يتصور كثير من الآباء والأمهات أن التحول السيئ فى تصرفات المراهقين وقيامهم بالعناد والتمرد عليهم إنما هو قسمة ونصيب فقط أو أنه شيء حدث فجأة دون مقدمات ، وهذا خلل واضح فالأب والأم هما السبب فى ذلك بلا شك نتيجة التربية الخاطئة وعدم قيامهم بالتحصين الأمثل لأبنائهم، وعناد المراهق إذا لم يُعالج العلاج الأمثل يكون نواة للتحجر والتمسك بأفكار خاطئة وخاصة الأفكار المتطرفة، ولكونى مدرب تنمية بشرية متخصص فى تعديل الفكر المتطرف يمكن توضيح أسباب وعلاج هذا الأمر، ففى أحدث الكتب والدراسات التى تكلمت عن كيفية سير عملية العناد عند المراهقين أفادت بأن المنطقة العصبية فى الدماغ للمعاند والتى تتعلق بتحليل المشاعر السلبية هى الأنشط خلال مرحلة العناد مع الآخرين، فيما وُجد أن المنطقة العصبية المتعلقة بفهم منظور الآخرين كانت الأقل نشاطاً أو معدومة النشاط.
وهذا يؤكد أن دماغ المراهقين تكون شبه معطلة خلال شجاراتهم مع أهلهم، بما أنهم لا يسمعونهم فعلًا، ولا يصغون إليهم، بل لا يضعون أنفسهم مكانهم، فدماغهم يقوم بتصرفات مبنية على مشاعر سلبية سابقة، مما يجعلهم غير متقبّلين أو متفهّمين للرأى الآخر.
ويمكن تحديد أهم أسبـاب الـعـناد عند المراهقين فيما يلى :
- التساهل والتدليل الزائد فى وقت سابق ثم منعه فجأة ، فالمراهق لا يتقبل هذا الأمر ويريد الاستمرار بالحصول عليه بالعناد .
- محاكاة الوالدين وتقليد مزاجهما العصبي، أو تقليد الآخرين من أقارب أو أصدقاء
- إصرار الوالدين على ضرورة أن ينفذ الأبناء الأوامر بدون شرح أو إقناع فى حين توجد عند المراهق أسباب أخرى - وجيهة من وجهة نظره - لرفض الموضوع .
- رغبة المراهق فى تأكيد ذاته واستقلاليته وخاصة عند اعتقاد الأهل بأنه مازال صغيرًا أو وصفه بالضعيف أو الفشل.
- كثرة الترديد على مسامع الأبناء(أنت عنيد!) وخاصة أمام الآخرين؛ فكثرة ترديد هذه الكلمات ترسخ فى ذهن الطفل فكرة أنه طفل عنيد فيستمر بالتصرف وفقاً لذلك عند وصوله مرحلة المراهقة.
- استخدام الصوت العالى والعنف فى التقويم دون توضيح أضرار ذلك.
ويمكن التعامل مع المراهق بالآتى:
- افهم احتياجات المراهق واهتمامات وأسباب ونوعية التصرف السيئ أو المندفع، ففهم سبب التصرف مهم لعلاجه بتلافيه بقدر الإمكان.
- كن قدوة حسنة للمراهق فى السلوك والتفكير والوجدان تلك القدوة تجعل حياة طفلك مدرسة ينشأ فيها بأفضل صورة.
- استخدم الحزم ولا تستخدم القسوة، وقد تكون القسوة بالإحباط أو اللوم غير المبرر أو المبالغ فيه.
- استخدم أسلوب الحوار والمصاحبة مع المراهق وأن يكون الحوار بأسلوب الأخذ والعطاء لا بصورة الأوامر والنواهى والتى تُشعِر المراهق بعدم تقدير الذات وبالإهانة.
- امنح المراهق بعض الخصوصية ولكن تابعه وراقبه عن بُعد.
- امدح وشجّع المراهق ولا تنظر إلى قلة ما يقدمه.
- ساعِدْه على التعبير عن ذاته وأفكاره الشخصيَّة، والاستماع لآرائه الناقدة بأذنٍ صاغية وباهتمام، وعدم لَومِه أو الغضب منه بسببها، ومحاولة تصويب الخطأ فيها.
- وأما فى حالة تعاطى الابن للسجائر أو المخدرات يجب مراعاة الآتى :
وحقيقة لم أجد أفضل من وازع الدين وضرورة البعد عن المحرمات للبعد عن هذه الآفة، ويمكن اتّخاذ عدة إجراءات للتصدى لذلك منها :
- محاولة إبعاده عن أصدقاء السوء وإن استدعى الأمر تخويفهم والوصول إلى أهلهم ومطالبتهم بالابتعاد عن الابن المراهق.
- الابتعاد عن توفير أى فرصة مهيأة للتدخين أو شرب المخدرات كالضغوط التى يراها المدخن من أهله، فيجب ألا توفر الأسرة هذه الظروف التى تجعله يفعل ذلك.
- أغلب المدخنين فى مرحلة المراهقة يعانون من إحباط وعدم وضوح الهدف الأسمى والتعلق بأمانى وأحلام تافهة، فيجب تحفيزه لممارسة هوايات ورياضات نافعة أو لرسم طموحه المستقبلى والوظيفي.
- تحفيزه بمزايا كثيرة عند تركه لهذا الأمر.
- محاولة الاستعانة بمن يقدرهم من المعارف وقدوته لإقناعه بترك ذلك الأمر.
- فتح حوار ونقاش معه لبيان أضرار ومساوئ هذه الأفعال.
حفظ الله شبابنا من كل سوء ...
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة