تواصل الدولة المصرية جهودها فى إطفاء الحريق السورى الذى يعصف بعدد من المدن السورية على مدار السنوات السبع الماضية، وتحركت مصر بالتعاون روسيا الاتحادية ووساطة رئيس تيار الغد السورى الشيخ أحمد الجربا، حيث وقع عدد من فصائل المعارضة المسلحة فى الساحل السورى، على اتفاق وقف إطلاق النار فى القاهرة برعاية مصرية وبضمانة روسيا الاتحادية من جانب، ورئيس تيار الغد السورى الشيخ أحمد الجربا، حيث شمل الاتفاق المشاركة فى جهود مكافحة الإرهاب والعمل على تسوية سياسية للأزمة السورية، وعودة اللاجئين والنازحين لمناطقهم والإفراج عن المعتقلين.
كما وقعت الفصائل المسلحة فى ريف حمص الشمالى، وعلى رأسها جيش التوحيد، على اتفاق بالقاهرة برعاية المخابرات العامة المصرية وضمانة روسيا الاتحادية وبوساطة رئيس تيار الغد السورى الشيخ أحمد الجربا، للانضمام لجهود مكافحة الإرهاب فى سوريا وإنشاء قوى لحفظ الأمن والسلام فى المنطقة.
ووجه قادة الفصائل المشاركة فى اجتماعات القاهرة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى للجهود التى تبذلها مصر لحل الأزمة السورية ورفع المعاناة عن أبناء الشعب السورى.
الجهود المصرية لوقف نزيف الدم السورى، تأتى فى إطار تحركات نشطة ومستمرة تقودها مؤسسات الدولة المصرية، خاصة جهاز المخابرات العامة لوقف نزيف الدم السورى، والدفع نحو الحل السياسى للأزمة السورية وذلك دعما للقرارات الأممية الصادرة بالخصوص، كان تيار الغد السورى قد أعلن منذ أشهر توقيع اتفاقية هدنة فى الغوطة الشرقية بوساطة مصرية.
وأضاف تيار الغد السورى المعارض فى بيان له، أنه بالتنسيق مع حكومة جمهورية مصر العربية الشقيقة، ووزارة الدفاع الروسية، وفي إطار المساعى من أجل حقن دماء السوريين، وتحسين أوضاعهم الإنسانية، عمل رئيس التيار أحمد الجربا على إنجاز وساطة من أجل تحقيق وقف إطلاق نار كامل فى منطقة الغوطة الشرقية بين النظام والمعارضة.
وأشار البيان، إلى أنه تم التوقيع على الاتفاقية فى القاهرة بعد مفاوضات استمرت ثلاثة أيام بحضور أطراف المعارضة السورية المسلحة المعتدلة فى الغوطة الشرقية، ومسئولين من الحكومتين المصرية والروسية.
ونص الاتفاق فى أهم بنوده على توقف كامل للقتال وإطلاق النار من جميع الأطراف، عدم دخول أية قوات عسكرية تابعة للنظام السورى أو قوات حليفة له إلى الغوطة الشرقية، وفتح معبر"مخيم الوافدين" من أجل عبور المساعدات الإنسانية، والبضائع التجارية، وتنقل المواطنين بشكل عادى، وتقوم الشرطة العسكرية الروسية بالتمركز في نقاط مراقبة على مداخل الغوطة الشرقية الرئيسية من أجل مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار.
ودعا تيار الغد السورى، حينها، كافة الأطراف للالتزام الكامل بهذه الاتفاق والذى من شأنه التخفيف من المآسى الإنسانية التى يعانى منها الشعب السورى منذ سنوات.
وقدم تيار الغد السورى حينها جزيل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية على رعايتهم الكريمة والبناءة للمفاوضات والاتفاق، وكذلك الأصدقاء فى الحكومة الروسية ووزارة دفاعها على مشاركتهم المحورية والضامنة لهذا الاتفاق.
يذكر أن مصر قد نجحت بالتعاون مع روسيا فى التوصل لاتفاق هدنة بريف حمص الشمالى بوسط سوريا، حيث شكل هذا الاتفاق نجاحا مصريا جديدا بعد توقيع اتفاق الهدنة فى منطقة الغوطة الشرقية بدمشق، وذلك حرصا من الرئيس عبد الفتاح السيسى على وقف إراقة الدماء فى سوريا وبذل كل جهد ممكن للحفاظ على حياة السوريين.
ونجحت مصر فى 12 أكتوبر الماضى، فى التوصل لاتفاق لخفض التصعيد فى حى القدم جنوب العاصمة السورية دمشق، وقال مسئول الهيئة السياسية فى جيش الإسلام السورى محمد علوش، إنه تم التوافق على عقد اتفاق جديد لخفض التصعيد فى منطقة جديدة مهددة بالتهجير القسرى جنوب العاصمة السورية دمشق، وتحديدا فى حى القدم.
وكشف "علوش"، حينها، عن تدخل وتعهد مصرى بانفراجة فى فك الحصار عن الغوطة الشرقية لإدخال المساعدات بكميات كافية من أجل تخفيف المعاناة فى المنطقة، إضافة لتكفل القاهرة بعدم السماح بتهجير قسرى جنوب العاصمة دمشق، متوجها بالشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى لرعايته الاتفاق ودور المسئولين المصريين فى تيسير إنجازه.
وأكد "علوش" فى بيان مصور، أنه حضر إلى القاهرة لبحث الوضع جنوب دمشق والغوطة الشرقية ووضعية خفض التصعيد فى المنطقتين عقب ارتفاع وتيرة الخروقات خلال العشرة أيام الماضية.
وأوضح أن الدعوة التى تلقاها من القيادة المصرية جاءت للاتفاق مع الجانب الروسى لوقف التصعيد فى منطقة الغوطة الشرقية ومنطقة حى القدم جنوب دمشق، مؤكدا أنه تم التوصل لاتفاق بالإعلان المبدئى لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد، مشيرا لزيارة مرتقبة للقاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة لاستكمال بنود الاتفاق.
وأشار علوش، الذى يعد من أبرز القيادات السورية المعارضة وترأس وفد الفصائل العسكرية فى مفاوضات أستانة لعدة جولات، إلى أن الوفد تم دعوته للحضور من القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى رعى الاتفاقية.
وتوجه "علوش" بالشكر والتقدير للمسئولين المصريين على ما قدموه للسوريين من أجل حقن واستكمال دورهم العربى الكبير الذى تتبوأ به مصر كدولة عربية كبرى فى الإقليم لتبنى الدفاع عن القضايا العربية، مشيرا إلى نجاح الدولة المصرية فى إنهاء الانقسام الفلسطينى وذهاب حكومة الوفاق إلى غزة برعاية وجهود مصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة