تفاجأ بعض السيدات بإصابتهن بمرض سرطان الرحم، وعادة ما يصاحب المرض حالة نفسية سيئة، خاصة عندما تضطر المرأة إلى اللجوء لإجراء عملية جراحية لاستئصال الرحم، الأمر الذى قد يسبب مشاكل بينها وبين زوجها تنتهى إلى الانفصال بعد سنوات من الزواج.
وفى هذا السياق، التقى "اليوم السابع" بعدد من السيدات اللاتى قصصن رحلتهن مع المرض اللعين وصدمتهن فى أزواجهن، والتى نرصدها فى السطور التالية..
سرطان الرحم يكشف حقيقة علاقة حب استمرت لسنوات طويلة
"جوزي رماني في الشارع بعد ما جالي سرطان في الرحم..مكفهوش صدمة إني عيانة، لا رماني ورفض يعالجني.. وخلاني متعلقة لا مني مطلقة ولا حرة..الأصعب من المرض نفسه الصدمة فيه..أصلنا اتجوزنا عن حب كبير..ووقفنا قصاد اهلنا واتجوزنا في الاخر..وبعد ما خلفت بنتين جالي المرض ورماني وأخد بناتي..أعتقد ان الموت كان أفضلي.."، تلك الكلمات رددتها إحدى محاربات مرض سرطان الرحم والتى تدعى "س.ن" التي قررت أن تتحدى مرضها بعد أن تخلى عنها زوجها وهى في عمرها ال35..
وأضافت: " اتصدمت فيه فوق الوصف..أنا وقفت جنبه كتير جدا وعمري ما فرق معايا تعبان ولا ظروفه وحشة كل اللي فرق معايا انه يبقي معايا..بس اكتشفت أنه مكنش بيحبني المشكلة كلها إني أنا اللي بحبه..بس أتعلمت كتير من الموقف ده..لأني قررت مستسلمش للمرض وأسيبوا يموتني لا أنا هتعالج وهبقي كويسة وأخذ بناتي منه.. وده اللي حصل..أنا ربنا شفاني من المرض بعد طبعا ما استئصلت الرحم وأخدت جلسات العلاج.. ورفعت عليه قضية وأخدت بناتي والحمد لله..".
جوزي طلقني ورماني في الشارع عشان مش مبسوط معايا في الجنس
ونفس الظروف المشابهة قالتها "ن.ع."، إحدى محاربات سرطان الرحم رافضة الإفصاح عن اسمها الحقيقى، والتى قالت: "جالي المرض الوحش وأنا عندي 45 سنة..بس أنا مخفتش وحاربته بس طبعا عشان أحاربه كان لازم أشيل الرحم..وده اللي حصل..وفي أول علاقة جنسية بيني وبين جوزي بعد العملية ومراحل العلاج..طلقني بحجة إنه مش مبسوط معايا في العلاقة ..ومش بس كده لا رماني في الشارع وانا لا عندي حد يصرف عليا ولا حتي مكان انام فيه..بس الحمد لله ربنا وقف معايا وكرمني بقرشين كنت شيلاهم ووقفت علي رجلي.. والأهم أن ربنا شفاني وعفاني..".
استحملني في مرضي بس اتجوز عليا
"استحملني واستحمل مرضي ووقف معايا فى العملية مقدرش أنكر ده..بس بعدما خلصت مراحل العلاج اتجوز عليا..أيوة اتجوز عليا بحجة أني خلفتى بنات وهو عاوز ولد وأنا مش هعرف أخلف تاني..مش قادرة أوصف التعب النفسي اللي مريت بيه مش بسبب المرض لكن بسببه هو وكسرة النفس والقلب اللي مريت بيهم..بس كله بيعدي.."، هذا ما قالته "ن.و." الشابة في الثلاثينات من عمرها عن تجربتها مع سرطان الرحم.
رأى الطب
وحول ذلك قال الدكتور أحمد راشد، استشاري النساء والتوليد، أن سرطان الرحم يعد من أكثر ثاني أنواع السرطانات انتشارا بعد سرطان الثدي، فهناك أكثر من 1.5 مليون امرأة مصابة به، والسبب في ذلك هو عدم ظهور الأعراض فى مراحل مبكرة مما يجعل المريضة تكتشفه فى مراحله المتأخرة.
ويعد نزول كميات كبيرة من الدم شبيهة بالنزيف هي أبرز علامات الإصابة بسرطان الرحم، فطول فترة الدورة الشهرية والألم أثناء العلاقة الزوجية المصاحب لنزول الدم بعدها أبرز العلامات التي يجب البحث عن سبب واضح لها، هذا ما أكده استشاري النساء والتوليد.
وأضاف، أن استئصال الرحم هو الحل الأمثل للقضاء علي هذه المشكلة وتجنب انتشار المرض في أنحاء الجسم، وبالطبع يكون هناك بعض الفحوصات بعد العلاج الإشعاعي والكيماوي.
الحياة الجنسية بعد استئصال الرحم
أشار الدكتور أحمد حسين، استشاري طب النساء والتوليد، وتجميل المهبل، أن استئصال الرحم لا يعني نهاية العلاقة الجنسية، ولكنه قد يكون البداية لبعضهن.
وأضاف:" قديما كانت تتم عملية استئصال الرحم مصاحبة لعنق الرحم معها، وكانت بالفعل تشفي الكثير من هذا المرض اللعين، ولكن هذه الأيام أصبح الطبيب يستئصل الرحم فقط دون عنقه، وهذا الأمر شكل خطرا كبيرا في حياة النساء المصابات بالسرطان، لأنهن أصبحن أكثر عرضة لعودة السرطان مرة أخرى وفي وقت قريب جدا".
وأضاف استشاري تجميل المهبل، إلي أن الدراسات الطبية الحديثة أكدت عدم وجود علاقة بين استئصال عنق الرحم وفتور العلاقة الجنسية، فالمسئول الأول عن الاستمتاع بالجنس هو المهبل والبظر، وليس عنق الرحم.
وأكد أحمد حسين، أن الحالة النفسية السيئة التي تمر بها بعض النساء بعد استئصال الرحم والخضوع للعلاج الكيماوي قد يكون السبب الأساسي فيه هو عدم الرغبة والاستمتاع بالعلاقة الجنسية، ولكن طبيا ليس هناك أي علاقة بين عنق الرحم والرحم والجنس.