حركة بسيطة أجراها موقع تويتر كشفت عن بعض تفاصيل العالم الوهمى لحسابات بعض المشاهير، اتضح أن بعضهم يمتلك نوعا من الشعبية البلاستيكية الافتراضية، وربما لو مدت مواقع التواصل الخيط لآخره لكشفت عن المزيد من المتابعين الأشباح والوهميين لعدد كبير من كبار المؤثرين والمشهورين فى عالم تويتر وإخوته من مواقع التواصل الاجتماعى.
موقع «تويتر» قرر أن يجرى عملية تنظيم للحسابات على تويتر، وأن يتخلص من الحسابات المقفلة والوهمية والمريبة، وأشارت شركة تويتر إلى أن معظم المستخدمين العاديين قد يفقدون عدة متابعين، أما أصحاب الفلورز بمئات الآلاف أو الملايين فقد يفقدون أعدادا أكبر من المتابعين القادمين من المجهول.
لكن اتضح أن العديد من المشاهير والسياسيين المؤثرين فى وسائل التواصل الاجتماعى فقدوا عشرات الآلاف من المتابعين، والبعض فقد مئات الآلاف وفقد الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» 300 ألف متابع، بينما الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما فقد أكثر من 400 ألف متابع، بينما فقد حساب أمير قطر تميم بن حمد، أكثر من مليونى متابع وبعد أن كان متابعوه 2.6 مليون أصبح لديه 232 ألف متابع فقط، فيما بدا نوعا من كشف الخداع الكبير، وفى مصر والعالم العربى اختفت مئات الآلاف من الحسابات الوهمية من سجلات المتابعين.
وبعد أن كان المشاهير يتباهون بعدد متابعيهم على منصات التواصل الاجتماعى وأن شعبيتهم وأفكارهم وآرائهم الكبرى وراء إقبال المستخدمين على متابعتهم والاهتمام بما ينشرونه حتى لو كان مجرد هراء، كشفت عملية التنقية البسيطة للحسابات المقفلة والوهمية أن ملايين الحسابات تم إطلاقها فقط من أجل البيع والشراء، وأن عددا من المشاهير لم يحصلوا على أى متابعين، وإنما اشتروها من جهات وهمية لزوم الفشخرة الافتراضية، ومن أجل زيادة رقم المتابعين «الفلورز» يقومون بشراء متابعين وهميين أو حسابات آلية يديرها روبوتات تضخ فلورز غير موجودين فى الواقع، وإنما فقط مجرد أرقام تصنع شكلا للشهرة لأشخاص غير مؤثرين ولا وجود لهم.
وبالطبع فإن تويتر قام بعملية تنظيم بسيطة وإذا مد الخيط عن آخره فربما لا يتبقى لبعض المشاهير ما يسترهم من فلورز، خاصة أن الموقع نفسه ربما يفقد الكثير من تأثيره فى حالة تدمير الصورة الوهمية لآلاف المشاهير الذين يصنعون منظرا مهيبا حتى ولو كان يقوم على فراغ.
وقد انعكست عملية المتابعين الوهميين على عدد كبير من المشاهير عندنا، ممن يمتلك بعضهم حسابات مليونية، بينما ليس لدى أغلبهم تأثير أو منشورات تبرر هذه الثروة من الفلورز.
ومعروف أن مواقع التواصل ومنها تويتر كانت فى البداية تضخ متابعين لفنانين وسياسيين مشاهير بهدف صنع صورة ذهنية تشجع المستخدم العادى على الاشتراك، وفى سبيل ذلك نشأت الكذبة الافتراضية الكبرى.
اللافت للنظر أن بعض المشاهير عندنا ممن سخروا من فقدان بعض الكبار للمتابعين بمئات الآلاف هم أنفسهم فقدوا متابعين بنفس الأرقام وربما أقل و«ما فيش حد أحسن من حد»، وتظل حركات تويتر مجرد نقطة فى بحار الكذب الافتراضى للكبار.