قبيل لقاءه نظيره الروسى فلاديمير بوتين، أعرب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عن رغبة قوية فى الحوار والتقارب مع روسيا، وعقب اللقاء قال إن العلاقة مع روسيا تحسنت وستتحسن أكثر فى المستقبل. وفى المقابل وخلال جولته الأوروبية التى استهلها الرئيس الأمريكى بقمة حلف شمال الأطلسى فى بلجيكا، أبدى ترامب موقف متناقض حيال حلفاءه التقلدييين.
وكان أبرز ما شهدته قمة الناتو فى مستهلها هى هجوم الرئيس الأمريكى على أحد أقوى حلفاء بلاده فى أوروبا، حيث ذهب لوصف ألمانيا بأنها أسيرة لروسيا عبر صفقات الغاز. جاءت هذه التصريحات خلال تناوله الإفطار مع الأمين العام للناتو، يانس ستولتنبيرج، صباح اليوم الأول للقمة التى شهدت حضور زعماء دول الحلف.
وقال ترامب منتقدا ألمانيا "يجب أن أقول، أعتقد أنه من المحزن للغاية أن تجرى ألمانيا صفقة نفط وغاز ضخمة مع روسيا فى الوقت الذى يفترض أن نحترس من روسيا"، مضيفا "من المفترض أن نحميك من روسيا، لكنهم يدفعون مليارات الدولارات لروسيا وأعتقد أن ذلك غير مناسب للغاية".
وبدا أن الرئيس الأمريكى يشير إلى خط أنابيب نورد ستريم 2 الذى سينقل الغاز من روسيا إلى شمال شرق بحر البلطيق فى ألمانيا، مارا بدول أوروبا الشرقية مثل بولندا وأوكرانيا، ويضاعف كمية الغاز التى يمكن أن ترسلها روسيا مباشرة إلى ألمانيا، وتعارض الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى خط الأنابيب الهائل الذى يسير تحت البحر باعتباره قد يمنح موسكو نفوذا أكبر على أوروبا الغربية.
وقال ترامب "إن ألمانيا بقدر ما أشعر بالقلق أسيرة لروسيا" وحثت الناتو على النظر فى القضية. وحاول ستولتنبرج، الرد مؤكدا أن أعضاء الناتو تمكنوا من العمل معا على الرغم من اختلافاتهم. وقال فى محاولة لتهدئة التوترات "أعتقد أن حربين عالميتين والحرب الباردة علمتنا أننا أقوى عندما نكون مع بعضنا".
وسرعان ما ردت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عندما وصلت إلى مقر حلف الناتو للقمة، مشددة على أن ألمانيا تتخذ قراراتها بنفسها. وقالت "لقد اختبرت بنفسى وعشت عندما كانت ألمانيا تحت سيطرة الاتحاد السوفييتى وأنا سعيدة جدا اليوم بأننا متحدون فى الحرية كجمهورية ألمانيا الاتحادية ويمكننا بالتالى القول إننا نستطيع تحديد سياساتنا الخاصة واتخاذ قراراتنا الخاصة وهذا جيد جدا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة