متى المسكين فى الكنيسة من جديد..3 أسئلة عن احتفالية مدارس الأحد.. لماذا ارتفعت صورته فى حفل كنسى بالإسكندرية بعد سنوات من حظره.. سر ابتعاده عن مدارس الأحد فى شبابه..ولماذا أثارت صورته الجدل بعد 12 سنة من وفاته؟

الخميس، 26 يوليو 2018 04:39 م
متى المسكين فى الكنيسة من جديد..3 أسئلة عن احتفالية مدارس الأحد.. لماذا ارتفعت صورته فى حفل كنسى بالإسكندرية بعد سنوات من حظره.. سر ابتعاده عن مدارس الأحد فى شبابه..ولماذا أثارت صورته الجدل بعد 12 سنة من وفاته؟ صورة القمص متى المسكين فى احتفالية مدارس الأحد
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كمن لا يختفى ولا يسكته الموت، يطل القمص متى المسكين _ أحد أهم رواد الإصلاح -  فى الكنيسة القبطية من قبره ليظهر مساء أمس الأربعاء على مسرح مكتبة الإسكندرية فى الاحتفالية الكبرى التى نظمتها الكنيسة لإحياء الذكرى المئوية لمدارس الأحد، وهو الأمر الذى أثار جدلًا واسعًا.

يرتبط اسم القمص متى المسكين بالجدل، الرجل الذى توفى عام 2006 تاركًا وراءه مدرسة كنسية مغايرة تنظر لروح النص لا شكله، تنتصر للإنسان لا للناموس، تهدم السائد وتفتح آفاقا للتفكير، فلا تلاقى إلا مقاومة واتهام ككل المصلحين.

ما حقيقة صورة "متى المسكين" فى احتفالية رواد مدارس الأحد"؟

ظهرت صورة متى المسكين على المسرح مذيلة بعبارة "مدارس الأحد مع جيل الرواد" فلم تجزم باعتباره أحد الرواد المعلمين فى المدارس الكنسية الشهيرة، ولم تنفِ ذلك أيضًا.

لم يكن القمص متى المسكين من خدام مدارس الأحد بل وجه الكثير من الانتقادات لها وهو ما ورد فى مذكراته: "لم أكن أخدم فى مدارس الأحد بالرغم من صداقتى بجميع خدامها".

  يفسر أحد القساوسة القائمين على تنظيم الاحتفالية صورة القمص الراحل على مسرح الاحتفالية قائلًا: "حرصنا فى الاحتفالية على تكريم الرواد الأوائل من معلمى مدارس الأحد، والاحتفاء برموز العمل الكنسى ممن خدموا فى الإسكندرية وقد كان القمص متى المسكين من بينهم، إذ خدم كوكيل لبطريركية الإسكندرية فى أوائل مارس 1954م وفى عصر البابا يوساب الثانى".

 

هل كان متى المسكين خادمًا فى مدارس الأحد؟

يشير كمال زاخر الكاتب المتخصص فى الشأن القبطى ومؤسس التيار المسيحى العلمانى، إلى علاقة القمص متى المسكين بمدارس الأحد فيقول إن الجيل الذهبى من خدام مدارس الأحد فى الخمسينات من القرن الماضى قد انقسم إلى ثلاثة مجموعات الأول فريق بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا وقد كان البابا شنودة أبرز خدام هذا الفريق، أما الفريق الثانى فقد كان يعرف باسم مجموعة الجيزة وكان "سعد عزيز" الذى سيصبح بعد ذلك الأنبا صموئيل أسقف الخدمات أهم الفاعلين فيها.

وأضاف: "أما المجموعة الثالثة فعرفت بفريق الفجالة نسبة لكنيسة العذراء بالفجالة وكانت تميل للأفكار التقليدية فى العقيدة والخدمة الروحية، ولم يكن القمص متى المسكين عضوا فى أى من تلك المجموعات بل كان قريبا من مجموعة الجيزة التى نزعت إلى ربط الخدمة الكنسية بخدمة المجتمع فخرج منها الأنبا صموئيل الذى صار أسقفا للخدمات العامة، أما مجموعة شبرا فقد كانت تميل للتعليم والإعلام وخرج منها البابا شنودة الذى عمل رئيسا لتحرير مجلة مدارس الأحد ثم أسقف للتعليم".

 

 

صورة من مذكرات القمص الراحل
صورة من مذكرات القمص الراحل

 

 

لماذا ابتعد المسكين عن مدارس الأحد؟

يلفت زاخر إلى أن بعض خدام مجموعة الجيزة التى كان القمص متى المسكين قريبا منها كانت تستخدم آليات العمل السياسى فى الكنيسة، الأمر الذى أثار حفيظته ففضل الابتعاد عنها.

يقول زاخر إن القمص الراحل تبنى وجهة نظر مغايرة فى تعليم النشء والشباب باعتبارهم عصب الكنيسة ومستقبلها، فأصدر مجلة مرقس التى أولت اهتماما خاصًا بهم فلم يرفض خدمة الشباب برمتها بل تبنى مدرسته وفلسفته الخاصة ورفض  خلط الآليات السياسية بالعمل الكنسي.

من ناحية أخرى، ينتقد مينا أسعد كامل الباحث والكاتب فى مجال العقيدة القبطية، ما وصفه بإقحام القمص متى المسكين فيما لا يخصه، وهى "مدارس الأحد"، فإذا كان القمص متى المسكين قد نفى فى كتاباته ومذكراته انتمائه لمدارس الأحد، فلماذا يتم نسبها له متسائلًا عن دلالة التوقيت.

يؤكد أسعد، أن المحسوبين على مدرسة القمص متى المسكين لم يكونوا من المؤمنين بجدوى مدارس الأحد، ومن ثم فإن أفكاره لم تدخل مدارس التربية الكنسية ولم تؤثر فيها كما تم الرد على بعض معتقداته الخاطئة فى الكليات اللاهوتية الكنسية وعبر أبحاث دارسيها.

 

لماذا تثير صورة "متى المسكين" الجدل بعد 12 سنة من وفاته؟

يعد الأب متى المسكين، من أكثر الشخصيات القبطية إثارة للجدل فى تاريخ الكنيسة المصرية، فهو من ناحية يعتبر أحد أهم الرهبان الذين أعادوا إحياء دير الأنبا مقار، مع جماعته الرهبانية (12 راهبًا) بعد أن كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه البابا كيرلس مهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية فى الدير من جديد.

ومن ناحية أخرى، فإن خلافا وقع بين الأب متى المسكين والبابا شنودة،  بسبب لقاء الأول بالرئيس السادات أثناء خلافات البابا والرئيس التى انتهت بتحديد إقامة البابا في دير الأنبا بيشوى فى الثمانينات ، وهو الخلاف الذى ألزم "متى" الصمت حتى وفاته، وكتب عنه فى مذكراته.

تعتبر كتابات القمص متى المسكين، من الكتابات الممنوعة كنسيا حيث يحظر بيعها وتداولها فى مكتبات الكنائس والأديرة، رغم عدم صدور قرار من المجمع المقدس يلزم بذلك، إلا أن هذا العرف معمول به منذ عصر البابا شنودة الراحل إبان خلافه مع القمص المسكين.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة