أحيانًا تكون البطولة فى محاولة إنقاذ الناس، بصرف النظر عن نتائج هذه المحاولات، حينها تكفى الشجاعة كبداية صحيحة، تمامًا مثلما يفعل رجال الإطفاء فى فصل الصيف، حين يسددون فاتورة سنوات طويلة من الإهمال والفساد وانعدام اشتراطات ما يسمى من باب المنظرة «الأمن الصناعى» ، فهذه الحرائق التى يلاحقونها من هنا لهناك ليست جميعها مسؤولية القضاء والقدر، بعض الحرائق تبدأ شرارتها فى القوانين المهترئة والضمائر العفنة أولًا، ثم نعول على انتصار رجل الإطفاء فى معركة مع وحش لا يشبع اسمه النيران، ويلتهم البشر والحجر وما بينهما من ذكريات وثروات مادية، إنهم يستحقون كل الشكر لكن بعض الناس للأسف يتهمونهم بالتقصير حين يتأخرون فى الوصول، ويبدو هذا مناسبًا لبلادنا المزدحمة بالمخالفات فى الشوارع، وسوء التخطيط للمبانى والطرق، وهذا فساد آخر احترقت أعمارنا فى الحديث عنه.