة مباحث قسم سيدى جابر مفادها العثور على تابوت أثرى مغلق أسفل العقار رقم 8 شارع الكرملى دائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين العقار محل البلاغ عبارة عن قطعة أرض مساحتها 150 مترا مربعا تقريباً ملك "م ا م"، وأثناء قيام "أ ع م" 31 سنة مقاول مقيم شارع طمازين، دائرة قسم أول الرمل بأعمال مجسات لاستخراج رخصة بناء عقار والحصول على موافقة منطقة آثار الإسكندرية، عُثر على تابوت أثرى مغلق من الجرانيت الأسود بطول 2.75 متر × 1.65 متر بارتفاع 1.85 متر يزن 30 طنا تقريباً، - تم إخطار عمليات المحافظة وحى شرق، ومنطقة آثار الإسكندرية.
وتم التنسيق مع الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، لاستخراج التابوت واتخاذ ما يلزم حياله، وكُلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة، تنسيقاً مع الإدارة العامة، لشرطة السياحة والآثار بالإسكندرية، وتم التنسيق مع الأمن الوطنى، وتحرر المحضر رقم 8115/2018 إدارى قسم سيدى جابر.
مصرع مواطن أثناء تنقيبه عن الآثار بالقليوبية
لقى شخص مصرعه بقرية عرب العيايدة مركز الخانكة محافظة القليوبية، إثر انهيار حفرة بعمق 7 أمتار عليه، خلال التنقيب عن الآثار أسفل أحد المنازل بالقرية، فيما فر صاحب المنزل هاربا، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبطه وإحالته للنيابة.
وتمكنت أجهزة الحماية المدنية والوحدة المحلية بمركز ومدينة الخانكة من انتشال الجثة، وتحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق.
وتلقى العقيد عبدالله جلال، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، بلاغا بانهيار منزل خلال تنقيب مالكه وآخر عن الآثار بقرية عرب العيايدة مركز الخانكة.
وتبين أن المنزل ملك للمواطن إبراهيم عطية، وأن حفرة على عمق 7 أمتار تحت الأرض انهارت على شخص يدعى جمعة فؤاد محمد 46 عاما، كان يساعد المالك فى التنقيب عن الآثار بعدما أوهمهما أحد الدجالين، بأن المنزل يقع أسفله كنز أثرى ومقبرة فرعونية مليئة بالكنوز، واتفق المتوفى وصاحب المنزل على الحفر خلسه، وخلال ذلك انهارت الحفرة بعد وصولهما لعمق 7 أمتار.
ومن جهته، قرر اللواء محمود عشماوي، محافظ القليوبية، تشكيل لجنة لتأمين المنازل المجاورة للعقار المنهار ومعاينتها حفاظا على أرواح السكان.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة