للقتل دوافع أخرى.. "الضعف الجنسى" يتصدر أسباب دعاوى الخلع بمحاكم الأسرة.. حارس عقار وطباخ يتخلصان من زوجاتهما بسبب المعايرة.. ربة منزل: كان يعاملنى معاملة الساقطات.. وخبير: الأزواج أصبحوا يتفننون فى القتل

الإثنين، 23 يوليو 2018 02:00 ص
للقتل دوافع أخرى.. "الضعف الجنسى" يتصدر أسباب دعاوى الخلع بمحاكم الأسرة.. حارس عقار وطباخ يتخلصان من زوجاتهما بسبب المعايرة.. ربة منزل: كان يعاملنى معاملة الساقطات.. وخبير: الأزواج أصبحوا يتفننون فى القتل خلافات زوجية - محكمة الأسرة
كتب عامر مصطفى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشهد أورقة المحاكم وأقسام الشرطة الكثير من الجرائم المتعلقة بالقتل، والتى يرتكبها مجرمون عتاة فى الإجرام ويكون السبب فيها دائما متعلق بخلافات أو ما شابه، إلا أنه فى الفترة الأخيرة زادت قضايا القتل المتعلقة بالضعف أو العجز الجنسى الخالص، وأصبحت تلك الأزمة سبباً فى إزهاق الأرواح، فالقاتل أصبح لا يحكم عقله على الإطلاق ولا يكون لديه سوى القتل.

 

كما تشهد محاكم الأسرة الكثير من دعاوى الخلع والتى سببها العجز أو الضعف الجنسى، فقد تم رصد وصول عدد إقامة دعاوى الخلع فيه فى محكمة إمبابة 35 حالة، وفى زنانيرى 14 حالة، ومصر الجديدة 21 حالة، ومدينة نصر 12 دعوى، وزينهم 9 دعاوى، وبمراجعة دفاتر محكمة الأسرة لشهر واحد لمحاولة معرفة أسباب كثرة هذه الحالات وجدنا أنه فى محكمة إمبابة مثلًا تم رفع 1090 دعوى خلع، حيث انقسمت 490 دعوى بسبب العجز الجنسى، و300 دعوى لتعاطى المواد المخدرة، و200 عنف جسدى، و100 دعوى لأسباب يعتبرها البعض تافهة.

 

وفى محكمة مصر الجديدة تم رصد 651 دعوى خلع، حيث تنقسم تلك الدعاوى إلى 260 حالة ضعف جنسى، و170 دعوى لعدم الإنفاق و120 حالة بسبب الإهانة اللفظية و100 لأسباب يعتبرها البعض تافهة، وفى محكمة "الزنانيرى" تمت إقامة 434 دعوى خلع، حيث تنقسم تلك الدعاوى إلى 190 دعوى عنف جسدى و120 دعاوى تقصير فى حقوق الزوجات و88 دعوى عدم إنفاق و44 دعوى يعتبرها البعض تافهة".

 

حارس عقار يقتل زوجته بسبب المعايرة

ففى إحدى الوقائع تخلص حارس عقار من زوجته لمعايرتها له بسبب ضعفه الجنسى، وكشفت تحقيقات النيابة، أنه عقب ورود بلاغ لمباحث الساحل من المتهم "محمد. ا"، 34 سنة "حارس عقار"، يفيد بوفاة زوجته "نعمة. س"، 17 سنة "ربة منزل"، عقب إصابتها بإعياء شديد وقىء، ولم يتهم أحدا أو يشتبه فى وفاتها جنائيًا، وبالانتقال والفحص عُثر على جثة المتوفاة مسجاة على ظهرها بأرضية الغرفة وترتدى ملابسها كاملة، وأفاد مفتش الصحة بأنه لا توجد إصابات ظاهرية، وبإجراء التحريات تبين عدم صحة رواية المُبلّغ، وبإعادة مناقشته عدل عن أقواله واعترف بتفاصيل الجريمة؛ وأنه قتلها بسبب معايرتها له بضعفه الجنسى.

 

وقال المتهم فى اعترافاته، إن المجنى عليها كانت تعايره دائما بضعفه الجنسى، وكانت كلماتها تنزع منه صفة الرجولة، وأنه حاول كثيرا منعها من ترديد عبارات تجريح له بسبب إجهاده فى العمل، ولكن لا فائدة حتى جاء يوم الحادث، وتكرر الموضوع فشعرت أنها ستكون وصمة عار تلاحقنى بكلماتها التى كانت كالسهام، متابعا: "يوم الحادث طلبت الطلاق، فكتمت أنفاسها باستخدام وسادة، وأبلغت بوفاتها، لكن المباحث شكت فى الأمر وأجرت تحريات، ولم أجد حلًا إلا الاعتراف".

 

ربة منزل تقتل زوجها: "اتجوزته غصب عنى"

كما تخلصت ربة منزل من زوجها بمساعدة عشيقها ، حيث اعترفت "عبير.ج"، 25 سنة، المتهمة بقتل زوجها وتقطيع جثته وإلقائها بترعة المحمودية، بمساعدة عشيقها وأصدقائه. "محمد ضربه بشومة على رأسه من الخلف وخالد طعنه بالسكينة وأنا كتمت نفسه، وثناء ربطت رجليه بالحبال وقمنا بتقطيعه لأجزاء ووضعها فى حقيبة سفر اشترناها بـ600 جنيه"، جاء ذلك خلال اعترافاتها التفصيلية أمام نيابة منتزه ثالث بمحافظة الإسكندرية برئاسة المستشار محمد وحيد، وقالت عبير: "اتجوزته غصب عنى، ومكملتش معاه شهر واحد بس لأنه كان بيعوض نقصه الجنسى، فى الاعتداء عليا بالضرب، وفى النهاية يفضل يعيط ويقولى ماتسيبنيش".

 

وتكمل عبير الأسباب التى دفعتها قائلة: "رضيت بنصيبى وقسمتى وقلت خلاص، كله قدر ومكتوب ولكن تفاجأت به يوم الدخلة، يخبرنى بضرورة النوم اليوم لإرهاقه فى الفرح، وكذلك فى اليوم الثانى والثالث، حتى أخبرنى بضعفه الجنسى، وعدم قدرته على ممارسة الحياة الزوجية"، وأضافت: "أصبت بصدمة، وعندما سألته لماذا تزوجنى وهو بهذه الحال، اعتدى عليا بالضرب، وذهبت إلى منزل أهلى، واشتكيت لهم وطلبت الطلاق ولكنهم رفضوا وخافوا من كلام الناس"، وتكمل المتهمة: "لم أجد أمامى سوى خالد، وأخبرته بالأمر وطلبت منه مساعدتى فى قتله والتخلص منه، حتى نستطيع أن نرثه ونحصل على المسكن ونتزوج فيه".

وأخرى: كان بيعاملنى معاملة الساقطات

"اتجوزته من 3 شهور وطلع عنده عجز جنسى وما بيعرفش يعمل علاقة وحياتى معاه كانت عذاب وكان بيعاملنى معاملة الساقطات كان بيجبرنى أنام معاه غصب عنى ويضربنى قبل وبعد نومه معايا علشان يبرر عجزه، ومقدرتش اتحمل القرف ده جبت السكينة وطعنته 17 مرة وسبته وهربت".. بهذه الكلمات اعترفت "منى.ع"، 20 سنة، ربة منزل، بقتل زوجها "محمود.ر.م"، 19سنة، سائق.

 

وقالت المتهمة: "اتخطبت لـ"محمود" وحصل بينا خلافات وانفصلنا واتخطبت بعده مرتين وانفصلت عنهم ومحمود كان بيحبنى ورجع اتقدملى تانى ووافقت اننا نتجوز وحبنى زى حب الأفلام فى فترة الخطوبة ومر الوقت واتجوزنا فى شهر 12 اللى فات، وقلت هعيش عيشة كويسة زى ما كل بنت بتحلم"، متابعة:"حياتى اتقلبت لعذاب بعد ما عرفت أنه عاجز جنسيا وكان عاوزنى أشتغل خدامة لأمه أنضف البيت واطبخ لها، وكان بيرجع من الشغل ينزل فيا ضرب ويجبرنى انى انام معاه، ويضربنى قبل وبعد العلاقة الحميمة وكان على طول يشتمنى بأمى وأبويا، وسبت البيت ورحت لبيت أبويا علشان يشوفوا حل معاه وقعدت 15 يوم وامه وخاله صالحونى ورجعونى البيت".

 

طباخ عائد من أوروبا يقتل زوجته

وشهدت قرية الطيرية التابعة لمركز الدلنجات بالبحيرة جريمة قتل بشعة، إذ ذبح طباخ زوجته لشكه فى سلوكها، قبل أن تثبت التحريات أن السبب معايرته بضعفه الجنسى، وتبين من الفحص قيام "م. إ. ح" طبّاخ بإحدى الدول الأوروبية، ومقيم مركز الدلنجات، بذبح زوجته "ر. ش. ح" 27 سنة بمنزل عائلتها بقرية الطيرية.

 

وتوصلت جهود فريق البحث إلى معايرة المجنى عليها المتهم بضعف قدرته الجنسية، وأضافت التحريات أن المتهم يعمل "شيف" بإنجلترا وحدثت مشادة كلامية بينهما، تطورت للتشابك بالأيدى وتبادل الاتهامات، فعايرته الزوجة بضعفه الجنسى، وتركت المنزل وذهبت إلى منزل والدها، فيما اتهمها الزوج بأنها على علاقة بأحد الأشخاص، فتطور الأمر بينهما إلى أن عقد المتهم العزم وبيت النية على التخلص من زوجته، فحمل سكينا وذهب إلى منزل والدها، وما أن شاهدها حتى ذبحها بطريقة وحشية أمام أهلها وفر هاربًا.

خبير أسرى: جريمة القتل تطورت والأزواج أصبحوا يتفننون فيها

من جهته قال وليد سامى، خبير واستشارى علاقات أسرية، إن السنوات الأخيرة تزايدت فيها ظاهرة القتل بين الأزواج والزوجات، وأصبح من المتعاد أن نقرأ ونستمع إلى مثل هذه الحوادث من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وكانت بداية الانتشار مع تلك الحادثة الشهيرة لامرأة الساطور وتعبئة زوجها فى أكياس القمامة، إلا أن حال الجريمة تطور مع تطور العصر وتفنن الأزواج والزوجات فى سبل القتل والتخلص من آثار الجريمة وتم استبدال الأسلحة النارية والبيضاء بالسم والمبيدات الحشرية وصبغة الشعر والمواد الكيميائية.

 

والجدير بالذكر من واقع الدراسات التى ركزت على هذه الظاهرة والتى أكدت على أن النسب متقاربة ما بين المجتمعات المتقدمة والبدائية، كما أوضحت النتائج أنه لا يوجد مجتمع يخلو منها، وأنها لا تتوقف على الرجال فقط فهى ظاهرة متبادلة ما بين الأزواج والزوجات، ومهما تعددت الأسباب والمبررات نجد أن الدوافع الأكثر لحدوث مثل هذا النوع من حوادث العنف بين الأزواج والزوجات هو الخلافات الأسرية بينهما والتى قد تصل إلى حد تفجير طاقة انتقامية وعدوانية هائلة وغير متوقعة نتيجة التعرض لضغوط نفسية من جراء التعامل بشكل غير مقبول كتعرض الزوجة باستمرار للقهر والإهانة والقسوة والضرب المبرح.

 

دوافع جسدية.. 

وهناك دوافع جنسية كتعرض أحد طرفى العلاقة الزوجية للخيانة فيقوم الزوج بقتل زوجته لاكتشاف خيانتها له، ومؤخرا انتشرت تلك الحوادث التى يشترك فيها العشيق مع الزوجة الخائنة لقتل الزوج، أيضاً ألوان العدوان السلبى على أحد طرفى العلاقة الزوجية فى بعض الحالات أدى للوصول لنفس النتيجة كشذوذ أحد طرفى العلاقة، والممارسات الغير سوية كالتعذيب أو فرط الرغبة الجنسية غير المحتمل أو الضعف الجنسى عند الزوج أو الامتناع القهرى من الزوجة والكراهية لمعاشرة الزوج، أما عن الدوافع الاقتصادية كبخل الزوج أو إمتناعه عن تحمل المسئوليات المادية الأساسية للأسرة متعمداً، أو التبزير المفرط من الزوجة والضغط على الزوج وتحميله ما يفوق طاقته ومعايرته بالفقر وإشعاره بالعجز ومقارنته بغيره، أو طمع أحد طرفى العلاقة الزوجية فى شريكه والرغبة فى الاستحواذ على أمواله واستغلاله، فهى تأتى بالمرتبة الثالثة بعد الخلافات والعنف الأسرى والدوافع الجنسية.

 

دوافع أخرى مثل سوء النشأة الاجتماعية

هناك دوافع أخرى تسببت فى حدوث تلك الظاهرة لا يمكن إغفالها كتعاطى المخدرات والإدمان والإصابة بمرض نفسى أو عضوى، أو ازمات مالية مفاجئة أحدث خلل نفسى وفقدان للاتزان العقلى، أو دوافع التنشئة الاجتماعية للزوج أو الزوجة مرتكبى تلك الجرائم.

 

لا يمكن طرح مشكلة بلا محاولة للوصول لسبل للحد منها، وللحد من أغلب المشاكل والآفات التى تصيب المجتمع لابد من التركيز على التربية والتعليم والتنشئة الاجتماعية السوية، والتوعية بأهمية التكافؤ بين الزوجين سواء الإجتماعى أو الاقتصادى أو العقلى والعلمى والنفسى أيضا بالتعرف على طباع كل طرف للآخر ومعرفة مدى تقبل هذه الطباع من عدمه قبل بناء أسرة، ونشر ثقافة الاحترام والاعتذار بين الأزواج، وسبل إدارة الخلافات الزوجية دون حدوث أى عنف أو اضطرابات وضرورة اللجوء لمتخصص نفسى حال عدم القدرة على اجتياز المشاكل التى تواجه كلا من الزوج أو الزوجة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة