منذ أيام قليلة سعدت بدعوة الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، لإلقاء محاضرة لشباب جامعة القاهرة المشتركين فى معسكر إعداد القادة، كان موضوع المحاضرة «دور الإعلام فى تطوير العقل المصرى»، لكننا لم نكتف بدور الإعلام فى تطوير العقل، وتفرعنا بحسن إدارة الدكتور عبد الله التطاوى، إلى دور الثقافة والشعر والأدب فى ذات المهمة، كما تناولنا الكثير من القضايا الحيوية التى تعد من أهم قضايا تظوير العقل المصرى، وأهمها قضية قبول الآخر وتواصل الأجيال وانفتاح المجتمع، ورعاية أصحاب المواهب الكبرى.
كان اللقاء صادقًا وموحيًا، لدرجة جعلت الدكتور عبد الله التطاوى، أستاذ الأدب فى كلية الآداب، ومستشار رئيس الجامعة للشؤون الثقافية، يصرح بأن حالة النقاش هذه أثارت لديه العديد من المشاعر المحفزة، كما أننى لمحت فى عيون «زملائى الطلبة» لمعانًا حقيقيًا انتشاء بالفكرة، وتفاعلا مع القضايا، وأقول هنا «زملائى» لأنى ابن جامعة القاهرة وأحد طلابها، فبرغم تخرجى فى كلية الآثار لكنى كنت أعتبر الجامعة كلها كليتى، فدراستى الأساسية كانت فى «آثار» لكن شغفى بالشعر جعلنى طالبا منتظما فى دار العلوم والآداب، متصلا دائما بالدكتور أحمد كشك والدكتور شعبان صلاح، وحبى للفلسفة جعلنى مدمنًا لمحاضرات الدكتور الراحل على مبروك والدكتورة هالة فؤاد، كما أن عشقى للمسرح جعل لى أصدقاء وصحبة فى كلية الحقوق وكلية التجارة، ويمتد العشق حتى يصل إلى تلك القبة الساحرة فى قاعة الاحتفالات الكبرى التى كنت ألقى فيها بعضًا من قصائدى فى كل موسم ثقافى.
بهذه الذكريات وبهذه الحالة ذهبت إلى الجامعة لأرى «زملائى» الطلبة فى حالة شغف حقيقى بما يقال لهم، يشتبكون، يتفقون، يختلفون، يشاغبون، يستجيبون، رأيتهم فى شغف حقيقى للإدراك، أسئلتهم توحى بأنهم يريدون أن يتعلموا، طالبة طرحت فكرة أن تخصص الحكومة وزارة لشؤون الإنترنت لكى تستطيع توجيه الخدمة إلى جميع فئات المجتمع ولكى تستطيع أيضًا توجيهه، وطالبة أخرى اقترحت أن نقوم بمبادرة لتوصيل الثقافة إلى جميع ربوع المجتمع، وكان تعليقى عليهم أن يحافظوا على شغفهم بالحياة وشغفهم بالتحقق، وشغفهم بإصلاح وطنهم، فالشغف هو الرحلة، والشغف هو السبيل، والشغف هو ما وجدته فيهم ولمحته فى أعينهم.
من أجل هذا كانت سعادتى بالغة أمس، حينما تم فتح باب تلقّى الأسئلة ضمن مبادرة «اسأل الرئيس» فى إطار المؤتمر الوطنى السادس للشباب، خلال الفترة من 17 يوليو وحتى يوم 24 يوليو الجارى، وهو المؤتمر الذى يقام فى جامعة القاهرة، أقدم جامعات مصر وأعرقها، فهؤلاء الشباب هم ملاك مصر الحقيقيون، وهؤلاء هم من سنراهم فى الأيام المقبلة فى كل ربوع مصر ومؤسساتها، وهم الذين يحلمون بوطن جميل، ويحملون فوق ظهورهم أعباءها وتطلعاتها، وما أجمل أن يصل هذا النبض الحى إلى رأس دولة مصر، لنكون كلنا على قلب رجل واحد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة