دندراوى الهوارى

الإخوان طالبوا بإعدام المعارضين لثورة يوليو 1952.. والآن يتباكون على الملك!!

السبت، 28 يوليو 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لن نتطرق إلى كتب التاريخ، ولن نستعين بمذكرات ضابط واحد من ضباط الأحرار، أصحاب الحراك الثورى ضد الملك فاروق وبلاط قصره فى يوليو 1952، ولن نستعين بشهادات من كانوا فى مطبخ الثوار أو معارضيهم، فى تناولنا لوقاحة وانحطاط جماعة الإخوان الإرهابية، ودورها فى الثورة، ومدى تأييدهم الشديد والمبالغ فيه مع بداية الحراك، ثم الانقلاب التام والمحورى ضدها، وشخصنة الصراع مع جمال عبدالناصر، وإنما سنستعين بما كتبه الكاهن الأكبر فى معبد الجماعة، سيد قطب، بخط يده، وبكامل إرادته فى مقالات منشورة فى أخبار اليوم وروزاليوسف..!
 
ومن المعلوم بالضرورة أن الاعتراف سيد وتاج رأس الأدلة الدامغة، الذى يتوارى أمامه كل الشهادات، والأراء والتحليلات، عن الثورة، وعصر الملكية، وهل كان هناك فساد أدى إلى اندلاع الثورة من عدمه؟!
 
كبير كهنة معبد الجماعة الإرهابية «سيد قطب» كتب مع بدء ثورة يوليو سلسلة مقالات منشورة فى أخبار اليوم وروزاليوسف، أشاد فيها بالثورة وطهارتها ونقائها، أيما إشادة، وطالب الضباط الأحرار بضرورة نهج ما أطلق عليه حينها «الديكتاتورية الطاهرة» ضد الغوغائية، واصفا عصر الملكية «بالعفن» الذى لابد من دفنه سريعا»، وذلك فى مقال له نشر بجريدة الأخبار فى 15 أغسطس 1952 تحت عنوان «حركات لا تخيفنا».
 
سيد قطب كتب مقاله حينذاك مدافعا عن الثورة والضباط الأحرار، ومهاجما إضرابات عمال كفر الدوار فيما يطلق عليها إضرابات 12 و13 أغسطس 1952، وقال ما نصه: «إن عهدا عفنا بأكمله يلفظ أنفاسه الأخيرة فى قبضة طاهرة، ولكنها قوية مكينة، فلا بأس أن يرفس برجليه، ولكنه عهد انتهى، عهد قد مات، ولكن المهم هو أن نشرع فى الإجهاز عليه، وأن تكون المدية حامية فلا يطول الصراع، ولا تطول السكرات، لقد أطلع الشيطان قرنيه فى كفر الدوّار، فلنضرب بقوّة، ولنضرب بسرعة، وليس على الشعب سوى أن يرقبنا ونحن نحفر القبر ونهيل التراب على الرجعيّة والغوغائيّة بعد أن نجعلها تشهد مصرعها قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة».
 
ولم يكتفِ سيد قطب بهذا المقال، ولكن زاد من شعر احتقاره لطبقة العمال والغلابة، أبياتا، وهناك واقعة شهيرة، عندما شارك بصفته المقرب من جمال عبدالناصر، ومناصرا وداعما للثورة، فى اجتماع عقد فى الأول من فبراير 1953 ضم كلا من محمد فؤاد جلال، وزير الشؤون الاجتماعية، وعبدالمنعم أمين، عضو مجلس قيادة الثورة، مع النقابى المخضرم فتحى كامل، حول التنسيق من أجل تأسيس الاتحاد العام لنقابات العمال، وفوجئ الجميع بكاهن معبد الإخوان يرفض فكرة تأسيس الاتحاد، محاولا فرض رأيه بالقوة، بل ورفضه المستميت إلغاء المادة 39 من قانون عقد العمل الفردى التى كانت تجيز الفصل التعسفى للعمال، وهو الخطأ الفادح الذى وقع فيه سيّد قطب وأدخله فى معركة عنيفة مع قيادات الثورة..!!
 
تلك الخلاف كان بدء اشتعال أول شرارة فى انقلاب سيد قطب وجماعته على الثورة، سرا، ومناصبة العداء للضباط الأحرار، خاصة وأن الاجتماع شهد تعنيف سيد قطب بشدة وتهديده بعدم تجاوز صلاحيّاته أو تخطّى حدوده، الأمر الذى دفعه إلى كتابة مقال نشرته روزاليوسف فى 9 فبراير 1953 قال فيه نصا: «لابد من استبعاد الجماهير من معادلة العمل السياسى، فمن مصلحة الجميع أن يظل الزمام فى أيدى قوّة نظاميّة طاهرة نظيفة كأبطال ثورتنا المجيدة، ومن مصلحة الحمقى ألاّ يقفوا فى طرق هذه القوة النظاميّة فهى أقوى ممّا يظنون، وهى ستسحقهم سحقا.. إن طريقة القوة المنظمة أسلم من طريقة الجماهير».
 
هنا يتأكد حقارة جماعة الإخوان، وعقيدتها القائمة على الديكتاتورية، ونظرة الاستعلاء على الشعب، ووصفهم بالغوغائيين والحمقى الذين يؤمرون فيطيعوا، وليس لهم الحق فى الاعتراض أو إبداء الرأى، ولا يهمهم حقوق عمال أو فلاحين، أو غلابة، ولكنهم يتاجرون فقط بقضاياهم وآلامهم، وتوظيفها بما تصب فى مصلحتهم.
 
الدليل الآخر، وبخط يد كاهن معبد الجماعة الإرهابية، سيد قطب، ما سطره أيضا فى جريدة الأخبار 22 أغسطس 1952 ما نصه: «لا وألف لا لدستور 1923 فهو ليس سوى الخدعة التى يطنطن بها رجال السياسة ليفرقوا بها وثبة ثورتنا.. لا وألف لا لدستور 1923 الذى تتستر الرجعية وراء صفحاته وتتشبث بخدعته لتعيش.. لا وألف لا لدستور 1923 فلا دستور لنا سوى دستور ثورة 1952».
 
وقال أيضا: «نعم.. إننى أطالب بدكتاتورية نظيفة وعادلة حتى يتم التطهير.. لقد احتمل الشعب ديكتاتورية طاغية باغية شريرة مريضة على مدى خمسة عشر عاما أو تزيد، أفلا يحتمل دكتاتورية عادلة ونظيفة لستة أشهر فقط؟!».
 
وتأسيسا على ما كتبه كاهن معبد الجماعة بخط يده، سيد قطب، فإن باب كل الاجتهادات والتحليلات، تُغلق، وتبقى حقيقة واضحة، أن الجماعة كانت ترى فى النظام الملكى كارثة، ووصفته بالنظام العفن الطاغى الباغى الشرير الذى يجب دفنه وإهالة التراب عليه، واجتثاث كل من ينتمى له من فوق الأرض.
 
وعلى النقيض وصفت الجماعة، ثورة يوليو بالطاهرة النقية التى اندلعت لإنقاذ البلاد وتحرير العباد من العبودية والذل والعمل فى الوسية تحت نيران الكرابيج، والأخطر، أن الإخوان طالبوا ضباط الأحرار بأن ينهجوا الديكتاتورية ضد الغوغائية، إيمانا أن الديكتاتورية المنظمة أفضل من الغوغائية ونعرات الحمقى..!!
 
وعندما فشلت الجماعة فى اختطاف ثورة يوليو 1952 من الضباط الأحرار، انقلبوا عليها، ونعتوها بكل الأوصاف، وألصقوا بها كل الموبقات، واعتبروا زعيمها جمال عبدالناصر، شيطانا وخطرا على الإسلام، والآن يتباكون على عصر الملكية، وعن مصر التى كانت وكانت، بمنتهى القبح والحقارة..!!
 
ولك الله يا مصر..!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة