"مضيفة" خالد محى الدين.. أحد أبرز بقايا ثورة 23 يوليو لعام 1952، فهى لا تمثل عائلة محيى الدين صاحبة الباع الطويل فى السياسة بل تمثل أيضا الضباط الأحرار الذين اجتمعوا بداخلها بعض الأوقات، كما شهدت المضيفة أهم الأحداث السياسية فى تاريخ مصر لتصبح مكانا مهجورا.
ففى إجازته الصيفية اعتاد محيى الدين أن يذهب إلى مسقط رأسه بكفر شكر ليقضى إجازته الصيفية بجوار التختبوش – المضيفة - بجوار بيت العائلة، فيقول فى مذكراته: "هنا تبدو الحياة مختلفة، فالجد محيى الدين تاجر ومزارع شاطر، تاجر فى القطن فى زمان الحرب الأهلية الأمريكية وكسب كثيرًا، وفى كفر شكر اشترى مئات الأفدنة"، ويصف الحياة فى التختبوش، فيقول "وبرغم تميز الأسرة ببعض الثراء، فإن "التختبوش" الذى كان فى قلب كفر شكر قد أتاح لى خلال أشهر الصيف اندماجًا شبه كامل مع أبناء الفلاحين، كنا نلعب كرة القدم الشراب معًا بحماس قادر على إزاحة أى فوارق طبيقة".
ويعتبر خالد محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، أحد أبرز الضباط الأحرار، الذى كان يمثل المعارضة فى هذا المجلس، وأسس فى عهد السادات حزب التجمع، ليقود المعارضة تحت قبة البرلمان، ويتصدر المشهد السياسى إلى أن تقدم به العمر، واعتزل العمل السياسى.
ربما لا يعرف كثير من أبناء القليوبية أن آل محيى الدين فى كفر شكر جزء مهم من تاريخ السياسة فى مصر منذ ثورة يوليو 1952، إذ شارك أبناء العائلة فى ثورة يوليو، وكان أبرزهم زكريا محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة الذى تولى منصب وزير الداخلية فى الستينات، وتولى منصب رئيس الجمهورية حينما تنحى عبد الناصر بعد هزيمة 67، ثم اعتزل العمل السياسى بعد هذه الفترة.
يأتى الدكتور محمود محيى الدين كآخر العنقود فى تاريخ العائلة السياسية، وأبرز وزراء حكومة نظيف، وحظى بدعم من حسنى مبارك الرئيس السابق، وكان محل ثقة نجله جمال، إلى أن عين نائباً لمدير البنك الدولى، قبل سقوط النظام بشهور قليلة، وينقذه هذا المنصب من قدر طال معظم رموز النظام السابق، وبعدها غابت العائلة لأول مرة عن البرلمان فى 2012.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة