دفع الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بصهره بيرات البيرق وهو الشخص النافذ فى النظام إلى الأضواء من جديد فى لباس وزير المالية ليعبد بذلك الطريق أمامه للصعود إلى سلم الحكم، بعد أن كان يتولى وزارة الطاقة منذ 2015، لكن الأزمة الاقتصادية التى حدثت على واقع تعيينه من هبوط قيمة الليرة التاريخى وارتفاع معدل التضخم وصولا لعجز الموازنة الكبير، سلطت الضوء على وزيرا يرافق الرئيس التركى كظله فى كافة الأمور ويعد من الأوفياء له سياسيا.
البيرق هو ابن المؤلف والكاتب التركى صادق البيرق ذو التوجهات الإسلامية والذى تربطه بأردوغان علاقة صداقة قوية قديمة منذ عام 1980، وعقب تعيينه وزيرا للمالية والخزانة إضافة إلى تنصيبه وزير المالية أيضا فى مجلس الشورى العسكرى الأعلى وفقا لمرسوم رئاسى، نظر مراقبون إلى صهر أردوغان الوسيم ذو الكاريزما القوية على أنه خليفة أردوغان بعد عام 2028، والوريث للنظام الأردوغانى الجديد، حيث يستمد البيرق قوته من والد زوجته، وعليه تعاظم نفوذ السنوات الماضية، كما أنه حاول إقصاء السياسيين الذين كانوا يرافقون أردوغان للصعود على أكتافهم.
أردوغان مع أهله وعشيرته
الوسيم صاحب النفوذ القوى فى الحزب الحاكم
ويبلغ البيرق من العمر 40 عاما ومتزوج من إسراء، الابنة الكبرى لأردوغان، منذ عام 2004 وقد شهد نفوذه فى السنوات الأخيرة تناميا لافتا فى النظام وداخل حزب العدالة والتنمية الحاكم، وقبل زواجه من ابنة أردوغان كان مديرا لمجموعة جاليك التركية القابضة وأحد أبرز من يطلق عليهم "نمور الأناضول" فى حزب العدالة والتنمية، واشترى صحيفة الصباح التركية بمبلغ 1.5 مليار دولار، واسعة الانتشار والقناة التلفزيونية الإخبارية "خبر" بعد حصوله على قرض مساعدة من بنوك حكومية بمبلغ 750 مليون دولار. وترك المجموعة وأصبح يتولاها الآن شقيقه يافوز وترشح للانتخابات على قوائم حزب العدالة والتنمية عام 2015 وأصبح عضوا فى البرلمان وبعدها بأشهر قليلة تولى منصب وزير الطاقة فى 2015.
ويتورط البيرق فى قضايا فساد كبرى، فالعام الماضى كشفت محاكمة تجرى فى إيران لرجال أعمال تورطوا فى ملف فساد نفطى شارك فيها أيضا رجل أعمال تركى يدعى رضا ضراب، ومسئولين أتراك، أحداث مثيرة حيث اتهمت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط "استيلاء صهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان على أموال النفط الإيرانية"، وخلال إحدى جلسات المحاكمة فى يوليو 2017 اتهم الممثل عن الشركة الوطنية الإيرانية للنفط مهدوى، صهر أردوغان بالاستيلاء عن أموال النفط الإيرانية، بدلا من إعادتها إلى خزانة الدولة، قائلا " أن أموال النفط الإيرانية تم إنفاقها فى شراء مصنع للألمونيوم باسم سيدة، وشراء شركة نقل لصهر أردوغان".
وتعمد النظام التركى اعتقال الصحفيين الذين فضحوا فساد البيرق، وفى يوليو العام الماضى اعتقلت السلطات التركية الصحفى تونجا أوكرتان بعد نشره أخبارا حول تسريبات المراسلات الإلكترونية لـ البيرق، قال الصحفى المعتقل آنذاك "أخبرنى المحامى أن قرار احتجازى جاء بسبب نشرى مقتطفات من مراسلات البيرق، ثم كشف أن مذكرة الاعتقال بحقى صدرت بتهمة الانتماء لتنظيم إرهابى".
واعتقال الصحفى التركى بسبب نشره خبر عن صهر أردوغان لم تكن الواقعة الأولى، فقد اعتقل النظام أيضا مراسلها فى تركيا دنيز يوجل بسبب مقالات كتبها حول اختراق البريد الإلكترونى الخاص بـ بيرات البيرق صهر الرئيس رجب طيب أردوغان بحسب تقرير لصحيفة دى فيلت الألمانية فى فبراير 2017.
البيرق إلى جانب أردوغان
ومع تعاظم نفوذه داخل الحكم حاول إقصاء رجال أردوغان عن المشهد السياسى، ففى عام 2016 كشفت وسائل إعلام أجنبية، أن البيرق وأخيه سيرحات كانا وراء تقديم داود أوغلو، رئيس الحكومة التركية السابق استقالته وإقصائه من المشهد السياسى التركى وتنحيه عن رئاسة حزب العدالة والتنمية فى 22 مايو من العام نفسه، حيث نظما هجوم سياسى وإعلامى ضده، لأنه رأى أن خروجه من المشهد السياسى يفسح المجال أمام أردوغان لتعزيز سلطته، كما أنه سيفسح للأخير المجال للدفعه به إلى الأضواء بحسب تقرير نشرته فايننشال تايمز مايو 2016.
ممول داعش الخفى فى تركيا
البيرق طالته أيضا شبهات حول علاقته السرية بتنظيم داعش الإرهابى الذى اشترى من التنظيم النفط السنوات الأخيرة، فقد نشرت ويكيليكس مجموعة كبيرة من الرسائل الإلكترونية لبرات تغطى الفترة ما بين عامى 2000 إلى أواخر 2016، وقالت صحيفة الإندبندنت البريطانية فى ديسمبر 2016 إن هناك أدلة قوية على علاقة صهر أردوغان بشركة تركية متهمة بشراء النفط من تنظيم داعش الذى كان يسيطر على عدد كبير من آبار النفط فى سوريا والعراق خلال عامى 2015 و2016.
وفضحت روسيا عائلة أردوغان واتهمتهم بالإتجار بالنفط المنتج فى مناطق داعش، فقد قال نائب وزير الدفاع الروسى، أناتولى أنطونوف، أواخر 2016 أن ابن أردوغان بلال وصهره يتاجران بالنفط الذى تبيعه داعش إلى وسطاء ينتهى فى آخر المطاف فى تركيا.
بيرات البيرق
وتربط البيرق علاقات بدولة الاحتلال الإسرائيلى، ففى أعقاب تطبيع العلاقات بين البلدين سلمه أردوغان ملف التطبيع، وسافر إلى إسرائيل فى عام 2016 وعقد لقاءات مع نظيره الإسرائيلى، يوفال شتاينت، تطرقت إلى تعاون البلدين فى مجال نقل الغاز المستخرج من حقول الغاز الإسرائيلية فى البحر المتوسط إلى تركيا والقارة الأوروبية.
ويعد البيرق من المقربين وشخص مرافق دائم لأردوغان وأشارت تقارير إلى أنه كان يرافقه أثناء محاولة الإطاحة ليلة الـ 16 يوليو 2016، وكان يرافقه أيضا فى رحلة العودة إلى اسطنبول فى الطائرة التى نقلته هو ومرافقيه والتى استمر تحليقها لساعات بعد أن تمكن من إجهاض محاولة الإطاحة بحكمه، وكان بجوار أردوغان عقب الإعلان عن القضاء على الانقلاب فى مطار أتاتورك.
زوج ابنة أردوغان