"فيها حاجة حلوة" هو السر الذى تحتفظ به مصر على مر العصور، رغم ما يمر عليها من أزمات اقتصادية وسياسية، إلا أنها تستطيع أن تتعافى بسرعة وتجذب إليها ملايين السائحين سنوياً بفضل حضارتها التاريخية ومواقعها الأثرية والسياحية الخلابة التى لا يوجد مثلها فى جميع انحاء العالم.
وهو ما دفع مجلة "فوربس" الأمريكية، لاعتبار مصر أفضل وجهة سياحية خلال 2018، مؤكدا أنها كانت ولا تزال مهدا للحضارة البالغة 7000 عام، وأصبح الوضع السياسى والاقتصادى فى مصر مستقر وعلى استعداد تام للاستقبال أكبر عدد من السياح.
وعن الخريطة السياحية فى مصر، فهى تمتلك حضارة عريقة تمتد لأكثر من 7 آلاف سنة، ففضلاً عن أهرامات الجيزة وأبو الهول والقلاع الإسلامية والمساجد القديمة، فهناك معابد أبو سمبل وفيلة وإدفو وكوم أمبو فى أقصى الجنوب بمحافظة أسوان، وتعد محطة جذب لأنظار السائحين من مختلف الجنسيات العالمية.
ففى محافظة أسوان، تعد المعابد الفرعونية قبلة الكثير من الزائرين الأجانب، ويحرص السياح من مختلف دول العالم على مشاهدة الحضارة الفرعونية العريقة داخل معبد أبوسمبل، والذى يضم معبدى الملك رمسيس الثانى، وزوجته الملكة نفارتارى، على ضفاف نهر النيل جنوب مدينة أسوان، ويتابعون بشغف ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس، وهى واحدة من الظواهر الفلكية النادرة، وهناك أيضاً معابد كوم أمبو وإدفو على ضفاف النيل بمحافظة أسوان، ويستمتع السائح خلال استقلاله للرحلة النيلية ما بين أسوان والأقصر إلى مشاهدة الحضارة الفرعونية وعروض الصوت والضوء، بجانب تفقد متحف التمساح بمعبد كوم أمبو، والجلوس على الكافيهات القريبة من المعبد ونهر النيل، ومن المواقع الجذابة أيضاً التى يحرص السائحين على زيارتها بأسوان، السد العالى ورمز الصداقة المصرية الروسية، والبيوت النوبية الجميلة على ضفاف النيل، واستقلال عربات الحنطور فى جولة بالكورنيش.
وأكد خيرى محمد على، رئيس غرفة شركات السياحة بأسوان، لـ"اليوم السابع"، أن المحافظة سجلت خلال العام الحالى موسم سياحى جيد، وارتفعت نسب الإشغال السياحى إلى 60 % بعد أن كانت لا تتخطى حاجز 30 % خلال الأعوام الأولى لثورة 2011 ، مشيراً إلى أنه ساعد على ذلك الاكتشافات الأثرية الجديدة فى مصر، وما تبذله وزارة السياحة من جهود فى الشأن الخارجى لعودة السياحة مرة أخرى إلى سابق عهدها.
وأوضح رئيس غرفة شركات السياحة لـ"اليوم السابع"، أن مصر نجحت بعد ثلاث سنوات من حادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، وانخفاض السياحة إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات، حيث حققت وقتها حوالى 4.8 ملايين سائح، من أصل 14.7 مليون زائر قبل ثورة 25 يناير، إلا أن استقر الوضع السياسى فى مصر الآن وبدأ الزوار فى العودة إليها من جديد، وكان هناك 8.3 ملايين سائح فى عام 2017 وتزايدت نسبتهم خلال عام 2018، لافتاً إلى أن السياحة فى مصر حققت أعلى مستوى لها على الإطلاق فى عام 2010 حيث بلغ عدد زوارها 14.7 مليون زائر، ولكن ثورة 25 يناير 2011 تسببت فى حدوث بعض الاضطرابات التى أعقبها تراجع نسبة السياحة.
وفى الأقصر، والتى تعد عاصمة السياحة فى مصر، وتعتبر من أهم المناطق السياحية والتى يوجد بها العديد من الأماكن والمعابد السياحية، حيث اشتهرت قديما بمدينة المائة باب أو مدينة الشمس، وكانت عاصمة مصر فى العصر الفرعونى، وتقع مدينة الأقصر على ضفاف النيل ويوجد بها العديد من المعالم الأثرية والفرعونية، والتى يأتى لها السائحين من مختلف بقاع الأرض ليشاهدوا عظمة المعالم السياحية بالمدينة، وأهمها معبد حتشبسوت بالدير البحرى، وهو عبارة عن مجموعة معابد ومقابر فرعونية، وأيضاً معبد الكرنك وهو عبارة عن مجموعة معابد بناها المصريين القدماء، وقد اشتهر بعروض الصوت والضوء، ويبعد عن الأقصر بـ3 كيلو متر، ووادى الملوك وهو يضم العديد من المقابر الملكية وقد تم استخدامه من 500 سنة ويتميز بالزخارف والنقوش وقد اعتبر من أشهر وأجمل الأماكن السياحية التى يقوم بزيارتها السياح دائما، علاوة على متحف الأقصر، وهو يتميز بوجود الآثار النادرة به مثل " الرأس الجرانيتية ، ورأس الآلهة حتحور على هيئة بقرة " ويحتوى على العديد من الآثار الفرعونية، بجانب معبد الأقصر وهو يتميز بوجود صرح الملك رمسيس الثانى ويوجد به العديد من التماثيل الضخمة ويوجد به الكثير من المعالم كقاعة الولادة الإلهية.
وفى هذا الصدد التقى محمد بدر محافظ الأقصر، بكل من آنا صوفيا سكرتير عام غرفة السياحة البلجيكية، وفابيانا بيير عضو الغرفة وصاحبة شركة Espace Voyage، والوفد المرافق لمناقشة استعدادات محافظة الأقصر لإقامة مؤتمر إتحاد الشركات السياحية البلجيكية UPAV المقرر انعقاده 28 من سبتمبر المقبل، حيث قالت فابيانا بيير مسئولة تنظيم المؤتمر، أن الوفد قام بزيارة الأقصر فى رحلة استطلاعية لتحديد الأماكن الملائمة لإقامة فاعليات المؤتمر، كما تم التنسيق مع كل من مسئولى شرطة السياحة والآثار ومسئولى وزارات السياحة والآثار لإقامة مؤتمر اتحاد الشركات السياحية البلجيكية UPAV يوم 28 من سبتمبر المقبل وعلى مدار 4 أيام بمحافظتى الأقصر وأسوان، وقد وقع الاختيار على محافظة الاقصر لما تتمتع به من مقومات سياحية كبرى، ومن المقرر أن يشارك بالمؤتمر ما يزيد عن 400 من أصحاب شركات السياحة والسفر البلجيكية، حيث يستهدف المؤتمر تحقيق التنشيط السياحى على مستوى الجانبان المصرى والبلجيكى.
كما التقى المحافظ بوفد الإتحاد الدولى للطيران والرياضات الجوية، الذى ضم كل من "فريتس برينكت" رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولى للطيران والرياضات الجوية، وعايد القاسمى نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد الدولى للطيران والرياضات الجوية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيجولين ريليون مديرة العضويات بالاتحاد الدولى للطيران والرياضات الجوية، واللواء محمد عبد الجواد زمزم رئيس مجلس إدارة نادى الطيران المصرى، والمهندس سمير عبد الرؤوف نائب رئيس نادى الطيران المصرى وأحمد فرغل سكرتيرعام نادى الطيران المصرى لمناقشة أستعدادات محافظة الأقصر لإقامة اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولى للطيران فى دورته الـ 112 خلال الفترة من 22 وحتى 27 من أكتوبر المقبل.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الأتحاد الدولى للطيران والرياضات الجوية، أنه قد تم التصويت لاختيار جمهورية مصر العربية لإقامة أجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولى للطيران فى دورته الـ 112 بعد تقديم جيد من نادى الطيران المصرى العضو العامل عن جمهورية مصر العربية فى الاتحاد الدولى للطيران عروض لاستضافة اجتماع الجمعية العمومية، وتم اختيار محافظة الأقصر خصيصاً لما لها من مكانة تاريخية وشهرة سياحية عالمية، مضيفاً أن اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولى للطيران فى دورته الـ 112 سيضم ما يزيد عن 400 مشترك من أكثر من 120 دولة أوروبية وعربية وسيتم دعوة سفراء عدد من الدول المشاركة وسيقام على هامش الاجتماع بعض عروض الرياضات الجوية.
وفى البحر الأحمر، تجذب المحافظة السياح من أكثر من 32 دولة حول العالم، لكل جنسية ثقافتها المعينة، وأغلب الوافدين يبدأون يومهم بممارسة الرياضة على شواطئ البحر الأحمر، وهناك عدة رياضات مختلفة يمارسها السياح على شواطئ البحر الأحمر أهمها الخاصة بمياه البحر الأحمر، مثل رياضة الغطس والتى تعتبر الأكثر انتشارًا وتجذب الكثير لممارستها فى البحر الأحمر، وكذلك ركوب الأمواج وكرة التنس والطائرة والبوتشى.
ومن جانبه، قال أبو الحجاج العمارى الخبير السياحى بالبحر الأحمر، إن هناك أمزجة معينة للسياح فى ممارسة الرياضة، موضحًا أن أغلب السياح الوافدين للبحر الأحمر يمارسون رياضة الغطس، بجانب ممارسة الرياضات الأخرى مثل رياضة الجرى وكرة الطائرة والتى يمارسها الألمان.
وأضاف لـ"اليوم السابع"، أن فى كل فنادق الغردقة، يوجد قسم يسمى النشاط الرياضى وكذلك الترفيهى، يخصص أفراد معينة داخل ذلك النشاط لكل رياضة معينة لمساعدة السياح فى القيام بها، عن طريق ترتيب الفريق ومساعدتهم فى اللعب، موضحًا بأن من أهم الرياضات التى تمارس يوميًا، ويبدأ السياح يومهم بها داخل الفنادق أولا الجرى وركوب الأمواج والسباحة والغطس وكرة الطائرة والسلة والبوتشى، لافتًا إلى أن لعبة البوتشى أصبحت لعبة أساسية داخل الفنادق على ساحل البحر الأحمر، حيث إنها من أهم وسائل الترفيه للسياح.
وأكد أن تلك اللعبة تشبه البلياردو إلا أنها يتم لعبها على الرمال، مضيفاً أن تلك اللعبة رومانية الأصل وتطورت وانتشرت فى إيطاليا وأمريكا والدول الأوروبية بشكل عام، مؤكدًا أن المصريين تعرفوا عليها من السياح الأجانب، وأصبحت مثل كرة القدم داخل الفنادق السياحية، حيث إنها مطلب متكرر للسياح.
وأوضح أن تلك اللعبة يتم لعبها بكرات من الحديد أو البلاستيك، من خلال وضع حاجز معين أو علامة على شكل مستطيل على الرمال وغالبًا تكون على الشاطئ ويلعبها 2 أو 4 أو 6 وإذا كانوا أربعة أو ستة فيكونوا فريقين كل فريق يتكون من لاعبين أو ثلاثة.
ومن جانبه، قال بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، إن هناك عدة رياضات انتشرت بشكل كبير فى نطاق فنادق محافظة البحر الأحمر وتطورت إلى أن أصبح لها مراكز خاصة بها داخل الفنادق.
وأوضح نقيب المرشدين لـ"اليوم السابع"، أن هناك رياضات ينظمها الفندق للسياح من خلال القسم الرياضى منها كرة السلة والطائرة والبوتشى والقدم والتنس، موضحًا أن هناك رياضات تقدمها مراكز خاصة داخل الفنادق مثل ركوب الأمواج والغطس وكيت سيرف، وكذلك ركوب الجمال والخيل وهى التى انتشرت فى الفنادق، مؤكدًا أن مناطق سوما باى ومكادى والجونة وسهل حشيش بها أكبر ملاعب جولف على مستوى البحر الأحمر، حيث أصبحت تلك الرياضة بشكل خاص تجذب الكثير من السياح محبيها لممارستها على البحر الأحمر.
وكشف أبو طالب عن أن البحر الأحمر تستضيف عدة بطولات لعدة رياضات مختلفة نظرًا لطبيعة المكان مثل مسابقات ركوب الأمواج، وكذلك الفروسية بسهل حشيش والاسكواش بالجونة وهناك عدة رياضات أقيمت على شاطئ البحر الأحمر.
وفى الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، تعد من أبرز المدن السياحية فى مصر والعاصمة الثانية لها نظراً لما تحويه من أكبر موانئ مصر على البحر المتوسط وتذخر بالأماكن السياحية الرائعة كمكتبة مدينة الإسكندرية الضخمة التى تستوعب أكثر من 8 ملايين كتاب، بالإضافة إلى المتاحف والمواقع الأثرية الهامة بما فيها عمود السوارى وقلعة قايتباى وغيرهم، حيث تعتبر ثانى أهم مدن السياحة فى مصر بعد القاهرة.
وتحتضن مدينة الإسكندرية الكثير من المناطق السياحية التى تجذب الكثير من السياح إليها سنوياً من مختلف أنحاء العالم، ومن أشهر مناطق السياحة فى الإسكندرية، ومنها متحف مدينة الإسكندرية القومى هو أحد أبرز أماكن السياحة فى الإسكندرية، والمسرح الرومانى بكوم الدكة، وقصر المنتزه، ومول الإسكندرية، و متحف الأحياء المائية، ومتحف المجوهرات الملكية، وغيرهم.
وأكد على المانسترلى، رئيس غرفة شركات السياحة بالإسكندرية، إن مستقبل السياحة بالإسكندرية مبشر جداً خلال الفترة القادمة فى ظل الاتفاق على استقدام سياح للمدينة من اليونان وقبرص وإيطاليا، خاصة من مدينة ميلانو وتشغيل خطوط طيران منتظمة ومباشرة بين هذه الدول والإسكندرية، مضيفًا أن الإسكندرية بلد الفرص السياحية الواعدة، حيث سيتم مضاعفة عدد الغرف الفندقية بالمحافظة فى وقت قريب وتوسعة مطار برج العرب ليخدم ضعف العدد الذى يخدمه الآن، ويصل إلى مليون و200 ألف مسافر سنويا، ليصل إلى 4 ملايين راكب بحلول 2022، مشيراً إلى أن نسب الإشغالات الفندقية تخطت حاليا حاجز الـ 90% نتيجة لبدء موسم الأجازات وإقبال المصريين والعرب على قضاء أوقات جميلة بمدينة الإسكندرية على شواطئ البحر المتوسط.
فيما أكد محمد متولى، مدير عام آثار الإسكندرية، أن الاكتشافات الأثرية بالمحافظة لها دور إيجابى فى جذب أنظار العالم إلى المدينة، وكان أبرز هذه الاكتشافات التى نالت حظاً إعلامياً مؤخراً هو التابوت الأثرى، والذى تم نقله ووضعه من موقع العثور عليه بـ8 شارع الكرملى بمنطقة سيدى جابر إلى منطقة مقابر مصطفى كامل الأثرية بشارع المعسكر الرومانى، حيث تم وضعه داخل المنطقة، ونقله بإشراف الهيئة الهندسية للمنطقة الشمالية العسكرية، وبحضور محافظ الإسكندرية.
وتتمتع جنوب سيناء، بمواقع سياحية خلابة، أبرزها "المعصرة وقلعة رأس راية والتى تبعد نحو 8 كيلو مترات جنوب مدينة طور سيناء، ومعبد سرابيط الخادم، ودير وكنيسة القديس سان جورج، وقلاع الجندى وصلاح الدين، بخلاف ما تتمتع به المحافظة من شواطئ سياحية خلابة فى شرم الشيخ ودهب والطور.
وتحظى شرم الشيخ عاصمة السياحة بجنوب سيناء، بجذب ملايين السائحين سنوياً وخاصة ملكات الجمال ومصممات الأزياء وغيرهم من المشاهير، الذين يثرون الحركة السياحية بالمكان بعد تداول صورهم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى والترويج للسياحة المصرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة