بعد الاداء الرائع الذى قدمه لوكا مودريتش مع ريال مدريد الإسباني وقاده للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، قام بأداء مماثل مع منتخب كرواتيا وقاده إلى نهائى كأس العالم 2018 قبل أن يخسر اللقب لصالح الديك الفرنسي، وإذا كان المايسترو فى حقبة أخرى سيكون المرشح الأول للفوز بالكرة الذهبية التى تمنح لأفضل لاعب فى العالم بكل تأكيد، ولكن لحظه العاثر فهو فى زمن ميسي ورونالدو.
صعوبات فى بداية الموسم
مودريتش وكريستيانو رونالدو
واجه ريال مدريد صعوبات كبيرة فى بداية موسم 2017-18 جعلته فى النهاية يحتل المركز الثالث فى جدول ترتيب الليجا الاسبانية، وجاء بعده الخروج المدوي من الكأس على يد ليجانيس، واحتل المركز الثاني فى دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، بعدما قفز توتنهام بشكل مفاجئ على قمة الترتيب.
ومع ذلك ظهر ريال مدريد بشكل مغاير حيث واجه رفاق لوكا مودريتش جميع الفرق الكبرى فى المراحل الاقصائية واستطاع الفوز عليها، مثل باريس سان جيرمان، يوفنتوس، بايرن ميونخ وأخيرا ليفربول فى النهائي والفوز بلقب البطولة للمرة الثالثة على التوالى.
النجاح الذى حققه اللوس بلانكوس لم يكن كريستيانو رونالدو هو السبب فيه كما يعتقد البعض، بالتأكيد كان من العوامل المؤثرة، ولكن الفضل كله يعود لوسط ملعب الفريق الذى يتزعمه لوكا مودريتش ومعه الثنائى تونس كروس وكاسيميرو.
دور مودريتش الخرافي مع ريال مدريد
مودريتش قدم أداء خرافى مع ريال مدريد
مودريتش هو المحرك الرئيسي لريال مدريد يقوم بأصعب مهمة فى خط وسط الملكي، وهى نقل الكرة من الصندوق إلى الصندوق، مع التغطية الرائعة لزملاؤه عندما تكون الكرة فى حيازتهم، وعززت قدراته الكبيرة من القيام بأدوار هجومية وصناعة اللعب لزملاؤه، كان مودريتش مفتاح نجاح ريال مدريد هذا العام، فى الوقت الذى فشل فيه كريستيانو رونالدو فى تقديم أفضل ما لديه فى نصف النهائي والنهائي بالأبطال، فى الوقت الذى فعل فيه لوكا مودريتش كل شئ، ونجح فى الحفاظ على التوازن الدفاعي والهجومي.
مودريتش يقود كرواتيا لمعجزة فى المونديال
مودريتش أفضل لاعب فى كأس العالم
إذا سألت أى شخص قبل انطلاق كأس العالم عن توقعه لطرفى نهائى مونديال 2018، فلا أحد كان يتوقع منتخب مثل كرواتيا.. فبرغم قوته، إلا أنه لا يضاهي منتخبات بحجم البرازيل وبلجيكا وفرنسا والأرجنتين وغيرها، ولكن القائد مودريتش كان له دورا كبيرا فى التأهل للنهائى مع نجم برشلونة إيفان راكيتيتش، فقد كان لهذا الثنائى دورا كبيرا فى الفوز الكبير على الأرجنتين 3-0 فى الجولة الثانية من دور المجموعات لكأس العالم.
سجل مودريتش هدفين فى المونديال وصنع هدف آخر، وصنع 11 فرصة للتسجيل، وقطع مسافة 72.3 كم خلال 7 مباريات لعبها فى المونديال، وقد حصد عن جدارة جائزة اللاعب الأفضل فى كأس العالم بعد النهائى أمام فرنسا.
زمن رونالدو وميسي
هل يفعلها مودريتش ويقصى رونالدو ؟
أكبر نجما فى هذه الحقبة كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي سيدخلا فى القائمة النهائية للكرة الذهبية التى تضم 3 لاعبين بكل تأكيد كما هو معتاد، ومادام دخلا الثنائى هذه القائمة حتمنا سيفوز إحداهما باللقب.. هكذا يتحدث المنطق.
قدم الثنائى موسما رائعا مع أنديتهما ريال مدريد وبرشلونة على الترتيب، ولكنهما لم يستطيعان تقديم عرض مماثل مع منتخبات بلادهما، سجل الثنائى أكثر من 40 هدفا فى جميع المسابقات، فى المقابل فإن مودريتش ليس له أهداف كثيرة بحكم أنه ليس مهاجم، فقد سجل 4 اهداف مع الملكي فى جميع المسابقات وقدم 8 تمريرات حاسمة، ولكن كان المحرك الأساسى لفريق ريال مدريد.
مودريتش يفوز على ميسي
هكذا كان عنوان مباراة الجولة الثانية من دور المجموعات فى المباراة التى جمعت الثنائى وجها لوجه بين كرواتيا والأرجنتين وقاد خلالها مودريتش فريقه للفوز 3-0 مسجلا هدفا ولا أروع من تسديدة سحرية من خارج منطقة الجزاء.
كان مودريتش أفضل لاعب فى أكبر بطولة على الاطلاق وهى كأس العالم، وهى التى شارك فيها رونالدو وميسي وغيرهم من المرشحين على لقب الكرة الذهبية، فما الذى ينقص مودريتش من أجل الظفر بـ"البالون دور"؟
مودريتش وراكيتيتش قدما أداء مذهل فى المونديال
كل ما قدمه مودريتش من خلال الفوز بأفضل لاعب فى كأس العالم إلى جانب قيادة منتخب بلاده يمكنه من كسر احتكار الثنائى رونالدو وميسي للكرة الذهبية الذى دام لعشر سنوات، وهى اللحظة المناسبة لإنهاء هذا الاحتكار إذا أراد الفيفا، فلن يجدوا أفضل من مودريتش.
يقول الأسطورة الإسباني تشافى هيرنانديز: "مودريتش وراكيتيتش من أكثر لاعبي خط الوسط اكتمالا فى العالم، هما يقدمان كرة قدم حديثة، هما يمتلكان كل شئ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة