بخبث وكراهية لوطن لفظهم حينما خانوه، يسعى الإخوان ومن معهم فى تغذية الشعور بالدونية لدى بعض المصريين عبر منظومة شائعات وأخبار مغلوطة هدفها تقزيم مصر والتقليل من شأنها أمام من يمول الإخوان ويمد إرهابهم بالسلاح والإعلام وتوفير ملاجئ لمجرميهم فى تركيا وقطر ولندن.
تقود «الجزيرة»، وبرفقتها إعلام أرودغان التركى، حملة منظمة هدفها إيهام المصريين بأن الدور الإقليمى للقاهرة متراجع، بل وصلت البجاحة التركية لنشر تقارير تفيد بتخلى مصر عن القضية الفلسطينية وتعزيز التعاون مع إسرائيل، ولكن ربك فضاح، يمهل الإخوان والأتراك فرصة لإلقاء أكاذيبهم، ولكنه لا يهملهم أبدا ويأتيهم بالفضيحة على رؤوس الأشهاد كلما اقتربوا لإيذاء مصر.
فى الوقت الذى تمتلئ صحف وفضائيات تركيا وقطر باتهامات لمصر بالتخلى عن فلسطين والتعاون مع الكيان الصهيونى، تنشر الصحف والمصادر الإسرائيلية تقارير رسمية عن تولى شركة مقاولات تركية بناء السفارة الأمريكية بالقدس، وتظهر معها تقارير أخرى عن التعاون العسكرى والاقتصادى بين أردوغان وتل أبيب.
وفى الوقت الذى يسعى الإخوان لإيهام المصريين بضعف الدور المصرى للقاهرة فى المنطقة تأتى الأخبار متسارعة عن تحركات القيادة المصرية لاستعادة العواصم العربية إلى أحضان مصر مجددا بنجاح كبير.
تسأل عن الأمل؟ تسأل عن مصر الكبيرة أين ذهبت؟ تسأل عن دورها الإقليمى المؤثر؟ تسأل عن أنياب وأدوات القاهرة التى كانت؟ الإجابات حاضرة ومطمئنة وباعثة للفخر، ولكنك مشغول عنها، غارق فى مستنقع الإلهاء، تبتلع الطعم مرة تلو الأخرى، وتضاعف مساحات إحباطك، تاركا وطنك يخوض معركته الكبرى منفردا دون أن تكون سنده.
أنت مستسلم تماما للخطاب الإخوانى أو تنظيرات نشطاء الـ«سوشيال ميديا» حول ضعف مصر وضياع تأثيرها الإقليمى، بينما كانت القاهرة تحقق نصرا جديدا فى حربها المعنونة باستعادة العواصم العربية، نصرا دبلوماسيا ومخابراتيا وسياسيا يهزم كل تصورات الإخوان عن ضعف الدولة المصرية، ويحرق كل ملايين قطر التى تسعى لسحب دورك فى المنطقة.
وأنت غارق فى توافه الأمور متحججا بغياب الأمل، كان رجال الدولة المصرية وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى يصنعون الأمل والنصر، بينما أنت تسأل عما تفعله مصر داخل هذه المنطقة الملتهبة، كانت مصر هناك فى الخرطوم تستعيدها وتستيعد علاقات أنفق الأتراك والقطريون المليارات للإضرار بها، فى زيارة حافلة بكل المكاسب السياسية والاقتصادية عاد منها الرئيس السيسى وهو يعلن بداية عصر جديد لمصر فى قلب أقريقيا بعد النجاح الذى تحقق فى ملف العلاقات مع إثيوبيا.
فى نفس التوقيت كانت حماس والفصائل الفلسطينية ترسل بيانا لمصر يعترف بدورها وجهودها فى القضية الفلسطينية، وتعلن الموافقة على الورقة المصرية الخاصة بالملف الفلسطينى والعلاقات بين الفصائل المختلفة.
ذراع مصر ويدها ممتدة إلى حيث لا تدرى أنت، وإلى حيث لا تدرك ملايين قطر الموزعة لإثبات أن يد مصر قصيرة وضعيفة، ذراع مصر هناك فى قلب السودان التى قالوا إن القاهرة فقدتها، وفى قلب فلسطين تعمل وتعيد بناء جدران الثقة وتبحث عن الحلول والأمان للشعب الفلسطينى، وفى قلب سوريا ترعى وتقود الهدنة بين الأطراف السورية، وفى قلب ليبيا تصنع مظلة برعاية مصرية لجمع شمل الفرقاء فى الأراضى الليبية، هكذا تتحرك مصر فاعلة ومؤثرة وناجزة، تملك ملفاتها المخابراتية والسياسية والدبلوماسية وتعرف متى تضرب وأين؟ فى وقت يسعى فيه الإعلام الإخوانى بمساعدة نشطاء الـ«سوشيال ميديا»، لإيهامك أنت كمواطن مصرى أن مصر عاجزة، بينما على أرض الواقع تبدو مصر القوة الوحيدة المتماسكة فى منطقة نجح الإخوان وذيولهم فى تحويلها إلى منطقة غير مستقرة ومضطربة، يقف فيها الدور المصرى المتماسك والقوى والمتحرك بذكاء عقبة أمام انهيار المنطقة وتحقق أحلام الإخوان وقطرهم وتميمهم وأردوغانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة