تخلصت الأحزاب من خجلها وبدأت تتحدث بصراحة عن مخاوف إغلاق صحفها مع ارتفاع أسعار الورق، وتدنى توزيعات النسخ إلى مستوى مهين، وبعض المخاوف يمكن تجاوزها حين يكون لديك استعداد للمستقبل، وهذا ربما لن يتوافر فى أحزابنا السياسية التى تعانى أزمة فى التمويل وأزمات فى التفكير، لكن المؤسسات المعنية بصنعة الصحافة مازالت أسيرة للخجل من الاعتراف بأن الزمن القادم يحتاج منها تغييرات كبرى فى الأساليب والبنى الفكرية لكى تعيش مدة أطول- لا يوجد منطق هنا للحديث عن المنافسة - المهم أن كل صحيفة تنتظر اللحظة التى يصل فيها التوزيع لرقم صفر، لكنها لا تعترف بذلك لكى لا تكون أول الذين فتحوا صندوق النبوءات المظلمة وفيه موعد موت الصحافة الورقية، وكم هى مسكينة هذه المهنة، حيث تجد لها آباء كثيرين عند التباهى بحرية التعبير، لكنها يتيمة وفقيرة وبائسة حينما يكون الحديث حول تطوير الصناعة ودعمها لتعيش أطول.