كائنات صغيرة تعيش معنا وتكون قريبة جدا لنا ولأجزاء خاصة من الجسم، وبسبب إهمال الكثيرات لهذه الأجزاء المهمة منها وعدم الشكوى عند ظهور أى عرض مرضى فيها، تتكاثر لتسبب مشكلات صحية كبيرة، وتشمل هذه الكائنات على عدد من الطفيليات والبكتيريا والفيروسات والفطريات المتنوعة التى تؤثر كل منها بشكل مختلف عن الأخرى، وتنتج مرضا يحتاج لعلاج قد يظهر فى شكل بسيط ثم يتحول لوحش يفترس أعضائك التناسلية حتى يصل للرحم وأنابيب فالوب فى بعض الأحيان.
ويرصد "اليوم السابع" عددا من هذه المشكلات الصحية لتنتبهى لها وتتعاملى مع أعراضها سريعا بشكل مناسب وفعال، وذلك من خلال ما ذكره عدد من أطباء النساء والتوليد.
صحة المرأة
الكانديدا تصيب 50% من السيدات ولا يعلمن عنها شيئا
الدكتور مجدى علما، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، قال إن هناك نوعا من الفطريات يعد الأكثر شيوعا بين النساء، فهو يعيش بداخل مهبل 50 % منهن، أى أن واحدة من كل اثنتين تكون مصابة، ومع ذلك الكثيرات لا يعلمن شيئا عن الكانديدا "داء المبيضات".
وأضاف علما، أن هذا الفطر يعيش فى المهبل وأحيانا فى الفم عند الأطفال، مؤكدا أنه يعيش بشكل سلمى داخل المرأة فلا تعانى من أى آثار له إلا إذا أصيبت بنقص فى المناعة، سواء من تعاطى مضاد حيوي لفترة طويلة أو الإصابة بمرض السكر أو السرطان أو العلاج بالكورتيزون.
وأوضح علما، أن الأعراض المرضية التى تبدو عندما ينشط هذا الفطر تكون عبارة عن حكة وحرقان ورائحة غير طبيعية وآلام خلال العلاقة، والحياة تصبح صعبة فلا تتمكن من النوم وأكثرها شدة ما تأتى مع مرض السكر، لافتا إلى أنه لا يؤثر على الانجاب ولكن يسبب إعاقة فى العلاقة الزوجية نفسها، مما قد يمنع القذف الداخلى وبالتالى قد يؤثر بشكل غير مباشر فقط على الإنجاب.
وأشار علما إلى أن الحالة أحيانا تكون عنيفة بشكل مرعب خاصة عند من زرعن نخاع حديثا، فتكون لديهن مناعة ضعيفة جدا وينتعش الفطر وينتشر، وعلى الرغم من أن هذا الفطر مكانه الأساسى فى القناة المهبلية إلا أنه قد ينتقل إلى الزوج فى حالات قليلة، وفى هذه الحالة يموت سريعا وينعكس عند الرجل فى صورة حرقان شديد للبول.
كما قال الدكتور عمرو حسن، استشارى النساء والتوليد بقصر العينى، إن هذه الفطريات أيضا تسمى بعدوى الخميرة المهبلية (Vagainal candida)، والذى قد تكتشفه السيدة بسبب الآلام خلال العلاقة خاصة من بين باقى الأعراض المرضية، لأنها تكون شديدة بسبب الالتهابات التى تسببها.
وعن العلاج، قدم الدكتور عمرو حسن، روشتة علاجية بسيطة بأنه كلما كان العلاج مبكرا كان أفضل، وهو عبارة مضاد فطرى على شكل أقراص أو لبوس، والذى تتحدد جرعاته ومدته حسب حدة الإصابة، وإذا لم تتعاف السيدة فيجب أن يعالج الزوج أيضا لأنه قد يكون به العدوى وهو سبب عدم استجابة السيدة للعلاج لنقلها بشكل مستمر خلال الجماع.
صحة المرأة
داء المشعرات يتسلل من المهبل للرحم والأنابيب
مرض " داء المشعرات " أو "التريكوموناس" ناجم عن طفيل مجهري، وغالبا ما يوجد في المهبل وأنسجة المجاري البولية، حيث يحدثنا عنه عمرو حسن بأنه عبارة عن نوع من أنواع الالتهابات المهبلية ينتقل جنسيا للرجل، ويصاب به الكثير من النساء، ويظهر فى صورة إفرازات صفراء كثيرة برغوة ورائحتها سيئة، وتزيد خاصة بعد نزول الدورة الشهرية.
كما تشمل علامات المرض كما أوضحها عمرو حسن، على حرقان فى البول، وألم خلال العلاقة الزوجية، فيما يشتكى الرجل من نفس العرضين السابقين فى حالة إصابته، وإذا لم يتم التعامل معها سريعا تحدث عدة مضاعفات صحية فقد قد تصل العدوى للرحم والأنابيب وتسبب الكثير من المشكلات والعدوى، لافتا إلى أن العلاج فى هذه الحالات يكون بالدواء مع تحليل بول للتأكد من عدم انتقال العدوى للمثانة.
الكلاميديا أسرع ميكروب فتاك بصحتك الإنجابية
ليست الفطريات والطفيليات فقط هى ما تعيش فى أعضائك التناسلية، ولكن أيضا ميكروبات لا تصنف على أنها بكتيريا أو فيروس مثل الكلاميديا، التى يؤكد الدكتور محمد جبريل، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، أنها بمثابة مرض جنسي، ولهذا الميكروب أنواع مختلفة منها ما يصيب العين وآخر يستهدف الأنابيب عند السيدات، ويعاني منه الرجل فى السائل المنوى ويشوه الحيوانات المنوية.
وحذر جبريل من خطورة هذا الميكروب حيث إن الاحصائيات كشفت أن الكلاميديا والزهرى يمثلان نسبة 70% من التهابات الأنابيب التى تؤدى إلى العقم عند النساء، مضيفا أن هذا الميكروب خطورته فى عدة أمور:
- غالبا ما لا يكون له أى أعراض.
- يظهر فى الفحص الاكلينيكى على هيئة التهابات فى عنق الرحم.
- وإذا لم يتم علاج هذا الميكروب فى 48 ساعة من وقت الإصابة سيتحول لالتهاب مزمن فى الأنابيب الخاصة بالسيدة وبالتالى تؤدى إلى العقم، وعند الرجال يؤثر على الحيوانات المنوية والكفاءة الخاصة بها ويشوهها تماما وأيضا يصل به لنفس النتيجة وهى العقم.
الجهاز التناسلى للمرأة
فيروس يعيش فى الثآليل التناسلية
لا يمكن أن نمر على كل هذه الكائنات ولا نذكر فيروس الورم الحليمي البشري "HPV" المسئول الأول عن سرطان عنق الرحم عند السيدات، فهو من بين أكثر الأمراض المنقولة جنسيا وأكثرها شيوعا بين الرجال والنساء.
ووفقا لموقع " WEB MD" الطبى، يتكون فيروس الورم الحليمي البشري من ما يقرب من 100-150 فرع فيروسي، وأكثر من 40 منها تؤثر على الأعضاء التناسلية، وفي حين أن معظم التهابات فيروس الورم الحليمي البشري هي حميدة إلا أنها تسبب "الدمامل والثآليل" على مناطق الجسم بما في ذلك الأعضاء التناسلية.
وعن انتشار المرض، من جانبه يقول الدكتور مجدى علما، إن فيروس "HIV" هو فيروس ينتقل من الجلد إلى الجلد خلال الجماع أو الاتصال بين الأعضاء التناسلية، أو أثناء الولادة إلى الرضيع، والذى يمكن الوقاية منه حاليا من خلال لقاح يتم أخذه على 3 جرعات خلال 6 أشهر فى البداية ثم بعد شهرين ثم بعدها بـ4 أشهر أخرى، ولكنها تحمى من أغلبية الأنواع الخاصة به وليس الكل، وأنسب موعد لتناوله فى سن ما قبل العشرين وهو ما قبل الزواج.
قمل العانة
قمل العانة هو نوع من الطفيليات التى كانت تعيش فى العانة، وأخذت شهرة كبيرة منذ عشرات السنوات، إلا أنه حاليا أكد الدكتور مجدى علما على انقراضه فلا يصيب إلا القليلات فقط، وهى عادة شكلها كبير وأبيض فاتح ولا تصيب الرأس ولكن العانة فقط.
وأرجع علما أسباب انتشارها سابقا إلى نقص النظافة من حيث قلة الاستحمام لنقص الماء فى أماكن كالأرياف بشكل خاص، وكذلك عدم استخلاص العلاجات المناسبة لها، ولكن حاليا لا تصاب به السيدات وأصبح نادرا فى هذا الوقت، ولعل ما كان يسبب انتشارها فى الريف سابقا ليس فقط نقص الماء ولكن أيضا ارتداء الملابس الداخلية الفضفاضة مع عدم إزالة شعر العانة، فينتشر.
وعن أعراضه، فتشمل على حكة مستمرة ومص دماء فى المنطقة وجرح وانتشار ميكروبات تتحول لدمامل وخراج وأماكن صديدية، أما العلاج فيوضح علما أنه كان عبارة عن إزالة الشعر والنظافة المستمرة وبودرة قاتلة للحشرات.
صحة المرأة بمتابعة الطبيب
10 خطوات تحميك من كل هذه الكائنات
دليلك الطبى للحماية من هذه الكائنات يتمثل فى عدد من الخطوات المهمة التى يجب عليك الالتزام بها لتتجنب العدوى والإصابة بكل هذه المشكلات الصحية، والذى أجمع عليه أطباء النساء والتوليد فى هذه القائمة:
- تعلم أسس النظافة الصحيحة والالتزام بها.
- الالتزام بالنظافة الشخصية من خلال التشطيف قبل الجماع وبعده وإفراغ البول.
- التمسك بالأخلاق الحميدة والامتناع عن الممارسات الجنسية خارج الزواج.
- الفحص للشريكين قبل الزواج.
- علاج الرجل أيضا عند التأكد من إصابة السيدة لأنه يكون مصابا أيضا عن طريق العدوى.
- ارتداء ملابس داخلية من القطن وتغييرها أكثر من مرة يوميا.
- عدم المشاركة فى الملابس الداخلية والأحذية والجوارب.
- تناول الكثير من الماء مع القليل من الأطعمة الحارة.
- استخدام الأكياس البلاستيكية التى يتم وضعها على الحمام قبل قضاء الحاجة.
