تحققت توقعات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بأنه سيتعرض لانتقادات هائلة بعد لقائه بنظيره الروسى فلاديمير بوتين "مهما كان نجاح القمة" من وجهة نظره. حيث واجه ترامب احتجاجات من الأمريكيين على المستوى الشعبى وداخل الكونجرس بسبب تصريحاته التى أدلى بها فى مؤتمره الصحفى مع بوتين والتى هاجم فيها الاستخبارات الأمريكية.
وقالت زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى، فى بيان إن "ضعف ترامب أمام بوتين كان مُحرجا ويثبت أن الروس يملكون شيئا ضد الرئيس، شيئا شخصيا أو ماليا أو سياسيا"، مضيفة "هذا يوم حزين لأمريكا وكل الديمقراطيات الغربية التى يستمر بوتين فى استهدافها".
بينما ذكرت "واشنطن بوست"، أن زعيم الأقلية الديمقراطية فى مجلس الشيوخ الأمريكى تشارلز شومر لم يكن مباشرا بالقدر ذاته لكنه أثار هذا الجانب فى بيان أصدره عقب انتهاء المؤتمر الصحفى بين ترامب وبوتين، وقال شومر فى بيانه: "سؤال وحيد لا يبعث على الراحة يطرح نفسه على البيت الأبيض: ما الذى ربما يكون قد جعل ترامب يضع مصالح روسيا قبل مصالح الولايات المتحدة؟".
وأضاف شومر أن "ملايين الأمريكيين سيستمرون فى التساؤل إذا كان التفسير المحتمل الوحيد لهذا التصرف الخطير هو احتمالية أن بوتين يملك معلومات مدمرة ضد ترامب".
أما السيناتور الجمهورى البارز جون ماكين، فقد وصف القمة بأنها من أسوأ اللحظات فى تاريخ الرئاسة الأمريكية.
وحتى مستشارو الرئيس أبدوا دهشتهم من موقف ترامب فى المؤتمر، وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن ترامب قد تحدى مستشاريه فى التعامل مع نظيره بوتين.
وأوضحت الصحيفة، أن مسئولى الإدارة الأمريكية كانوا يأملون انتهاء أن قمة ترامب وبوتين بشكل مختلف، بدون مؤتمر صحفى استمر 46 دقيقة هاجم فيها ترامب "إف بى آى" على أرض أجنبية وأشاد فيه بروسيا.
وقبل القمة، قدم المساعدون لترامب 100 صفحة من الإحاطات التى كانت تهدف إلى تبنى موقفا صارما إزاء بوتين، لكن الرئيس تجاهل أغلب ما جاء فيها، بحسب ما أفاد شخص مطلع على المناقشات رفض الكشف عن هويته، وقال إن تصريحات ترامب كانت متناقضة تماما مع الخطة.
وقال مصدر آخر للصحيفة، إن كل المحيطين بترامب كانوا يحثونه على تبنى موقفا حازما من بوتين. وقبل القمة التى عقدت أمس الإثنين فى العاصمة الفنلندية هلسنكى، غطى المستشارون مجموعة من القضايا بدءا من ضم روسيا للقرم وحتى تدخلها فى الانتخابات الأمريكية، لكن ترامب قرر التعامل مع القمة على طريقته.
وأشار ترامب خلال المؤتمر الصحفى، إلى أن الولايات المتحدة كانت حمقاء، مشيرا إلى التوترات مع روسيا، وأضاف أنه يعتقد أن الجميع كانوا حمقى، وكان ينبغى أن يكون هناك هذا الحوار منذ وقت طويل للغاية، قبل وصوله للرئاسة.
وعارض مسئول رفيع بالبيت الأبيض فكرة أن الرئيس تصرف بشكل أحادى، وقال إنه أجرى جلسات عديدة مع كبار مسئولى الإدارة للإعداد للقمة بالإضافة إلى الإحاطات.
وتقول صحيفة "واشنطن بوست"، إن أداء ترامب بجوار بوتين فى العاصمة الفنلندية بدا أشبه بجولة عبر أكثر نظرياته للمؤامرة إثارة للجدل وتغريداته المتعلقة بروسيا، فيما عدا أنه كان خارج الولايات المتحدة، وكان يقف على بعد قدم واحد فقط من بوتين، رئيس دولة هى واحدة من أكبر أعداء أمريكا الجيوسياسيين.
ورأت الصحفية، أن المشهد فى هلسنكى يسلط الضوء على حرص ترامب على تجاهل مستشاريه ورغبته فى الاستهانة بجميع الاستنتاجات الاستخباراتية بأن روسيا تدخلت فى الانتخابات الأمريكية لعام 2016 ، وخوفه على ما يبدو من أن الضغط على بوتين فى هذا الشأن قد يلقى بظلال من الشك حول انتصاره الانتخابى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة