على مدار سنوات مضت برزت منطقة الساحل الشمالى المطلة على البحر الأبيض المتوسط كأفضل الوجهات للسياحة الداخلية فى شهور الصيف، واكتفى المستثمرون ببضع قرى سياحية على منطقة محددة من الساحل الشمالى الغربى لمصر، تغطى الكثافة التى ترد إلى تلك البقعة الفريدة فى مصر لتقضى إجازة الصيف.
ورغم شهرة الساحل الشمالى الداخلية كوجهة سياحية مميزة إلا أنه لم يلقَ حظوظه من السياحة العالمية، ولم يتم مقارنته بشواطئ البحر الأحمر التى تلقى شهرة عالمية، فى الوقت الذى استطاعت دولا على الضفة الأخرى من البحر مثل فرنسا وإيطاليا باسبانيا أن تستغل شواطئ المتوسط أفضل استغلال.
فالسياحة لإسبانيا تقوم بشكل أساسى على السياحة الشاطئية، حيث يتخطى زوارها سنويا الـ75 مليون سائح، فيما تصل عائدات السياحة إلى 77 مليار يورو على مدار العام، ومن أهم شواطئها على البحر المتوسط التى تجذب ملايين السائحين سنويا شاطئ سيس، وشواطئ تينيريفى، وجزر البليار فى قلب البحر الأبيض المتوسط.
ولأن شواطئ الساحل الشمالى الغربى لا تقل فى سحرها عن تلك التى تقع جنوب أوروبا فكلاهما يطلان على نفس البحر ويتمتعان بنفس سحر الطبيعة، ولكن ما ينقصنا هو التعلم من التجربة الإسبانية والفرنسية والإيطالية فى تنمية تلك المناطق لتكون مناطق سياحية قادرة على المنافسة عالميا.
بالفعل وقبل عام بدأت الدولة تتجه نحو خلق منتج سياحى فى تلك المنطقة، حيث كشفت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة السياحة، أن توجه الدولة وقيادتها السياسية يهدف إلى تنمية منطقة الساحل الشمالى والاستفادة منها سياحيًا على مدار العام، وليس فى شهور الصيف فقط، مضيفة أنها خطوة مهمة لجذب السائحين من ذوى الإنفاق المرتفع إلى جانب الشرائح الأخرى التى تسعى الوزارة للحفاظ عليها وجذب المزيد منها.
وزارة السياحة من جانبها قررت أن تضع منطقة الساحل الشمالى نصب أعينها فى خطة الترويج الدولية الجديدة لها، معتبره إن منطقة الساحل الشمالى بها من المقومات ما يؤهلها لأن تكون منطقة سياحية عالمية، بعد أن تم زيادة حجم الاستثمارات فى منطقة الساحل الشمالى بأكمله، الأمر الذى من شأنه أن يساهم فى تحقيق تنمية مستدامة فى هذه المنطقة الواعدة، إلى جانب فرص العمل الحقيقية التى ستوفرها تلك المشروعات.
درجات الحرارة المعتدلة وسهولة وسائل المواصلات
فلك أن تتخيل هذه المقومات التى تمتلكها المنطقة على الساحل الشمالى الغربى، بداية من درجات الحرارة المعتدلة التى تتراوح من 25 إلى 30 فى عز يوليو وأغسطس، حيث تبلغ درجات الحرارة فى مناطق آخرى إلى 40 أو أكثر، وحتى سهولة الوصول لها سواء بريا بعد أن تم تطوير وتحديث الطرق التى تخدم هذا الساحل وهو ما تمثل فى الربط بطريق النطرون بالعلمين، والقاهرة – الضبعة، أو عبر ثلاث مطارات هم برج العرب والعلمين ومرسى مطروح.
سياحة اليخوت لها مستقبل واعد بالمنطقة
سياحة اليخوت تنتظر مستقبل واعد فى منطقة الساحل يساعد على ذلك قربها من السوق الأوروبى مما يؤهلها لإنشاء مارينا تتميز بمعايير عالمية لاستقبال المراكب واليخوت، الأمر الذى سيشكل نقله نوعية فى جذب نوعية سياحية مهمة من فئة السياحة العالمية الفاخرة طوال أيام السنة.
ما سيجعل المنطقة جاذبه للسياحة الشاطئية والترفيهية، فمخطط المنطقة ومدينة العلمين التى تقوم الحكومة بتنفيذها يتضمن سلسلة فنادق على أحدث التصميمات، فضلاً عن كورنيش “ممشى” سياحى عالمى، ينافس أشهر المنتجعات السياحية فى دول حوض المتوسط، ومنطقة ألعاب وجولف.
ربط الساحل بالواحات ينمى سوق السياحة العلاجية:
قرب منطقة الساحل الغربى من الواحات فى الصحراء الغربية يمكن أن يمثل فرصة لتنشيط السياحة البيئية والعلاجية فى تلك المنطقة، تلك المنطقة التى تتميز بأفضل محمية طبيعية فى واحة سيوة الغنية بالثروات الطبيعية، والآثار، وتبعد عن ساحل البحر المتوسط بنحو 300 كم إلى الجنوب الغربى من مدينة مرسى مطروح، وتنتشر ينابيع المياه الجوفية بالواحة، ومزارع التمور والزيتون، والملاحات الممتدة بطول شاطئ البحر، كما أن أماكن كمتحف سيوة وحمَّام كليوباترا، الذى سبحت فيه الملكة المصرية قديماً، وبقايا "قصر شالى"، ومعبد "الوحى"، تشى بأن التاريخ قد مَرَّ من هذا المكان، وترك أثراً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة