التاريخ مساء الأول من يوليو عام 1798، الحدث وصول سفن الحملة الفرنسية إلى مياه الإسكندرية إيذانا بالاقتحام الوشيك للمدينة وبدء الحرب على مصر، بقيادة الجنرال الفرنسى نابليون بونابرت.
خرجت الحملة الفرنسية من ميناء طولون يوم 19 مايو 1798، حيث أقلع أسطول فرنسى كبير، مؤلف من 32 ألف جندى من البرية والبحرية فى 14 بارجة، و400 سفينة لنقل العساكر والمهمات، وتقرر أن تسير السفن من ثغور طولون ومارسيليا وجنوا فى فرنسا وسيفاتافتشا فى إيطاليا ومن إلى الإسكندرية، وكان تكوين القوة من حيث الأسلحة 24300 من المشاة "البيادة"، و4000 خياله "سوارى"، وطوبجية 3000 ونحو ألف من الأتباع، والمجموع 32300.
فكيف كانت بداية الاجتياح للمدينة وكيف ظهرت فى ذلك اليوم؟، هذا هو ما حاول توضيحه الكاتب والمؤرخ أحمد حافظ عوض، فى كتابه "نابوليون بونابارت فى مصر"، والذى أظهر أن الفرنسيين انتظروا مرور نهار اليوم الأول من يوليو، وكانت الساعة الثانية من صباح اليوم الثانى شهدت وضع أقدام الحملة على أرض مصر، عند نقطة تبعد نحو ثلاثة فراسخ من الإسكندرية (المكس) وفى الثالثة بدأ الزحف على الإسكندرية بنحو ثلاثة آليات تحت قيادة كليبر وبون ومورات تحت رياسة القائد العام، بينما كان القائد العام نابليون يسير على قدميه، لأنه لم يكن قد أنزل الخيول القادمة مع الحملة إلا جوادا واحدا.
وكان أهل الإسكندرية قد أزعجهم ظهور الأسطول فى النهار، لكنهم لم يكونوا ينتظرون أن يداهمهم العدو ليلا، إذ أن المألوف عندهم أن الجيوش التى تنزل أرض مصر تأتى من جهة أبى قير، وأنه يلزمها عدة أيام لإفراغ شحن هذه السفن، وتنظيم قوة لمهاجمة المدينة.
وما إن نزل الجنود الفرنسيين فى البر ليلا، حتى أسرع أحد الجنود على فرسه إلى الإسكندرية، وأبلع السيد محمد كريم، والذى أخذ معه نحو 20 فارسا من المماليك الإنكشارية فالتقت هذه القوة الصغيرة عند مطلع الفجر بطليعة الجيش الفرنسى وظنوا أنها كل القوى المعادية فهاجمها الإنكشارية وقتلوا ضابطها وقطعوا رأسه وعادوا بها ظافرين إلى شوارع الإسكندرية.
ويعود الكاتب إلى بونابرات والذى كان مازال سائرا برجاله حتى أشرفوا الإسكندرية فكان أول ما لاح لهم فى نور الفجر عمود السوارى، ثم المنائر والمبانى وصعد نابليون فى الساعة الثامنة صباحا، على قاعدة عمود السوارى لاستطلاع المدينة.
وهنا يؤكد الكاتب أحمد حافظ عوض، أن الإسكندرية لم تكن محصنة، ولم يأت لها جيش كاف للدفاع، لا من جانب الدولة ولا من جانب المماليك، حتى دخل نابليون المدينة ونزل فى دار القنصل الفرنسى والتجأ السيد محمد كريم ومن حوله إلى حصن فرعون، ودارت المخابرات مع السيد محمد كريم طول ليلة ذلك اليوم، وانتهى الأمر بأن جاء هو ومن معه مستسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة