اللى بيسألوا ليه ميبقاش عندنا وزارة للسعادة زى الإمارات الشقيقة، أقول لهم طول ما عندنا شخصيات زى مجدى عبدالغنى بمجلس إدارة اتحاد الكرة، عمر المصريين ما هيشوفوا السعادة ولا هيشموا ريحتها، لأن النوعيات دى متبرمجة على إنها تصيب المصريين بالتعاسة والإحباط وسد النفس، فضلا عن أمراض الضغط والسكر والقلب.
واللى بيسألوا إمتى هيبقى عندنا وزارة للسعادة وبكام؟ أقول لهم السعادة مش بالفلوس، والدليل على كده برضه اتحاد الكرة أيام المرحوم سمير زاهر، عندما كانت الجبلاية وزارة سعادة المصريين، وكان سمير زاهر عنوان للنجاح والازدهار الكروى المصرى، لأنه راجل إدارجى وبيفهم كورة، وعنده حس وطنى صحيح، وقادر على إدارة منظومة الكرة فى مصر بالإمكانات المتاحة.
شوفوا سمير زاهر عمل إيه لكرة القدم فى مصر وقدر يسعد المصريين إزاى وينسيهم كل مشاكلهم من خلال إدارته الناجحة للمنتخبات الوطنية وخصوصا المنتخب الأول اللى حصد أربع بطولات قارية فى عهده منها ثلاث بطولات متتالية وكان بعبع أفريقيا، ودائما ما يظهر بشكل مشرف يليق باسم البلد فى المنافسات العالمية، ولعلكم تذكرون كأس العالم للقارات عندما هزمنا إيطاليا بهدف اللاعب المحلى الموهوب جدا محمد حمص وأحرجنا البرازيل رغم الخسارة 4-3 بهدف مشكوك فيه من ضربة جزاء.
الإدارة الناجحة الفاهمة تنعكس على كل عناصر المنتخب الوطنى الفنية الأخرى، بدءا من اختيار المدرب واللاعبين وتحقيق الالتزام المطلوب للمنافسة، وكذلك وهو الأهم امتلاك الروح والدافعية للأداء الكبير دون الخوف من أى فريق مهما كان اسمه أو تاريخه، أما الإدارة المرتبكة المهزوزة التى لا تراعى المصلحة العامة فهى التى تأتى بخواجة تافه خواف يحتقر الدورى المصرى واللاعبين المحليين، رغم أن من بينهم مواهب عظيمة وينسحق أمام الدوريات الأوروبية والاحتراف الوهمى حتى لو كان فى مسابقات الدرجة الثالثة، ويخشى من مواجهة الفرق الأخرى ويزرع طريقة اللعب الجبانة فى نفوس اللاعبين، وإذا أضفنا لذلك التسيب وغلبة المصلحة الشخصية نكون أمام كارثة محققة مثل التى رأيناها فى كأس العالم بروسيا.
نعود إلى سمير زاهر النموذج الوطنى الناجح، الذى كان أول رئيس لاتحاد الكرة يدخل عملية التسويق الرياضى مصر، وبدأ تسويق الدورى العام بـ 3 ملايين جنيه حتى وصل إلى مائة مليون فى عز قيمة الجنيه المصرى، كما استطاع إطلاق الطاقات المصرية فى كل عناصر اللعبة، وأعطى ثقة كبيرة للمدرب الوطنى واللاعبين المحليين إلى جانب اللاعبين المحترفين، فكان الكابتن الجوهرى عراب المنتخبات الوطنية ومن بعده المعلم حسن شحاتة صاحب الصولات والجولات فى أفريقيا، حتى استحق بالفعل لقب صانع السعادة، وتحول الاتحاد فى عهده إلى وزارة سعادة المصريين.
هل هناك من يعى ويفهم درس الراحل سمير زاهر؟ هل هناك من يستطيع أن يحمل الراية منه بتجرد وكفاءة لمصلحة المنتخب الوطنى ولإسعاد المصريين بعيدا عن الفشخرة الكدابة والمصالح الشخصية التافهة والتربيطات التى لا يمكن أن تدوم لأحد؟ هل يمتلك أحد شجاعة الراحل سمير زاهر الذى كان لا يخجل من الاعتراف بالخطأ أو العودة إلى طريق الصواب مادام فى مصلحة الفريق الوطنى والأندية المصرية؟
اللهم اهدِ أعضاء اتحاد الكرة ليكونوا مصدرا لإسعاد المصريين بدلا من أن يظلوا سببا لتعاستهم وإحباطهم، اللهم وفقهم إلى طريق المدرب الوطنى والإدارة الوطنية المتجردة حتى تتحقق الأحلام، ويبات المواطنون فخورين بمنتخبهم ولاعبيهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة