كشف الدكتور ياسر عبد الهادى، أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن العالم سيكون على موعد مع أطول خسوف قمرى يحدث منذ 100 عام يوم الجمعة المقبلة، الذى سيتزامن مع اكتمال بدر شهر ذى القعدة من العام الهجرى 1439هـ، موضحا أن يستغرق فى مراحله كلها منذ أن يقترن القمر بشبه ظل الأرض ثم دخوله منطقة ظل الأرض ثم منطقة شبه الظل مرة أخرى وأخيراً يبدأ بمغادرتها الى أن ينتهي الخسوف تماماً، مدة قدرها 6 ساعات وأربع عشرة دقيقة تقريباً.
وأشار أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات خاصة لـ"ليوم السابع"، أنه سوف يتمكن كل من فى المناطق التى يظهر فيها القمر فى السماء عند حدوث الخسوف من رؤيته، ومنها معظم قارتى أسيا وأوروبا وكل قارتى أفريقيا وأستراليا والجزء الشرقى من قارة أمريكا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية والمحيطات الهادى والأطلسى والهندى.
وكشف أستاذ الشمس بمعهد البحوث الفلكية، أن هذا الخسوف يعتبر الخسوف الكلى الثانى الذى تشهده الأرض العام الحالى، حيث كان الخسوف الأول قد حدث فى 31 يناير الماضى، كما ينتظر أن يحدث الخسوف التالى يوم 21 يناير 2019م.
وأشار إلى أن ظاهرة الخسوف القمرى تفيد فى التأكد من بدايات الأشهر القمرية (الهجرية) وضبط التقويم الهجرى ، حيث يحدث الخسوف القمرى فى وضع التقابلى، أى فى منتصف الشهر القمرى عندما يكون القمر بدراً ، ويكون تواجده عند إحدى العقدتين الصاعدة أوالهابطة الناتجة عن تقاطع مستوى مدار القمر (المنازل) مع مستوى مدار الشمس (البروج) أو قريبا منها ، حيث تقع الأرض في هذه الحالة بين الشمس والقمر على خط الإقتران (وهو الخط الواصل بين مركزى الأرض والشمس) أوقريبا منه ، مما يجعل القمر يدخل فى ظل الأرض الذى يمتد طويلاً فى السماء لمسافة تتجاوز بعد القمر عن الأرض مما يجعله يبدو مظلماً.
وتابع أستاذ الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية :"أما الفترة منذ دخول القمر منطقة ظل الأرض ثم خروجه منها فسوف تستغرق مدة قدرها ساعتين واثنتى عشرة دقيقة تقريباً وهذه هى الفترة الزمنية المهمة بالنسبة للمشاهد والتى يستطيع خلالها مشاهدة مراحل الخسوف بالعين المجردة ، حيث أنه لن يستطيع مشاهدة فترة دخول القمر منطقة شبه الظل بالعين المجردة".
وأوضح أن القمر يبدأ دخوله لمنطقة شبة ظل الأرض في تمام الساعة السابعة وخمسة عشرة دقيقة مساءً بتوقيت القاهرة المحلي، ويعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي بدخول الحافة الشرقية لقرص القمر منطقة ظل الأرض عند الساعة الثامنة وأربعة وعشرين دقيقة مساءً ، حيث يلاحظ المشاهد اختلاف إضاءة القمر ، ويبدأ ظهور سواد ظل الأرض على قرص القمر ويستمر الخسوف جزئياً.
وأشار إلى أن إعتام قرص القمر يكتمل تماما عند الساعة التاسعة والنصف مساءً لاحتجاب نور الشمس عنه ، حيث يبدأ الخسوف الكلي للقمر الذي يكون واقعاً بكامله في منطقة ظل الأرض ، لكنه بدلاً من ذلك يغير لونه من الرمادي إلي الوردي إلي الأحمر النحاسي، ويصل الخسوف الكلي للقمر إلى ذروته التي يوافق توقيتها مع توقيت بدر شهر ذي القعدة لعام 1439هـ ( 14من ذو القعدة 1439هـ) عند الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة ، حيث يغطي ظل الأرض كامل قرص القمر بنسبة 161% تقريباً ، مما يعني أن القمر يكون في عمق ومركز ظل الأرض، وعندها يكون القمر في موضع الأوج ، أي الموضع الأبعد له عن الأرض في مداره حولها خلال الشهر القمرى
وكشف أن القمر يخرج من منطقة شبه ظل الأرض في تمام الساعة الواحدة وتسع وعشرين دقيقة صباحاً يوم السبت الموافق 28 يوليو 2018م لينتهي الخسوف تماماً.
جاء ذلك على هامش ورشة العمل التى يعقدها المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، بمقر المعهد ، تحت عنوان "خسوف القمر الكلى الأطول فى القرن الحادى والعشرون 27 يوليو"، لاستعراض ترتيبات واستعدادات المعهد للخسوف الكلى الأطول المرتقب الجمعة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة