عادة ما ترغب المرأة في أن تكون الأجمل والأفضل، فهي دائما تركز في التفاصيل وتصاب بالذعر من احتمالية وجود أي نقص أو عيب في شكلها، من وجهة نظرها، فتحاول معالجته والسيطرة عليه بأي طريقة حتى وإن كلفتها صحتها، وفي حالة ظهور أى "تقليعة" أو موضة تتسابق النساء لتقليدها دون النظر لمدى ملاءمة هذه الموضة لها صحيا، فتقوم بتركيب الأظافر والبرسينج وترسم بالحنة والتاتو، وتستخدم "الإكستنشن" والرموش لزيادة جمالها وجاذبيتها، فما رأى الأطباء فى ذلك؟
الدكتور هاني الناظر أستاذ الأمراض الجلدية ورئيس المجلس القومي للبحوث الأسبق، دائما يحذر من انسياق البنات لما يضر طبيعتهن وجمالهن ظنا منهن أنهن سيحققن الأفضل، قائلا لـ"اليوم السابع"، إن كل ما تعتقد البنات أنه يضيف إليها فهو ينتقص من جمالها الطبيعي الذي منحه الله لها، وتقوم بالاستسهال وعلاج مشاكلها ببدائل ضارة وسريعة وسطحية متجاهلة علاج هذه المشاكل من الجذور.
وأوضح الناظر أن من أهم الأخطاء التي ترتكبها أغلب البنات هي على سبيل المثل رسم الحنة والتاتو، حيث تسبب الحنة الحساسية الجلدية المزمنة والالتهابات التي قد تصل إلى حد الحروق وترك بقع بنية ظاهرة، فيما يشكل التاتو خطرا لتسببه في نقل عدوى بعض الأمراض عبر الأدوات المستخدمة بالإضافة إلى الحساسية.
التاتو
وشدد الناظر على ضرورة تجنب البنات لكريمات فرد الشعر مثل الكيرياتين والبروتين والكولاجين ، التي انتشرت بقوة خلال الفترة الأخيرة نظرا لاحتوائها على فورمالين، وهي مادة مسببة للسرطانات، قائلا إن الاعتقاد بأن بعض هذه المنتجات لا تحتوي على فورمالين هو اعتقاد خاطئ، لأنها لن تؤدي الغرض منها وهو الفرد الذي لن يتم بدون موجود مادة الفورمالين ، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى تساقط الشعر وتهيجه وتقصفه وتسبب حساسية جلد فروة الرأس.
وعن الأخطاء التي ترتكبها أغلب البنات والتي تدمر الشعر، على حد قوله، قال الناظر إن الإكستنشن من أهم العوامل المسببة لسقوط الشعر، نظرا لأنها حمل ثقيل على فروة الرأس مما تضعف من البصيلات وتؤدي إلى وجود فراغات وكذلك تركيب الرموش فهو يؤدي لنفس المشاكل.
الرموش الصناعية
وتابع الناظر حديثه عن السلوكيات الخاطئة للبنات فى عالم الموضة مثل تركيب الأظافر الذي يؤدي إلى تكسيرها وتقصفها واستخدام أدوات المكياج الثابتة، مشيرا إلى ضررها البالغ وخطورتها، فهي تسبب حساسية جلدية وتترك بقع بنية لاعتمادها على وجود مواد لاصقة بها تضر البشرة .
تركيب الأظافر
وأخيرا حذر الناظر من موضة "البيرسنج" التي انتشرت مؤخرا والتي تكون بعمل "خرم" في أماكن معينة بالجسم مثل الأذن، الأنف، الشفاه، الحاجب، السرة واللسان وغيرها من الأماكن الحساسة، الأمر الذي يتسبب في حدوث التهابات مزمنة بهذها لمناطق وإكزيما ينتج عنها باكتيريا في الجلد وقرح صديدية.
البيرسينج
وأكدالناظر أن على المرأة استخدام البديل الصحى باتباع نظام غذائي سليم يضمن لها حصولها على العديد من العناصر الغذائية المفيدة، بالإضافة إلى تناول الفيتامينات المناسبة تحت إشراف طبيب مع الإكثار من تناول السلطة الخضراء وشرب المياه.
ومن جانبه أكد الدكتور ماهر القبلاوي، أستاذ العلاج الطبيعى، ورئيس جمعية الشرق الأوسط للعلاج البديل، على الضرر الكبير الذي يسببه الكعب العالي على صحة المرأة، حيث يقوم بالضغط الشديد على الركبة والفخذ والفقرات القطنية، لافتا إلى أن الارتفاع الصحى للكعب يكون ما بين 1 سم إلى 2 سم.
وشرح القبلاوي الضرر الناتج عن ارتداء الأنثى للكعب العالي بأنه قد يتسبب في انحناء وتشوه عظام الأصابع وتآكلها على المدى البعيد، لافتا إلى تضرر الركبة نتيجة الضغط الشديد عليها بسبب محاولة المرأة لحفظ توازنها مما يؤدي إلى ضغط شديد على مفاصل الكاحل والركبة والفخذ، ويسبب أخيرا في حدوث خشونة فى الفقرات وتآكل في العظام وتشوهات في العمود الفقري.
الكعب العالي
وقال الدكتور القبلاوي إن المعايير العالمية الآن اختلفت فأصبح الكعب الآمن هو السائد على مستوى العالم فلا يوجد من يبالغ في ارتداء الكعب العالي سوى "الموديلز"، لافتا إلى ضرورة أن تكون الموضة تناسب الجميع.
وعن التحليل النفسي لهذه الحالة قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية أن هناك 3 أسباب رئيسية لما تقوم به المرأة من تجاهل لصحتها في سبيل بحثها الدائم عن الجمال وهي "قلة ثقة بالذات، أو أن تكون شخصية هيستيرية، أو أن تكون مصابة بهوس "خفيف"، لافتا إلى أن هذا النوع من النساء دائما ما يبحثن عن الجمال الخارجي غير مباليات بالنواقص الداخلية، أو أنه قد تكون أجمل بكثير بدون أي إضافات.
وأكد أن صورة الذات عند هذه المرأة تكون مختلة فدائما تبحث أن تكون هي الأجمل والأفضل وتتجاهل صحتها في سبيل تحقيق الصورة الموجودة بخيالها.
انعدام الثقة
ونصح فرويز المرأة المهووسة بالتجميل بالوقوف أمام المرآة ورؤية الأشياء الإيجابية في مظهرها ، لافتا إلى أن هناك أسباب رئيسية تؤدي بها إلى الإضرار بنفسها مثل الاكتئاب والتربية الخاطئة التى أسست داخلها أن الجمال هو أهم ما يميزها ، مشيرا إلى أن هناك العديد من حالات الطلاق الناتجة عن استخدام هذه البدائل التجميلة بعد أن يفاجأ الزوج بأنه تزوج شخية أخرى من ناحية الشكل .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة