يعمل قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية كجناح دبلوماسى فى الدولة، يمكنه أن يساعد فى تحقيق الأهداف، وأن يحرز هدفًا كلما رأى الفرصة سانحة لذلك، تماما كما يفعل الجناح الأيمن أو الأيسر فى ملاعب كرة القدم، فليس من مهامه تسديد الأهداف بشكل صريح ولكن دوره يؤدى لظهور الفريق بالشكل المطلوب.
البابا تواضروس كلاعب أساسى
فى الثلاثة الأشهر الماضية عمل البابا تواضروس على هذا الدور، فلم يترك فرصة واحدة للقاء رئيس دولة أو رئيس وزراء إلا وبادر بذلك، يوطد علاقات هنا ويشد من أزر أخرى هناك.
البابا فى لبنان
فى لبنان كان البابا تواضروس يحضر اجتماعات رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، فما كان منه إلا أن انتهز الفرصة للقاء رئيس الوزراء اللبنانى سعد الحريرى فأكد له أن مصر اليوم تخوض معركتين كبيرتين: الإرهاب ويواجهها الجيش والاقتصاد ونواجهها بإقامة المشاريع الضخمة المتنوعة مثل: الثروة السمكية والمشروعات الصناعية بقناة السويس، والمعركة الأهم هى الإصلاح الاقتصادى مؤكدا أن الرئيس والحكومة يحاولان استرجاع مصر للمسار الصحيح.
بينما كان البابا تواضروس فى زيارة دينية للفاتيكان، لم ينس البابا تواضروس أن يلتقى الرئيس الإيطالى ويؤكد له أن المصريين شعب متدين ولكنه رفض الحكم الدينى مشيدا بمساندة إيطاليا لمصر فى محاربة الإرهاب، كذلك لمساندتها مشروعات التنمية التى ينفذها الرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة المصرية لبناء مصر الحديثة".
البابا فى إيطاليا
ولفت "تواضروس" فى حديثه مع الرئيس الإيطالى إلى مشروع الثروة السمكية ببركة غليون بمحافظة كفر الشيخ، الذى أوضح أنه وفر فرص عمل للشباب بدلًا من هجرتهم غير الشرعية من نفس البحيرة.
وأوضح قداسة البابا الترابط والتلاحم والمحبة بين المصريين، مسلمين ومسيحين، بسبب معيشتهم على 7% من مساحة مصر حول نهر النيل، وأنه تطرق إلى "فترة الحكم المظلم الذى استمر لمدة عام"، موضحًا "حب المصريين للتدين لكنهم يرفضون الحكم باسم الدين لذلك تم رفض حكمهم بثورة 30 يونيو 2013".
أما الزيارة الرابعة فكانت للرئيس النمساوى، ألكسندر فان دير بيلين الذى استقبل البابا تواضروس فى قصره بالعاصمة فيينا بمراسم استقبال شرفية عسكرية كتلك التى تنظم للملوك ورؤساء الدول، ليصبح عدد الرؤساء الذين التقى بهم البابا تواضروس فى الشهرين الماضيين 4 بابا الفاتيكان الذى يعتبر رئيس أهم دولة دينية فى العالم، والرؤساء الايطالى والنمساوى واللبنانى.
الكنيسة كقوة ناعمة
أعادت مواقف الكنيسة للرأى العام مصطلح القوة الناعمة وهو المصطلح الذى صكه جوزيف ناى الباحث بجامعة هارفارد، واستخدم المصطلح لأول مرة كتعبير عن النفوذ الذى تمارسه الآداب والفنون، والدبلوماسية الرشيقة، وذلك للتأثير على الرأى الاجتماعى والعام وتغييره، ويقصد "ناى" بالقوة الناعمة أن يكون للدولة قوة تجسده أفكار ومبادئ وأخلاق وتسامح وسلام ومن خلال الدعم فى مجالات حقوق الإنسان والبنية التحتية والثقافة والفن.
اتخذت القوة الناعمة أشكالاً عدة، منها دبلوماسية، عقد المؤتمرات بين قادة الدول لمناقشة علاقاتهم المشتركة أو قضاياهم الملحة. وذهبت القوة الناعمة نحو نمط معالجة الأزمات والتصدى للتحديات التى تواجه الدبلوماسية الدولية، وسعت لإنشاء التحالفات السياسية والمعاهدات الاقتصادية أى أن أداة القوة الناعمة فعالة لزيادة النفوذ واستراتيجيته عن طريق تعزيز سمعة ومكانة الدول إقليمياً وعالمياً. وحظيت هذه القوى باهتمام الدول لتأمين سياساتها الخارجية وتطويع حلفائها فى المجال الدبلوماسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة