"ولابد عن يوم محتوم تترد فيه المظالم أبيض على كل مظلوم وأسود على كل ظالم".. لم تكن هذه الكلمات مجرد أبيات منظومة ومرتبة ضمن مجموعة من الجمل الغنائية لتتر المسلسل الصعيديى الأشهر "ذئاب الجبل"، إنما كانت بمثابة مهدئ ومسكن للجمهور المتابع لحلقاته والمنتظر لهذا اليوم المحتوم الذى تترد فيه المظالم، وينتصر الحق المتمثل فى شخصية "بدرى بدار" التى لعبها الفنان "أحمد عبد العزيز" وتثبت براءته فى قضية قتل شقيقته "وردة بدار" التى اتهم بقتلها ظلماً.
وعلى مدار 18 حلقة مدة كل منها 45 دقيقة، كانت هذه الكلمات تتردد فى أذهان الجمهور المتلهف لذلك اليوم الأسود على كل ظالم، وهنا تجسد الشر والظلم فى هيئة "علوان أبو البكرى" الدور الذى أتقنه الفنان الكبير "عبدالله غيث" الذى كان يطمح فى الحصول على مكانة خاصة بين عائلته هوارة، لكن بطرق غير مشروعة فاستسلم لأهوائه وغرق فى بحر ملذاته وتزوج من خادمة، وبعدما علم بحملها قتلها وتخلص من السبب الذى من الممكن أن يعيق طمعه فى أن يصير كبير عائلته، حيث طعنها عدة طعنات وشوه الجثة تماما كى يخفى معالمها ويصعب التعرف عليها.
وتزامن هذا الفعل الدرامى/ الدموى مع هروب "وردة بدار" رغماً عن أخيها "البدرى" وتحدياً لعادات وتقاليد المجتمع القبلى الرافضة الزواج من أغراب، مما وجه أصابع الاتهام " لـ "البدرى" فتم اتهامه بقتل شقيقته واعتقدت المباحث المتمثلة فى شخصية الضابط "عاصم بيه" الذى قدم دوره الفنان الراحل عبد الله محمود، أن جثة الخادمة المشوهة هى جثة وردة، وهنا لم يكن أمام "البدرى" سوى الهروب.
اشتدت العقدة الدرامية، وظل الجمهور فى انتظار تغيير الأحداث، وظهور خطوط جديدة تغيير واقع هذا البطل المظلوم وتنصر الخير على الشر، وطالت مدة هروب "البدرى" دون أن تطول معها الحلقات، مما سرع الإيقاع وتوالت الأحداث فى شكل منطقى لاعبة على عنصر التشويق وبعيدة كل البعد عن الملل فى تلهف وانتظار وتشوق للحلقة رقم " 18 " أو الحلقة الأخيرة.
وبالفعل بعد رحلة الهروب والمراحل التى مر بها "البدرى" بداية من تخفيه بين المطاريد فى الجبل، وحتى زواجه من ابنة رجل ثرى وتحوله إلى صاحب إحدى شركات المقاولات الكبرى فى مصر باسم مستعار "فاروق القناوى"، واقترابه من الوصول لشقيقته والتعرف على حقيقة أنها لا تزال حية ترزق، جاءت اللحظة الحاسمة ووصلت الدراما إلى ذروتها، فى الحلقة الأخيرة التى طال انتظارها على الرغم من قصر عدد الحلقات، وتم القبض على "البدرى" وازداد الأمر تعقيداً، لكن فى اللحظة الأخيرة دفعت الغيرة زوجته البدرى للذهاب إلى منزل "وردة" التى لا تعلم أنها شقيقته لتكتشف وقتها قصة زوجها وتتعرف على اسمه الحقيقى، وتصطحبها إلى قسم الشرطة ليتلاقى الأخوين بعد طول غياب، وتتنهى الحلقة وهما فى حضن واحد طويل مثير لبكاء المتفرجين، بينما نستمع التتر للمرة الأخيرة لكنه متحقق تماما " ولا بد من يوم محتوم تترد فيه المظالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة