نشرت ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية فى مصر، صورا لقبر لوالدها اليسارى البارز المعارض لإسرائيل، شحاتة هارون، بعد نبشه بمقابر البساتين، أول أمس الجمعة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك".
وكتبت ماجدة هارون: "معلش يا شحاتة هارون.. مصر صخرتك التى لن تبيعها بلآلئ الدنيا، دفناك فيها، فى مقابر البساتين أو زى ما بيقولوا عليها ترب اليهود، أقدم تانى مقابر يهودية فى العالم، اللى كانت مساحتها 145 فدانًا واللى فاضل منها 27 فدانا، تربة أبوك هارون أتبنت عليها عمارة عشوائية وتربة منى بنتك أتبنت عليها عمارة عشوائية تانية ومبانلهمش أثر".
وتابعت (ماجدة) حديثها: "معلش يا شحاتة هارون حاولت وقابلت واتكلمت يا ناس إلحقوا ساعدونا وابنوا سور ولو أنا قادرة ماديا وفعليا كنت بنيته بنفسىى طوبة طوبة عشان أحمى ذكرى الناس اللى ادفنت هنا من أيّام ابن طولون ويمكن قبله كمان، معلش يا شحاتة امسحها فيا أنا المقصرة فى حقك وفى حق جدك زكى وجدى هارون ومنى ونادية وووو... معلش يا شحاتة هارون سامحنى لو قبرك النهارده 12 يوليو 2018 بقى عامل كدة."
وقالت ماجدة هارون، لـ"اليوم السابع"، اليوم الأحد، إن النبش ليس من فعل الإنسان وإنما قد يكون نبش "ذئب"، مضيفة أنها طالبت فى اجتماع أجرى منذ سنتين من رئيس الوزراء السابق شريف إسماعيل، ووزير الآثار الدكتور خالد عنانى، ووزير التنمية المحلية آنذاك، من أجل بناء سور حول المقابر، وتابعت أن الوزراء وعدوها بالفعل ببناء السور "ولكن لم يحدث شىء حتى الآن".
واستطردت ماجدة هارون: "ليس بمقدورى أن ابنى سورا وأضع حراسة لأن دخل الطائفة لا يتعدى 7500 جنيه مصرى،" والذى قد لا يكون كافيا لدفع فواتير الكهرباء وتنظيف القمامة فى محيط المعابد اليهودية.
وقالت أصغر عضو فى الطائفة اليهودية المصرية سنا والمؤلفة من خمس أفراد، إن الوضع هناك مليئا بالعشوائيات والأطفال يلعبون ويلهون بين الأحواش فى المقابر، مضيفة أنها لن تقوم بعمل بلاغات نظرا لتعاطفها مع وضع وحالات المعيشية التى يمر بها الناس فى داخل المقابر.
وأضافت هارون، أنها لا تمانع فى إقامة حدائق فى الأماكن المهجورة فى منطقة البساتين حتى يتسنى للأطفال اللعب فيها بدلا من أن تصبح وكرا للمخدرات، قائلة: "أنا لا عندى مانع ولكن أتمنى أن يكون هناك مساعدة".
واستطردت أصغر عضو فى الطائفة اليهودية المصرية: "أنا كان ممكن أبيع أرض معبد المحلة الكبرى وأخذ الفلوس لعمل السور، لكن ضميرى لا يسمح لى"، موضحة أن معبد المحلة الكوبرى أو ما يسمى "معبد خوخة" تم تحويله لأن يكون مركزا ثقافيا للشباب وأهالى المنطقة يقدمون فيه العروض المسرحية، وقالت: "أنا أفكر فى المستقبل ولا يوجد مخطط صهيونى ولا تطبيع، ويهمنى الإنسان المصرى".
وكانت ماجدة هارون، أكدت فى تصريحات لها بـ"اليوم السابع"، فى وقت سابق ردا على سؤال حول إمكانية ترميم بعض المعابد اليهودية الأثرية فى مصر: "لو جاء أى تمويل سيذهب إلى بناء سور حول مقابر اليهود فى البساتين التى تعد ثانى أقدم مقابر يهودية فى العالم".
من جهتها، كانت أوضحت نيفين أمين، مديرة مكتب ماجدة هارون لـ"اليوم السابع"، أن مقبرة شحاتة هارون تم فصلها عن حوش موصيلى الأثرى نتيجة بناء العشوائيات على المقابر، مضيفة: "كل المقابر اليهودية كانت تربة واحدة فى منطقة البساتين، لكن بناء العشوائيات قسمت المقابر إلى جزئين، جزء فيه حوش موصيلى وجزء للأحواش الأخرى" المتواجد فيها قبر السيد هارون شحاتة، وأضافت أن المقابر حالتها مزرية".
وكان قد توفى المحامى شحاتة هاورن (المعروف باسم رينيه سيلفيرا) فى 16 من مارس 2001 عن عمر يناهز 81 عاما بعد صراع مع المرض فى القاهرة ودفن بعدها فى مقابر البساتين بثلاثة أيام حتى وصول حاخام لمراسم الدفن وفقا لموقع البساتين التابع للطائفة.
وعقب نشر الخبر على صفحتها فى "فيسبوك"، أعرب الكثير من مستخدمى التواصل الاجتماعى غضبهم بشدة من انتهاك حرمة الموتى، وأعربوا عن رغبتهم فى المشاركة وجمع التبرعات لبناء سور حول المقابر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة