فيما يقال عن فرنسا من باب السخرية بأن لاعبيها أصحاب الأصول الأفريقية هم الذين جلبوا لها كأس العالم، فتلك نكتة سخيفة ومقولة حق يراد بها التقليل من الفرحة بالباطل، لأن هذه المقولة تحمل فى طياتها معانى يريد الساخرون التقليل منها، بسبب عقدة كراهية قديمة للاستعمار وممارساته الأليمة، لكن التعددية ودعم التنوع وقبول الآخر هى التى وصلت بهؤلاء الأفارقة ليكونوا نجوم العالم ويتباهى بقصصهم الجميع، يمكنك أن تقول من باب التباسط إنها فاتورة استعمارية قديمة جاء وقت سدادها، مثلها مثل قضية استقبال اللاجئين، لكن بالتأكيد ليس شعور الفرنسيين تجاه مستعمراتهم السابقة بالذنب هو السبب، لأن التاريخ يذكر الديون القديمة ولا يسددها، فلا الجيل الفرنسى الحالى يتحمل وزر أجداده، ولا الأفارقة الحاليون اختلفت أحوالهم كثيرًا بعد استقلال بلادهم، ويبرز التساؤل الصحيح هنا: هل كان هؤلاء الشبان سيحصدون هذا المجد لو ظل آباؤهم فى البلاد الأصلية؟، والإجابة قاسية لدرجة أننا نخفيها بالسخرية من أصول لاعبى فرنسا، دون أن نواجه أنفسنا بتعاستنا وبؤسنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة